“بلينكن” هرب من الشرق الأوسط .. والصواريخ سقطت على اليمن
السياسية:
في تحليل يصف زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط والتي استمرت أسبوعاً لحل النزاع في قطاع غزة، اختارت وكالة أنباء ريان هذه العبارة لعنوانها الرئيسي: بلينكن فر من الشرق الأوسط، وتطايرت الصواريخ باتجاه اليمن. وكتب محلل وسائل الإعلام الروسية في هذا المقال: “رحلة وزير الخارجية الأمريكي إلى الشرق الأوسط انتهت دون تحقيق نتيجة مفاجئة، وكان من أبرز نتائج هذه الرحلة الهجوم الأمريكي والبريطاني على اليمن وأن واشنطن هي التي جلبت المواجهة مع اليمن إلى مستوى جديد”.
وأضاف ديفيد نورمانيا كذلك: “لا يزال من الصعب الحكم على عواقب هذا الهجوم، لكن بالنظر إلى تصرفات القوات اليمنية في إطلاق الصواريخ رداً على الهجوم الأمريكي، يمكن الافتراض أن واشنطن لم تتمكن من إحداث أضرار كبيرة بالقوة القتالية، من الجيش اليمني”، وعلى صعيد متصل، كتب نورمانيا، الذي لديه سجل في شغل منصب وزارة التنمية الإقليمية والبنية التحتية في جورجيا من عام 2012 إلى عام 2014، في تحليله: “ربما حاول بلينكن جاهدًا نقل موقف واشنطن بشأن الهجوم الوشيك إلى المؤيدين خلال فترة ولايته التي استمرت أسبوعًا واحدًا”.
وذكر أن هذه الرحلة هي الزيارة الرابعة لوزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة منذ أكتوبر 2023، ومن السمات المشتركة الأخرى لهذه الرحلات عدم تحقيق نتائج مفاجئة، وكتب محلل وكالة أنباء ريانوفسكي أيضًا: “إن جميع المفاوضات بحضور وزير الخارجية الأمريكي كانت في الواقع مقتصرة على الشروط القياسية: الدول العربية ليست حريصة على الانخراط في حرب مفتوحة، لكنها تريد من إسرائيل أن توقف العملية كما هي فى اسرع وقت ممكن”.
وفي استمرار لهذا المقال، انتظر وزير الخارجية الأمريكي، في إحدى رحلاته السابقة، طوال الليل للقاء محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وهذه المرة، محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، والتقى بلينكن في غرفة كان خلفهما علم فلسطين الوحيد، ويبدو أن العلم الأمريكي لم يتم العثور عليه في رام الله.
وبالإشارة إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي في نهاية رحلته والذي اعتبر فيه التقارب بين الدول العربية و”إسرائيل” أفضل وسيلة لعزل إيران، أوضح هذا المحلل: بالنسبة لبلينكن تبدو مثل هذه الأفكار بعيدة كل البعد عن الواقع لأن الشرط أن الهدف الأساسي لجميع الدول العربية من تطبيع العلاقات مع تل أبيب هو إنهاء العملية في غزة وإقامة الدولة الفلسطينية، وحكومة بنيامين نتنياهو ليست مستعدة للقيام بذلك.
وكتبت نورمانيا أيضًا: “رئيس وزراء “إسرائيل” يدعي أن احتلال قطاع غزة ليس جزءًا من خططه، لكن وسائل الإعلام الغربية كتبت في ديسمبر الماضي عكس ذلك، بالإضافة إلى ذلك، يطلق أعضاء حكومته بشكل دوري تصريحات تتعارض مع تطمينات نتنياهو، بما في ذلك بعض التصريحات التي تدعو إلى طرد جميع الفلسطينيين من قطاع غزة”.
وذكر في هذا التحليل: “يبدو أن “إسرائيل” لا تعرف الطريق للخروج من الصراع الحالي؛ الجيش الصهيوني معني فقط بتدمير حماس، وعدد المدنيين الذين سيقتلون على يد الجيش الصهيوني لا يهمهم كثيراً”، وواصلت وسائل الإعلام الروسية الكتابة، وقالت: “إن افتقار تل أبيب إلى خطة للخروج من الصراع يشكل خطرا ليس على الفلسطينيين فحسب، بل على “إسرائيل” نفسها أيضا، ونتيجة لذلك، قد يواجهون بدلا من حماس شيطانا لا يعرفونه بعد، وهو ما يذكرنا بشكل مؤلم بميلاد تنظيم داعش على أنقاض العراق الذي دمرته الولايات المتحدة”.
وواصل عمدة تبليسي عاصمة جورجيا السابق هذا التحليل وكتب: “ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد لاحظت ذلك أم لا، لكن واشنطن تحاول بالفعل الضغط على نتنياهو، انظروا فقط إلى اعتراف جو بايدن الأخير، الذي أثاره الناشطون في ولاية كارولينا الجنوبية: لقد عملت بهدوء مع الحكومة الصهيونية لإجبارها على تقليص وجودها بشكل كبير والانسحاب من قطاع غزة”.
ويضيف هذا التحليل: “لا يمكن تفسير تصرف بايدن هذا إلا بأن المساعدات المقدمة لنتنياهو أصبحت عاملاً مدمراً لعلاقات الولايات المتحدة مع دول ما تسمى العالم الجنوبي، والأهم من ذلك، للفصيل الديمقراطي الأمريكي في “إسرائيل”، سباق الانتخابات الرئاسية، وخاصة في ظل الوضع الذي أظهر استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز، أن نحو 57% من الناخبين الأمريكيين لا يؤيدون نهج بايدن في حل الصراع، ولذلك فإن الرئيس الأمريكي ليس قلقاً على الفلسطينيين، بل قلقاً على رتبته”.
وتابع محلل وكالة أنباء رايانوفستي: “إن الأحداث الأخيرة تظهر بوضوح أن “القيادة الأمريكية” لا يمكن أن تصبح ضحية لتحديات روسيا والصين فحسب، بل أيضا ضحية للصراع الداخلي”، وكتب هذا المحلل كذلك: “إن تصريح بايدن حول “العمل بهدوء مع نتنياهو” يتوافق مع الهجوم على اليمن، لكن قصف المنشآت التابعة لليمنيين لا يمكن أن يحل المشكلة، وذكر: “أن الغرض من هذه الهجمات هو فقط إظهار رغبة الولايات المتحدة في إرساء الكيان في البحر الأحمر، لكن تجدر الإشارة إلى أن العمليات البرية ضرورية للقضاء على التهديد، لكن البيت الأبيض لا يريد السلطة ولا الوقت ولا مصداقية الأمريكيين، وهذا لا يجدي نفعاً”، وأوضحت نورمانيا: “إن وراء نية الولايات المتحدة الظهور كزعيم قادر على حل مشاكل “إسرائيل” وفلسطين، فإن عجز واشنطن عن لعب هذا الدور يظهر بشكل متزايد”.
لقد شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هجمات ضد مواقع أنصار الله في اليمن مساء الخميس بالتوقيت المحلي (الولايات المتحدة) في أعقاب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأفادت مصادر إخبارية، صباح الجمعة، بأن الجيش الوطني اليمني استهدف هدفاً تابعاً للولايات المتحدة في البحر الأحمر رداً على العدوان الجوي الأمريكي والبريطاني على البلاد.
ولقد أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الهجمات الأمريكية على اليمن وأعلن: الضربات الجوية الأمريكية على اليمن هي مثال آخر على تحريف قرارات مجلس الأمن الدولي من قبل الأنجلوسكسونيين وتجاهلهم الكامل للقوانين الدولية من أجل تصعيد التوترات في المنطقة هو لأغراض تدميرية خاصة به.
وأشارت ماريا زاخاروفا: “روسيا تطلب من المجتمع الدولي إدانة الهجوم على اليمن ومحاولة منع تصعيد التوتر”، وفي وقت سابق، أعلنت بعض المصادر الإخبارية أن روسيا دعت إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الهجمات العدوانية للقوات الأمريكية البريطانية على اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية 26 سبتمبر عن قناة، برقية البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة، وأضافت إن موسكو دعت إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 12 يناير (الجمعة 22 ديسمبر) بشأن الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن. وفي الأسابيع الأخيرة، استهدف الجيش اليمني، دعماً لمقاومة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عدة سفن تابعة للكيان الصهيوني أو سفن تحمل بضائع لهذا الكيان، كانت متجهة إلى الأراضي المحتلة في البحر الأحمر، المحيط الهندي، ومضيق باب المندب، وأعلنت قوات الجيش اليمني أنه إلى أن يتوقف الكيان الصهيوني عن هجماته على قطاع غزة وقتل أبناء هذه المنطقة، فإنه سيواصل مهاجمة سفن هذا الكيان أو السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة في البحر الأحمر.
* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة نقلت حرفيا من المصدر