في اليوم الخامس عشر للغزو: الجيش الصهيوني يتكبّد الكثير من الخسائر
السياسية:
يبدو أن ما كان يخشاه الصهاينة في العملية البرية قد حصل فعلاً، عندما باغتت مجموعات المقاومة الفلسطينية محاور تقدم جيش الاحتلال في العديد من المناطق، وأنزلت فيه وبوحداته النخبوية (وحدة القوات الخاصة الجوية – شالداغ على سبيل المثال الحصر) الكثير من الخسائر البشرية والمادية، مما اضطره في العديد من الأماكن التراجع وتغيير مسارات التقرّب.
الوضعية التعبوية والتكتيكية لجيش الاحتلال في قطاع غزة خلال 24 ساعة (الجمعة 10-11-2023)
أولاً: أهداف المناورة الشاملة لجيش الاحتلال
1)تطوير الهجوم في محاور الشمال الغربي والأوسط والجنوبي الغربي باتجاه استكمال تطويق ميناء غزة ومستشفى الشفاء والقدس تمهيداً لاقتحامها. والاستفادة من الاختراق الملموس الذي تحقق بالغرب للتأثير بالنار على عمق النطاق الدفاعي لمدينة غزة.
2)استكمال المناورة الهجومية في المحور الشمالي الشرقي لمحاصرة بيت حانون من الجهتين الشمالية (ايريز – غرب بيت حانون) والشمالية الشرقية (سديروت – شرق بيت حانون) تمهيداً للإطباق عليها.
3)التحول من حال الدفاع الثابت وتأمين القوات وإعادة تنظيم استعدادها إلى المناورة مجدداً، في المحاور الشرقية لقطاع غزة لأغراض تعبوية (عملياتية) مستقبلية.
4)فتح محور جديد على الاطراف الجنوبية الشرقية لرفح.
5)التحضير لتنفيذ وقفة تعبوية.
ثانياً: وضعية جيش الاحتلال في الـ 24 ساعة الماضية
_تمكنت القوتان المتقدمتان من الشمال الغربي (اللواء 401 مدرع – لواء الناحال من الفرقة 162 و اللواء 15 من الفرقة 252 ) ومن الجنوب الغربي (اللواء 188 مدرع وكتيبة من اللواء 7 المدرع واللواء 609 احتياط التابعة للفرقة 36 )، من الالتقاء عند المجمع الحكومي المعروف بمجمع أنصار الذي يبعد 600 متر عن ميناء الصيادين بغزة، بالاستفادة من فراغات في المناطقة المأهولة المدمرة والمسواة بالأرض، الواقعة على التخوم الشرقية لشارع الرشيد وقد بدأتا بتطويقه تمهيداً لاحتلاله، في ظل مقاومة كبيرة تنذر بأن معركة الميناء ستكون شرسة ودموية.
_تمكنت القوة المتقدمة من جهة وسط شارع 10 شمالاً باتجاه منطقة تل الهوى (اللواء 7 المدرع ولواء غولاني تابعين وكتيبة ايغوز) من اختراق بعض الدفاعات الضعيفة غرب حي الزيتون، لتتقدم شمالاً دون أن تتمكن من الالتقاء بالقوات المتواجدة عند دوار أنصار، وهي لا زالت تشهد عمليات تعرض كبيرة وصد على أكثر من اتجاه، وقد اصيبت هذه القوة بخسائر. ولا تزال حتى ساعة اعداد هذا التقرير تحاول قضم بعض الاحياء السكنية الصغيرة ومحاولة التقدم باتجاه دوار أنصار أو مجمع مستشفى الشفاء.
_على المحور الأوسط الشمالي في منطقة بيت لاهيا، بالرغم من تجاوز الجيش الصهيوني لمنطقة العطاطرة والسودانية، إلا أنه تراجع في محيط دوار التوام بسبب ضربات المقاومة المجهدة (هاون – نسفيات – قذائف الياسين 105) باتجاه الغرب، ولم يتمكن من بلوغ مقصده وهو شارع عباد الرحمن ومنتزه النزلة، وبقي يقاتل في نقطة واحدة هي منطقة الصفطاوي بعد أن تراجع من حي النصر ايضاً، بعد اصطدامه بمقاومة ضارية.
_على المحور الشمالي الشرقي في بيت حانون وبالاستفادة من تعزيز منطقة العمليات الشمالية بفرقة 252 احتياط، تمكن اللواءان 37 مدرع وجفعاتي باختراق بعض دفاعات منطقة بيت حانون من الجهة الشرقية ومن الجهة الشمالية، ويضغط بفكي كماشة للإطباق على بيت حانون، معتمداً اسلوب القضم التدريجي والعزل والتطويق.
_في المحور الشرقي، جدّد الاستعداد المتجحفل قرب المقبرة الشرقية من مناورته الهجومية، ولم يتمكن من الخرق باتجاه منطقتي الكاشف وحي التفاح، بسبب الجهد الدفاعي القوي للمقاومة في ذلك المحور، وحتى الساعة لم يتحرك استعداد الصهيوني في هذا المحور متراً واحداً.
_تحول جهد مناورة الصهيوني في المحور الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي عند أطراف خان يونس ودير البلح إلى جهد هجومي، حيث نفذت القوات الصهيونية التابعة للفرقة 98 الخاصة عمليات تعرضية هجومية، في الثغرة الواقعة بين المغراقة ومخيم البريج ودفعت بقوات باستعداد كتيبة لتناور على الاطراف الغربية لهاتين المنطقتين، مستفيدة من الدمار الكبير الذي تعرضت له مدينة الزهراء السكنية، والتي سُويت جميع ابراجها بالأرض منذ الاسبوع الثاني لبداية معركة طوفان الأقصى.
هدف هذه المناورة هو تأمين ظهر القوات المتقدمة شمالاً على شارع الرشيد (اللواء 188 مدرع واللواء 609 مشاة احتياط) ومشاغلة استعدادات المقاومة في تلك المنطقة.
_أما في المحاور الجنوبية الغربية فقد استمرت القوات الصهيونية من الفرقة 98 بالتعرض لضربات كبيرة من المقاومة، التي تدير الجهد التعرضي بشكل بارع ومتقن، فيما يردّ الصهيوني عليها بقصف المناطق التي يحتمل احتواءها لمقاومين في المغازي وأطراف خان يونس والقرارة والجهة الشمالية الغربية لوادي غزة، بالمدفعية والطيران الحربي والمروحي ونيران الدبابات. ويناور العدو في هذه المحاور بالقوات التالية:
1)اللواء 35 مظلات النظامي، في أطراف دير البلح الغربية وصولاً إلى رفح. وقد فتح هذا اللواء محوراً جديداً في اقصى جنوب منطقة مسؤوليته باتجاه جنوب رفح.
2)لواء 89 كوماندوز النظامي، المعروف بوحدة “عوز”، على اتجاه خزاعة – عبسان – خان يونس.
3)اللواء 55 مظلات، المعروف بـ “رأس الرمح”، في منطقة شمال عبسان وادي السلقا أطراف دير البلح الشرقية.
4)اللواء 551 مظلات الاحتياطي “سهام النار”، الذي يناور جنوب وادي غزة وشرق خان يونس.
5)يُبقي العدو الفرقة 99 المظلية التابعة للقيادة المركزية كقوة احتياطية ساندة، في غلاف غزة لمد أي محور يصيبه الاضطراب والفوضى بسرعة، بسبب تكوين هذه الفرقة النخبوية والخفيفة الحركة.
نتائج مناورات جيش الاحتلال في الـ 24 ساعة الماضية
_حقق اللواءان 401 مدرع والناحال (مشاة) من الفرقة 162، واللواءان 188 مدرع و609 مشاة احتياط من الفرقة 36، الالتقاء عند المجمع الحكومي في دوار أنصار، بعدما تقدما مئات من الأمتار على طريق الرشيد الساحلية، ثم انعطفا شرقاً فشمالاً ليصلا إلى نقطة الالتقاء.
_تراجع الجهد الهجومي الذي حاول اختراق الأطراف الشمالية الغربية لمنطقة الشيخ رضوان.
_انسحاب الجهد الهجومي الذي حاول استكمال مناورته الهجومية باتجاه جنوب شرق مخيم الشاطئ من دوار التوام، وقد أخلى هذا الجهد الذي كان استعداده كتيبة مدرعة المنطقة، باتجاه الشمال الغربي نحو نقطة التجمع الرئيسية على حدود زيكيم الجنوبية.
_حقق اللواءان 37 المدرع وجفعاتي خرقاً من مناورتهما الهجومية في منطقة بيت حانون جباليا، وتمكن لواء جفعاتي المعزّز بكتيبة دبابات من اللواء 37، من تحقيق تماس مع مخيم جباليا من الجهتين الغربية والشمالية. فيما حققت كتيبتان من اللواء 37 مدرع خرقاً من جهة شرق بيت حانون، وباتا في وضعية اطباق على بيت حانون من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.
_لا يزال اللوائين المدرع رقم 7 وغولاني مدعومين بكتيبة من ايغوز، يحققان بعض التقدم داخل الاحياء الفرعية لمنطقة تل الهوى، وتمكنا من النفاذ من نقطة ضعيفة.
_ من اللافت بقاء أفراد جيش الاحتلال والدبابات داخل السواتر، التي جرى رفعها بشكل دائري، شرقي المقبرة الشرقية، وفي منطقة جحر الديك، وعلى الطريق رقم 10، وفي معابر كارني وصوفا.
_يعتمد الإسرائيلي في محاور الشاطئ والانصار وابراج الهوى وطريق صلاح الدين، على سلاح القناصة بكثافة.
العمليات الدفاعية والتعرضية للمقاومة خلال 24 ساعة
_استخدام تكتيكات الصد الفردي والجماعي في منع العدو من التقدم من اتجاهات الجهد الرئيسي.
_تكثيف العمليات التعرضية من النقطة صفر ومن خلف خطوط العدو، في المحاور الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والوسطى الغربية ومحاور الجنوب الشرقي.
_فرض الانسحاب الشامل على القوتين، اللتين كانتا تحاولان اختراق غرب حي الرضوان وشرق مخيم الشاطئ باتجاه الجنوب.
_التصدي للمناورة الهجومية التي نفذها العدو بلوائي 7 مدرعات وغولاني في المحور الاوسط من تل الهوى باتجاه أطراف حي الزيتون الشرقية والاطراف الغربية لحي الشجاعية ومنع هذا الجهد من أي اندفاعة تجاه مدينة غزة أو غرباً نحو البحر مما منع اللوائين من الاتصال بباقي ألوية الفرقة 36 عند دوار الانصار.
_ادخال سلاح المسيرات مجدداً لاستهداف تحشدات في عدد من المحاور.
_ارتفاع كبير بالقدرة التكتيكية والتعبوية في جمع المعلومات القتالية ذات الطابع التعبوي فضلاً عن عمليات الاستطلاع والرصد الجوي والبري في الوقت الحقيقي، والاستفادة من ذلك في معظم المحاور، وقد كشفت المقاومة عن قدرات استطلاع جوي نهاري وليلي في الميدان.
_رفع نسبة أفراد القناصة بشكل كبير، مما بات يؤذي العدو الذي اعترفت قيادته بالتأثير الكبير لسلاح القناصة التابعة للمقاومة.
_الصدّ المباشر بالأسلحة الفتاكة (كونكورس – كورنيت – آر بي جي 29 – الياسين 105).
_التعرض والالتفاف خلف قوات العدو لتنفيذ عمليات إيذائية.
_محاولة أسر جنود وضباط للعدو وإخفائهم في متاهات المباني.
_الاستفادة من الفراغات في المناطق المبنية التي يعرفها رجال المقاومة جيداً، لتجهيز نسفيات كبيرة وزرع ألغام وعبوات قاتلة لآلياته وجنوده.
_تكثيف عمليات ضرب تجمعات المشاة التي تتخذ من البيوت ملاذاً وذلك عبر استهدافها بأسلحة مباشرة، وبعبوات كبيرة مجهزة سلفاً، أو زرع عبوات من عناصر الجهد الهندسي، وتحقيق إنجازات مهمة في منع العدو من الاستقرار واتخاذ ملاذات آمنة.
_تنظيم عملية إدارة النار لاستهداف تجمعات العدو في مناطق التماس أو في المستوطنات المتاخمة للغلاف أو طرق القوافل اللوجستية للعدو.
_المحافظة على القصف الصاروخي لعمق العدو ومدنه الرئيسية، وهو ما يبقي العدو في حالة الصدمة والتوتر.
خسائر العدو منذ بداية المناورة البرية في 25-10-2023
أولاً: الخسائر البشرية:
مقتل 38 فرداً من جيش العدو بينهم 24 ضابطاً وإجلاء نحو 450 جريحًا وذلك في إطار نحو 270 عملية إنقاذ جوية وبرية حسب اعترافات العدو.
ثانياً: الخسائر بالعتاد – الخميس (10-11-2023):
منطقة العمليات الشمالية:
_تدمير دبابات عدد 2
_تدمير جرافة d9 عدد 1
_قنص خفيف عدد 3
_فرض انسحاب على هجوم بري في محاور بيت لاهيا عدد 2
_اشتباك من نقطة صفر ومن خلف الخطوط عدد 2
_قصف تجمعات بأسلحة أرضية عدد 4
_قصف تجمعات بواسطة مسيرات جوية عدد 1
منطقة العمليات الوسطى:
_استهداف تجمعات مشاة عدد 2
_تدمير حفار عسكري عدد 1
_تدمير دبابات عدد 1
_اشتباك مع قوة متوغلة عدد 8
منطقة العمليات الجنوبية:
_تدمير دبابة عدد 1
_تدمير جرافة عدد 1
_قصف تجمعات داخل حدود غزة 3
_قصف تجمعات خارج غلاف غزة 8 (بما فيها القوافل اللوجستية).
وضعية العدو المتوقعة في الساعات ال 24 القادمة
سيسعى جيش الاحتلال إلى:
_بناء مقر عمليات ميداني في مجمع أنصار غرب غزة، لإدارة الفرقتين 162 و36.
_تجهيز مقر لتجمع الآليات في منطقة مجمع أنصار لاستيعاب الفرقتين 162 و36.
_استكمال الضغط والتقدم باستعداد كبير، من منطقة التحشد عند مجمع أنصار للإطباق على ميناء غزة تمهيداً لاحتلاله.
_التمهيد لعمليات ابرار بحري في محيط ميناء غزة.
_ضغط ما تبقى من الفرقة 36 في منطقة تل الهوى، لتأمين الالتقاء مع باقي الفرقة في منطقة مجمع أنصار.
_استكمال الاطباق على منطقة بيت حانون لاحتلالها.
_تعزيز الجهد الموجود في المقبرة الشرقية لمحاولة التقدم باتجاه منطقة الكاشف حي التفاح .
_استمرار اعتماد العدو على مشاغلة استعدادات المقاومة في أكثر من محور والتشويش على جهودها التعرضية والدفاعية.
_رفع مستوى العمليات الاستطلاعية البرية والجوية بهدف حماية ووقاية القوات ومن المتوقع أن يتكثف عمل الدوريات الاستطلاعية التي ستنفذها قوات نخبة من الفرقتين 98 و 99 التي قد يتحول بعضها إلى جهد استطلاعي قتالي في حال عثور أي من هذه الدوريات على هدف مهم للمقاومة.
_محاولة السيطرة على مستشفيات الشفاء والقدس والاندونيسي.
_تنفيذ مجازر لأغراض عسكرية في المناطق التالية:
1)مخيم الشاطئ- حي الشيخ رضوان – مخيم جباليا – المغراقة – البريج – دير البلح.
2)مدينة غزة – غزة القديمة – حي الزيتون – حي الشجاعية –البريج – المغازي – غرب خان يونس.
3)مستشفى الشفاء والقدس في الوسط والمستشفى الاندونيسي في الشمال.
* المصدر: موقع الخنادق الاخباري
* المادة نقلت حرفيا من المصدر