السياسية:

يتواصل الحصار على الشعب اليمني للعام التاسع على التوالي، وتشهد جهود إنهاء العدوان على اليمن تعثرًا نتيجة لوجود تدخلات وتأثيرات قوى دولية. حيث أن هناك بعض هذه القوى تصر على استمرار العدوان على اليمن لخدمة مصالحها الخاصة وأجندتها، ولذلك تعرقل جهود التوصل إلى حل سلمي في اليمن.

إن استمرار العدوان على اليمن له عواقب وخيمة على القوى الداعمة والمشاركة في التحالف الذي شن الحرب على اليمن. حيث أن استمرار التحالف في تعنته ينذر بتكبد خسائر إضافية بالأرواح والموارد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار الحصار والأزمة الإنسانية في اليمن يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية، لذلك يجب على هذه القوى أن تتحرك بسرعة لتحقيق السلام في اليمن وإنهاء الحصار الذي يفرض على الشعب اليمني، ويجب أن تستجيب لمطالب الشعب اليمني وتتبنى إجراءات من شأنها بناء الثقة وتعزيز الحوار والتفاوض للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام.

إن إنهاء العدوان وتحقيق السلام في اليمن ليس فقط في مصلحة الشعب اليمني، بل أيضًا في مصلحة القوى الدولية المتورطة في العدوان. إن تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن سيسهم في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي، وسيخلق بيئة أكثر استقرارًا للتنمية والتعاون الإقليمي.

باختصار، يجب على القوى الدولية المعنية أن تدرك العواقب الخطيرة لاستمرار العدوان على اليمن وأن تعمل بجدية على إنهاء الحرب والحصار، وتلبية مطالب الشعب اليمني من أجل تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

صنعاء تحذر وتكشف الوجه القبيح للمجتمع الدولي

يعاني الشعب اليمني منذ بدء الحرب في عام 2015 من انتهاكات وحصار مستمرين، ورغم الدعوات المتكررة لوقف العدوان ورفع الحصار، إلا أن المجتمع الدولي لم يقدم جهودًا جدية لإيجاد حل سياسي وإنهاء العدوان على اليمن، ولم يقم بممارسة ضغوط كافية على تحالف العدوان لوقف الانتهاكات ورفع الحصار عن الشعب اليمني.

يمكن اعتبار هذا الدور السلبي للمجتمع الدولي في العدوان على اليمن وعدم سعيه الجدي لوقف الانتهاكات ورفع الحصار عن الشعب اليمني بمثابة تجاهل للمعاناة الإنسانية الجسيمة التي يعانيها الشعب اليمني. بالرغم من تقارير المنظمات الإنسانية والأممية التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في اليمن، إلا أن الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للعدوان على اليمن لم تحقق تقدماً كافياً.

إن عدم سعي المجتمع الدولي بجدية لوقف الانتهاكات ورفع الحصار عن الشعب اليمني يجعل الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم بشكل مستمر، حيث يعاني الملايين من النقص الحاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تفاقم الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في حماية حقوق الإنسان والسعي لوقف الانتهاكات ورفع الحصار عن الشعب اليمني.

ينبغي أن يبذل المزيد من الضغوط على تحالف العدوان للامتثال للقوانين الدولية والعمل على إنهاء العدوان بوسائل سلمية. كما يجب أن تتخذ المنظمات الدولية والإقليمية إجراءات عاجلة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة.

في هذا السياق ذكرت حركة أنصار الله أن المجتمع الدولي يواصل عرقلة إنهاء الصراعات في هذا البلد للعام التاسع على التوالي، ودعت الحركة السعودية إلى التحرك نحو تحقيق السلام في اليمن من خلال اعتماد إجراءات بناء الثقة.

حيث كتب حسين العزي، نائب وزير خارجية حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية في صنعاء، في حسابه على موقع (تويتر) ” يجب على صنعاء والرياض مواصلة المضي قدما نحو السلام.” واتخاذ إجراءات عملية في تنفيذ إجراءات بناء الثقة وعدم الاستماع إلى كلام الأشخاص الذين يخلقون العقبات أو لديهم مصالح، وعلى رأسها المجتمع الدولي.

وأضاف نائب وزير خارجية حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية: “يجب على المجتمع الدولي تنسيق وإصلاح سياساته بما يتماشى مع الرغبة المشتركة لصنعاء والرياض لإنهاء الحرب وإحلال السلام”.

وفي وقت سابق، قال السيد عبدالملك الحوثي، زعيم حركة أنصار الله في اليمن، في الاحتفال الكبير الذي أقامه الملايين من اليمنيين بمناسبة المولد النبوي المبارك لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم: لقد عانت الأمة اليمنية من عقود من الزمن. من القمع وعدم وجود خطة حضارية بسبب تدخل الأعداء الخارجيين.

وقال: إن الغرض من العدوان على اليمن هو إخضاع اليمن للفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة (التي تجيز التدخل العسكري).

وقال زعيم حركة أنصار الله في اليمن “أنصح تحالف العدوان بوقف العدوان على الشعب اليمني وإنهاء الحصار، والكف عن السيطرة على الثروات النفطية”.

وأكد السيد عبد الملك الحوثي أن استمرار الحرب والاحتلال والحصار سيكون له عواقب وخيمة على تحالف العدوان، لذلك لابد للتحالف أن يستجيب لجهود السلام التي تبذلها سلطنة عمان.

اليمن اليوم أقوى وأكثر قدرة على تحقيق ضربات موجعة ضد تحالف العدوان

إذا لم تسجب السعودية وتدخل بشكل جدي في إنهاء العدوان على اليمن والسعي لتحقيق حل سياسي، فإن هناك عواقب وخيمة قد تواجه تحالف العدوان. فقد أصبح اليمن اليوم أقوى من الماضي، حيث اكتسب الجيش اليمني قوة صاروخية كبيرة وقدرات عسكرية هائلة.

تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من تطوير قدراتهم العسكرية وتكنولوجيتهم، واليمن أصبح يمتلك صواريخ بالستية وطائرات مسيرة قادرة على توجيه ضربات دقيقة على عمق أراضي تحالف العدوان. إذا استمر العدوان وتجاهل تحالف العدوان للحل السياسي، فإن اليمن قد يستخدم هذه القدرات العسكرية الهائلة لتوجيه ضربات موجعة تتسبب في خسائر كبيرة في صفوف تحالف العدوان.

إن تفوق اليمن الحالي العسكري ينذر بمشاهدة مزيد من الاستماتة والمقاومة من قبل الشعب اليمني، وقدرته على الدفاع عن أرضه واستعادة السيادة. لذلك، فإن السعودية وتحالف العدوان يجب أن يدركوا أن استمرار العدوان وعدم التوصل إلى حل سياسي قد يكون له عواقب وخيمة على تحالف العدوان نفسه. تحقيق السلام وإنهاء العدوان في اليمن ليس فقط في مصلحة الشعب اليمني، بل أيضًا في مصلحة تحالف العدوان. إن السعي لتحقيق السلام يعزز الاستقرار الإقليمي والدولي، ويساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق التنمية في اليمن والمنطقة بأكملها.

يوجد العديد من الملفات الإنسانية التي يجب معالجتها بشكل ضروري في اليمن. من بين هذه الملفات الحيوية تأتي رفع الحصار وفتح المطارات، حيث يعاني الشعب اليمني من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود بسبب الحصار الذي فرضه تحالف العدوان. يجب على المجتمع الدولي وتحالف العدوان العمل على رفع الحصار بشكل فوري وفتح المطارات لتمكين وصول المساعدات الإنسانية وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب اليمني.

بالإضافة إلى ذلك، يجب التوقف عن نهب ثروات اليمن التي يتعرض لها الموارد الطبيعية والاقتصادية للبلاد. اليمن يمتلك ثروات هائلة من النفط والغاز والمعادن، ولكن تحالف العدوان يستغل هذه الموارد وينهبها دون أي اعتبار لمصلحة الشعب اليمني. يجب أن يتم احترام سيادة اليمن وحقه في استغلال ثرواته الطبيعية بما يعود بالنفع على الشعب اليمني ويساهم في إعمار البلاد وتحقيق التنمية المستدامة.

من المهم أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في حماية حقوق الإنسان في اليمن والعمل على معالجة هذه الملفات الإنسانية الملحة. يجب أن يتمكن الشعب اليمني من العيش بكرامة واستقلالية وتحقيق التنمية المستدامة. ينبغي أن يتحقق العدالة والمساواة في الوصول إلى الحقوق الأساسية والفرص الاقتصادية والاجتماعية للجميع في اليمن، وذلك من خلال التعاون والجهود المشتركة بين الدول العربية والإقليمية والدولية.

في ختام هذا الموضوع، يجب أن نشدد على أن التعنت السعودي وتجاهل المجتمع الدولي للعدوان على اليمن لن يكون له سوى عواقب وخيمة. يجب أن يتم استجابة فورية وجدية للأزمة الإنسانية الخانقة التي يعاني منها الشعب اليمني، وذلك من خلال رفع الحصار، فتح المطارات، وتوفير السلع الغذائية والإغاثة الإنسانية.

تحقيق السلام وإنهاء العدوان في اليمن هو أمر ضروري وملح، ويجب أن تبذل جميع الأطراف المعنية الجهود اللازمة لتحقيق ذلك. ينبغي مبادلة الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية في صنعاء بنفس الجهود من قبل الأطراف الأخرى لوقف العدوان والدخول في حل سلمي يضمن الاستقرار والسلام في اليمن.

على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته وأن يضغط بقوة على تحالف العدوان، للتوصل إلى حل سياسي شامل يحقق السلام والاستقرار في اليمن. يجب أن يتم احترام سيادة اليمن وحقوق الإنسان والعمل على إعادة إعمار البلاد وتحقيق التنمية المستدامة.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر