السياسية || تقرير : صباح العواضي

ما أن أعلنت المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي حتى سارعت جبهة المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” بإعلان مساندتها للمقاومة الفلسطينية حسب تنسيق الساحات في دول محور المقاومة، وبدء حزب الله اللبناني بقصف مواقع لجنود العدو الصهيوني في مزارع شبعا من دون أن تخرج عن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006 ووفق تقارير إعلامية أدت العمليات العسكرية للمقاومة الإسلامية في شمال المناطق المحتلة إلى نزوح أكثر من 230 ألف إسرائيلي عبر استهداف المستوطنات والثكنات العسكرية ومقتل 1140 إسرائيليا وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى أحدث الأرقام الإسرائيلية الرسمية.
ويمتلك حزب الله ترسانة ضخمة من السلاح لا يعرف حجمها وتتضمن صواريخ دقيقة إلى جانب عشرات الآلاف من المجاهدين المدربين فخلال سنوات المقاومة على حدود الاراضي المحتلة ازعج حزب الله الكيان الاسرائيلي الذي اجتاح لبنان عام 1982 متخذا أسلوب المقاومة المشروعة مما بنى أيدلوجية سياسية وشعبية في لبنان ونتيجة للعمليات العسكرية المتوالية لحزب الله أدى ذلك إلى الانسحاب الكبير لإسرائيل عام 1985 تلاها انسحابات أخرى نتيجة استخدامه الأسلحة الدقيقة وصواريخ الكاتيوشا ضد الثكنات العسكرية التي تميزت بدقة الاهداف وعنصر المفاجأة.

 

خسائر اقتصادية واستنفار غربي لاحتواء التصعيد

مثلت التضحيات التي يقدمها حزب الله لإسناد المقاومة الفلسطينية خلال طوفان الأقصى إلى جانب الجبهة اليمنية بصنعاء استنزافا لإسرائيل في جنوب البحر الأحمر من خلال فرض معادلة استراتيجية لمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من المرور عبر البحر الأحمر تضامنا وإسنادًا للشعب الفلسطيني حتى فك الحصار عن غزة وإدخال الغذاء إليه مما فرض عليها حصارا اقتصاديا كلفاها الكثير.
وفي السياق ذاته ذكرت وسائل إعلام عبرية إن التكلفة الإجمالية للخسائر المالية التي يتكبدها الكيان مع تواصل الحرب خلال الـ3 أشهر، بلغت 60 مليار دولار.. موضحة أن الخسائر المالية التي يتكبدها العدو على الجبهة الشمالية وحدها بلغت ما يقرب من 1.6 مليار دولار.
وأشارت إلى أن الأوضاع الأمنية على الحدود الشمالية تتصاعد من يوم إلى آخر ويقود إلى مصير مجهول ويلقي بضلاله على مختلف جوانب الحياة داخل اسرائيل.

 

استنفار

بعد استشهاد القيادي الميداني البارز في حزب الله وسام الطويل ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري جراء استهداف إسرائيلي، تقدمت الجمهورية اللبنانية بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل وطالبت بإدانة الأعداء والضغط على الكيان لوقف التصعيد واتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه وشعبه وذلك للحؤول دون تفاقم الصراع وإقحام المنطقة بأسرها في حرب شاملة ومدمرة سيصعب احتواؤها.
وكان الأمين العام للحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله قد حذر إسرائيل من حرب شاملة بلا ضوابط أو حدود في حال فكرت بشن حرب على لبنان إثر اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” صالح العاروري الذي أجج المخاوف الدولية من اندلاع حرب شاملة بين حزب الله والكيان.
وأكد السيد حسن نصر الله أن المعركة القائمة عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة هي فرصة حقيقية لتحقيق التحرير الكامل لأراضي اللبنانية المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي ومنعه من استباحة حدود وأجواء لبنان.
فيما استنفرت أمريكا جهودها الدبلوماسية بهدف احتواء التصعيد وذلك بإيفاد وزير خارجيتها انتوني بلينكن وقبله الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين إلى المنطقة لمنع اندلاع حرب شاملة بين المقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله وإسرائيل.

 

الاتحاد الأوروبي

بدورها ألمانيا أعلنت انها تراقب الوضع في جنوب لبنان على حد ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية خلال جولة لوزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في منطقة الشرق الاوسط فيما اكدت فرنسا اهمية تجنيب المنطقة خطر الانزلاق الى حرب واسعة.
وأعلن الاتحاد الاوروبي على لسان مسؤول خارجيتها جوزيب بوريل انه سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الوضع في جنوب لبنان وأهمية تجنب التصعيد الإقليمي فيما يتوقع زيارة منتظرة لوكيل الامين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا.

 

حرب مستحيلة

ويعتبر كيان الاحتلال فكرة الحرب مع حزب الله مستحيلة لان كلفتها باهظة ونتائجها غير مضمونة فيما يمتلك حزب الله القدرة العسكرية لأي مواجهة مع دولة الاحتلال لتعاظم القدرات العسكرية والصاروخية التي فاقت قدرات الحزب عما كانت عام ٢٠٠٦ ستجعل اسرائيل تخسر وجودها.
وأكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن معظم مسؤولي المؤسسة الدفاعية ما زالوا يؤكدون أن حزب الله هو أكبر تهديدا لـ”إسرائيل” فيما أشار التقييم الاستخباري الأمريكي الصادر عن “وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA إلى إنه يكون من الصعب على إسرائيل أن تنجح في حرب ضد حزب الله وسط القتال المستمر في غزة فهل ستتحمل إسرائيل وأمريكا وحلفاؤها فتح جبهات جديدة في لبنان والبحر الأحمر في اليمن؟
ووضعت العمليات العسكرية لمحور المقاومة خلال ال 3 أشهر الماضية ضد إسرائيل ردا على الحرب بقطاع غزة أمريكا على المحك مما دفعها إلى إرسال مبعوثين للشرق الأوسط لاحتواء التصعيد وجر المنطقة لحرب إقليمية خاصة وأن الحرب الروسية الأوكرانية قد حد من قدرتها منذ سنتين فهل فكرت تلك الدول في خوض مغامرة جديدة!؟