افتتاح جبهة البحر الأحمر: باب المندب مغلق أمام إسرائيل
السياسية:
رشيد الحداد*
بخلاف رغبات الولايات المتحدة في حصر الصراع في قطاع غزة، سُجّل تطوران بارزان، أمس، الأول ما أعلنته واشنطن عن إسقاط مُسيّرة آتية من اليمن كانت تستهدف مدمّرة أميركية في البحر الأحمر، والثاني بدء القوات البحرية التابعة لصنعاء اتّخاذ كلّ الإجراءات العملية لتنفيذ التوجيهات الصادرة عن قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، بمنع أيّ سفينة إسرائيلية مدنية أو عسكرية من عبور مضيق باب المندب.
وبحسب ناطق باسم «البنتاغون»، تعرّضت المدمّرة الأميركية «يو إس إس توماس هودنر» لهجوم بطائراة مُسيّرة في البحر الأحمر، وقامت بالدفاع عن نفسها بنجاح بإسقاط هذه الطائرة. ونقلت وسائل إعلام عن الناطق قوله إن المُسيّرة انطلقت من اليمن، وكانت متّجهة نحو المدمّرة، وتمّ تدميرها من دون أن تقع إصابات بين صفوف الأميركيين.
في غضون ذلك، علمت «الأخبار» من مصدرَين يمنييْن، أحدهما عسكري، أن «أنصار الله» أدرجت جميع الناقلات الإسرائيلية (التجارية والعسكرية) في بنك أهدافها، وبدأت، ابتداءً من فجر أمس، بتنفيذ توجيهات قائد الحركة بالتعامل مع السفن التابعة للكيان في البحر الأحمر، على أنها أهداف مشروعة.
وفي هذا الإطار أيضاً، قالت مصادر ملاحية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن القوات البحرية وقوات خفر السواحل التابعة لصنعاء تتواجد بشكل مكثّف في البحر الأحمر، وإن هناك عمليات رصد تجري لتتبّع أيّ وجود عسكري إسرائيلي على امتداد السواحل اليمنية الغربية والشرقية، لالتقاط حركة السفن التي تمرّ عبر مضيق باب المندب، ابتداءً من نقطة الانطلاق وحتى نقطة الوصول، لمعرفة السفن التابعة للكيان.
وأكّدت المصادر أن أيّ سفينة سوف تتعمّد إطفاء أجهزة التتبّع في المياه الدولية في البحر الأحمر، بهدف التخفّي، سيتمّ التعامل معها باعتبارها سفينة معادية.
أيّ سفينة تتعمّد إطفاء أجهزة التتبّع بهدف التخفّي، سيتم التعامل معها باعتبارها سفينة معادية
ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان قوات صنعاء، على لسان الناطق باسمها، العميد يحيى سريع، في بيان، البدء باتّخاذ كلّ الإجراءات العملية لتنفيذ التوجيهات الصادرة في شأن التعامل المناسب مع أيّ سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، وتأكيده أن قوات صنعاء «لن تتردّد في استهداف أيّ سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر أو أيّ مكان تطاوله أيدينا».
وعلمت «الأخبار» أن الهجوم الصاروخي الذي أعلنت عنه صنعاء، مساء أول من أمس، استُخدمت فيه صواريخ أرض – أرض وصواريخ أرض – جو بعيدة المدى من طراز «قدس 3»، و«بدر z-0»، والتي تتّسم بالقدرة على مناورة الأنظمة الرادارية، وإصابة الأهداف البرية والبحرية الثابتة والمتحرّكة.
وأكّد عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، أن «الصواريخ وصلت إلى إيلات، وتم تداول مشاهد موثّقة لفشل محاولة إسقاط أحدها في سماء المدينة».
كما سخر نائب مدير التوجيه المعنوي في قوات صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، من الرواية الإسرائيلية التي يحاول الإعلام العبري نقلها في أعقاب كلّ هجوم يمني تتعرّض له إيلات، لافتاً في منشور عبر منصة «إكس»، إلى أن «الإعلام العبري يتيح هامشاً واسعاً للحديث عن اعتراض صاروخ يمني، بينما صنعاء تطلق دفعات من الصواريخ أو الطائرات المُسيّرة».
من جهتها، اعتبرت مصادر مطّلعة، لـ«الأخبار»، أن «حديث قوات صنعاء عن ضرب أهداف حسّاسة، يعكس دقّة العمليات»، موضحةً أن «آخر عملية هجومية لقوات صنعاء استهدفت خزانات النفط الخاصة بخط أنابيب إيلات – عسقلان الذي ينقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، ولذلك كانت الضربة خارج مدينة إيلات وفي منطقة مرتفعة وليست داخلها».
وفي هذا الوقت، تتأهّب صنعاء لأيّ ردّ محتمل، إذ وفقاً لأكثر من مصدر، فإن أيّ ردّ أميركي «سيُرَدّ عليه بتوسيع نطاق الأهداف لتشمل كلّ السفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر».
وعبّرت وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ، في بيان، عن رفضها المطلق كلّ التهديدات الأميركية بعودة التصعيد العسكري لـ»التحالف» أو إعاقة الاتفاق الذي كان وشيكاً معه، مؤكّدة تأييدها توجهَ القيادة بمساندة الشعب الفلسطيني عسكريّاً وشعبيّاً.
* المصدر: الاخبار اللبنانية
* المادة نقلت حرفيا من المصدر