داعش خلال طوفان الأقصى تُثبت من جديد أنها أداة أمريكية
السياسية:
مع استمرار معركة طوفان الأقصى في يومها الـ 40، تزداد الدلائل والمؤشرات على أن تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، مرتبط ارتباطاّ وثيقاً بشبكة المصالح الأمريكية في المنطقة، ولا يشكّل أي تهديد لأمريكا أو حتى للكيان المؤقت.
وبعكس البروباغندا الأمريكية الإسرائيلية بعد عملية المقاومة في الـ 7 من أكتوبر الماضي، التي وصفت المقاومة الإسلامية – حماس بأنها كتنظيم داعش، أو حتى أسوأ من داعش كما وصفها بذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، بهدف استعطاف الرأي العام العالمي وتأمين “غطاء مسبق” لما قد يرتكبه كيان الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق الإنسانية (أما حكومة نتنياهو فقد روجت لشعار: “لقد هزم العالم داعش. سوف نهزم حماس”). فإن مسار العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يحصل فيه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني، في ظل غياب أي تحرّك جدي من داعش ضد إسرائيل أو ضد أمريكا ومصالحها في المنطقة على الأقل، بل تنفيذه لعمليات ضد من يشكّلون تهديداً لإسرائيل وأمريكا كالجيش السوري، وصدور مواقف منه تهاجم المقاومة الفلسطينية وتهاجم حماس تحديداً. كل هذا يزيد من التأكيد لمن لم يقتنع بعد، بأنه يعمل وفقاً لمصالح واشنطن وعلى توقيتها أيضاً.
وهذا ما أشار إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بمناسبة يوم الشهيد (11/11/2023)، عندما شرح حيثيات الظروف التي تعيشها الجبهة السورية المساندة للمقاومة الفلسطينية، واستمرار تهديد الجماعات الإرهابية هناك قائلاً: “سوريا التي ما زال ينتشر جيشها من البوكمال إلى جبال اللاذقية في مواجهة الجماعات المسلحة على مساحة ومسافة مئات الكيلومترات، سوريا التي تَعتدي داعش قبل أيام عليها في بادية سوريا في منطقة السخنة ويرتقي عشرات الشهداء من الجيش السوري، وما تفعله داعش هناك بحماية أمريكية ومساندة أمريكية، وهذا أحد وجوه النفاق الأمريكي الذي يخرج ويقول: نحن في سوريا نُقاتل داعش، هم في الحقيقة في سوريا يرعون داعش ويجمعون داعش ويُحيون داعش من أجل استنزاف الدولة والجيش والشعب في سوريا”.
داعش تكفّر حماس
ومن المفيد حول هذا الموضوع، تبيين إحدى الحقائق المغيّبة عن الكثيرين في عالمنا العربي والإسلامي، ومنها أن حماس على خلاف أيديولوجي عميق، خاصةً مع تنظيم داعش الوهابي الإرهابي.
فالأخير أعلن منذ أيامه الأولى بأن حماس “مرتدّة”، بسبب مجموعة مما عدها بالتجاوزات، وفي مقدمتها علاقتها بالجمهورية الإسلامية في إيران كونها “شيعية”. ومن وجهة نظره، فإن حماس ليست جماعة لا تستحق الدعم فحسب، بل تستحق “التكفير الصريح”.
وعلى مر السنين، أدان داعش حماس بشكل دوري. ففي افتتاحية نشرت عام 2016 في النشرة الإخبارية الأسبوعية الخاصة به “النبأ”، وبخوا من وصفوها بـ “حركة حماس المرتدة” لممارستها “شرك الديمقراطية”، مضيفين بأن “الجهاد من أجل استعادة القدس من أيدي اليهود لا يجوز إلا في سبيل القضاء على حكم الحكام المشركين هناك وإقامة الدين هناك بالكامل”. وعليه فإن داعش لا تعطي أهمية لهزيمة إسرائيل وتحرير فلسطين، بل الأولوية الاستراتيجية والعقائدية لديها، في محاربة أنظمة الدول العربية المجاورة (تحت مزاعم أنهم حماة الدولة اليهودية وداعميها – وهنا المقصود بالدرجة الأولى العراق وسوريا). علاوة على ذلك، يعتبر قادة داعش المرتدّين (مثل حماس وغيرها ممن يحمل هذه الصفة) هم الأخطر عليه من إسرائيل الكافرة، لأن الارتداد بالنسبة له أخطر من الكفر (لديهم قاعدة تقول: عدم التفريق بين الطائفة والأعيان، وتقديم قتال المرتد على الكافر الأصلي).حتى أن أبو مصعب الزرقاوي، أحد مؤسسي نواة تنظيم داعش الأوائل، كان يشدّد على تدمير إسرائيل ليس الأولوية بالنسبة له، مستدلاً على ذلك بأنه مثلما قاتل صلاح الدين الأيوبي الإمبراطورية الفاطمية في مصر قبل أن يستعيد القدس من الصليبيين عام 1187، فإن الوصول إلى القدس اليوم يتطلب أولاً محاربة من وصفهم بالمرتدّين (أي فعلياً كل الجهات التي تعادي أمريكا وإسرائيل في محور المقاومة).
* المصدر: موقع الخنادق اللبناني
* المادة نقلت حرفيا من المصدر