صنعاء تضرب الأمريكي.. استهداف مباشر في البحر الأحمر
خليل نصر الله
بعد ما يقرب من أسبوعين على الاعتداء الأميركـي في البحر الأحمر واستشهاد عشرة بحارة يمنيين، نفذت صنعاء ردًا أوليًا تمثل باستهداف سفينة أميركـية، قال بيان المتحدث العسكري العميد يحيى سريع إنها كانت تدعم الكيان الإسرائيلي.
منذ اليوم الأول للعدوان الأميركـي، وما سبقه وتلاه من تهويل، حسم اليمنيون الأمر بالرد على جريمة البحر الأحمر، وهو ما حاولت واشنطن تجنّبه عبر رفع منسوب التهويل والتهديد، والذي تولت بريطانيا جزءًا منه، مع محاولة إيصال رسائل عبر وسطاء، وكذلك وصول المبعوث الأميركـي إلى اليمن “مارتن لينديرغينغ”، القادم بمهمة خفض التصعيد كما عبّر.
تنفيذ الضربة بالشكل الذي حصل، وقبل يوم من جلسة مجلس الأمن التي أدانت “هجمات صنعاء على الملاحة الدولية”، حمل عدة دلالات، منها ما هو عسكري ومنها ما هو سياسي.
حول طبيعة الهدف، فقد استهدفت صنعاء سفينة أميركـية تدعم الكيان الإسرائيلي، وهي بذلك حافظت على قرارها في البحر الأحمر من جهة، ومن جهة أخرى سدّدت الضربة للأميركـيين، وهو ما يعني أنها لم تخرج عن المعادلة التي فرضتها، وهي نقطة جوهرية تعقّد على واشنطن أي خطوات رد عسكري أو محاولة تصويب الأمور نحو تهديد يمني للملاحة برمتها، وهي الدعاية غير الناجعة بالرغم من الإدانة التي حصّلتها واشنطن من مجلس الأمن.
وقد نجحت صنعاء في تكريس واقع تعرّض الردع الأميركـي على صعيد المنطقة لشيء من الترهل، وهي من خلال عمليتها البحرية تؤكد جاهزيتها للذهاب بعيدًا في أي مواجهة، وهو ما يلقي بثقله على أي قرار أمريكي متعلق برد باتجاه العاصمة اليمنية، مع ما يعني ذلك من احتمال تدحرج الأمور على الطاولة.
وعليه، إن مشهد ما بعد الرد اليمني الأولي يحاكي عدة نقاط:
ــــ تكريس صنعاء معادلة إسناد غزّة عبر قرار منع مرور السفن الإسرائيلية أو المتوجهة نحو موانئ فلسطين.
ــــ إن صنعاء جادة بالرد على أي عدوان مهما كان شكله.
ــــ إن التردّد الأميركي، عسكريًا، باتجاه صنعاء سيتوسّع.
ــــ إن صنعاء لاعب إقليمي لا يمكن تخطيه؛ خصوصًا في البحر الأحمر.
- المصدر: العهد الاخباري
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع