السياسية:

لمواجهة كابوس أنفاق المقاومة الفلسطينية (ولاحقاً كابوس أنفاق المقاومة الإسلامية في لبنان خلال أي حرب مقبلة)، يراهن قادة الكيان المؤقت العسكريين وكذلك السياسيين، على وحدة “يهلوم” النخبوية في الهندسة القتالية. مع أنّ واقع الأنفاق في قطاع غزة (حوالي 500 كيلومتر)، الذي يفوق حتى أنظمة أنفاق الفيتكونغ الفيتنامية في منطقة “كو تشي” في مدينة هوشي منه (سايغون آنذاك). وهذا ما يؤكّد بأن هذه الوحدة بعديدها ومعداتها، سيستحيل عليها أن تحقق أي نتيجة فعلية، بل ربما تقتصر مهامها على تقديم صور وفيديوهات استعراضية لا أكثر.

فمن ضمن وحدة يهلوم (التي تضم 900 عنصر)، يقع قتال الأنفاق على عاتق فريق الكوماندوس تحت الأرض التابع لها الذي يُدعى “سامور – ابن عرس”، والذي يعدّ الفريق المتخصص بالحرب السرية، والذي تم تأسيسه لكي يعمل في جنوب قطاع غزة في محور فيلادلفيا وفي منطقة رفح.

ومن المهم الإشارة هنا، إلى أن أحد مؤسسي وقادة هذا الفريق عندما كانت تابعة لفرقة غزة، كان النقيب أفيف حقاني، أحد مطوري النظرية القتالية المضادة للأنفاق في جيش الاحتلال الصهيوني، والذي قُتل في الـ 12 من أيار / مايو 2004 مع 4 عناصر تابعين له، بعد قيام إحدى مجموعات المقاومة الفلسطينية باستهداف ملالته M-113 بقذائف RPG-7. وبعد مقتله، تم استبدال حقاني بالنقيب موشيه تارانتو الذي قُتل في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 نتيجة انهيار نفق للمقاومة كان يداهمه خارج مدينة رفح.

وبعد دمج الفريق مع وحدة يهلوم، تقرر توسيع دور “سامور”، ليشمل أيضًا تحديد وتدمير الأنفاق في الضفة الغربية ولاحقاً في لبنان أيضاً. أما اسم “ابن عرس – سامور”، فهو لكونه حيوان مفترس يبيد القوارض في الأنفاق والجحور.

ويتم حالياً اختيار مقاتليها من أولئك الذين يتمتعون بلياقة بدنية وقدرات قتالية عالية. بحيث يستطيعون حمل أوزان لمسافات طويلة للغاية، كما عليهم تحمّل الأماكن الضيقة. وبحسب الجنود فيها، فإن التحدي الأساسي لهم في النفق، هو البقاء على اتصال مع رفاقهم وقيادتهم، لأنه على عكس القتال فوق الأرض، إذا قطع التواصل مع أي جندي فإنه يختفي، ولا يعود العثور عليه سهلاً إطلاقاً.

غزة ليست الموصل

قارن القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل مؤخراً، ما بين شبكة الأنفاق التي استخدمها تنظيم داعش الوهابي الإرهابي في الموصل بالعراق – التي لا تشكّل إلاً جزءاً صغيرًا من حجم أنفاق القماومة في غزة – وحذر قائلاً: “سيكون قتالاً دموياً ووحشياً”، “فقد يستخدم مقاتلو حماس الأنفاق للظهور خلف القوات الصهيونية، أو نصب كمين لهم أو حتى أسر المزيد من الرهائن”.

وللكيان قصة طويلة مع جنديه المخطوف سابقاً “جلعاد شاليط”، الذي تم اختطافه بواسطة نفق قتالي، ومن ثم اختفى شاليط فيها وظل أسيرا لأكثر من خمس سنوات – وهو ما يعتبره الكثيرون دليل آخر على أن هذه الأنفاق توفر مزايا دفاعية ستحبط المحاولات الإسرائيلية لقتل المقاومين واستعادة أسراهم أحياء.

* المصدر: موقع الخنادق الاخباري
* المادة نقلت حرفيا من المصدر