السياسية :

تشهد أسواق الفاكهة هذه الأيام تدفق كميات كبيرة من ثمار التين الشوكي، من مناطق زراعتها في معظم محافظات الجمهورية.

وتحظى ثمار التين الشوكي بإقبال متزايد من المستهلكين الذين يحرصون على الاستفادة من قيمتها الغذائية وما تتميز به من مذاق.

وتصنف زراعة التين في اليمن ضمن الزراعة العضوية الخالية من المبيدات والتدخلات الكيماوية، ما يؤكد أنها فاكهة غنية جدا بالفيتامينات والمحتويات الغذائية، ولها فوائد كثيرة منها أنها تعد من المواد الملينة، وتساعد على الهضم وتحتوي على ألياف.

كما يسهم التين الشوكي في ثبات معدل سكر الدم وعلاج ارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن غناه بالكالسيوم والفوسفور وفيتامين “ج”، كما يحتوي على عناصر الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمنجنيز، والفوسفور، والحديد، والزنك، والنحاس.

والقشرة الخارجية لهذه الفاكهة، تستخدم في بعض الصناعات المهمة مثل أنواع من السكريات، حيث تحتوي على نسبة من السكر تصل إلى 10%، ويمكن استخدامها كذلك في إنتاج الكحول والجلسرين والخل، وتمثل القشرة حوالي 40 – 45% من وزن الثمرة.

ولا تقتصر الاستفادة من هذا المحصول على ثماره فقط، لكن تمتد لتصل إلى ألواح التين التي تستخدم في تصنيع بعض مستحضرات التجميل وغذاء الإنسان، حيث تستهلك كخضراوات طازجة أو مطبوخة في بعض البلدان، كما تستخدم في تغذية الإبل والأغنام، لاحتوائها على نسبة عالية من البروتينات والدهون.

وتعد زراعة التين الشوكي ذات عائد اقتصادي كبير، وتكلفة إنتاجية قليلة، بالإضافة إلى أنه يتحمل ظروف البيئة الجافة وشبه الجافة، ويمكن له أن ينمو في ظروف التربة الفقيرة وأن يزرع في الأراضي الرملية ذات الموارد المائية المحدودة.

وظهرت زراعة التين الشوكي في عدد من المناطق اليمنية واكتسبت صفة الزراعة والمهنة لمزاياها الاقتصادية والغذائية المتعددة بعد أن كانت نبتة عادية تنمو تلقائياً في الشعاب والجبال.

وبدأت زراعة هذه الفاكهة تنشط وتحظى باهتمام المزارعين واعتماده كمنتج زراعي أساسي بعد أن لمسوا الجدوى الاقتصادية من زراعته وإنتاجيته، وانتقلت زراعته من الجبال إلى القيعان والأودية الخصبة .

وبحسب دراسات وبحوث زراعية فإن زراعة أشجار التين الشوكي في الجبال كانت هامشية، ولم تكن تزرع في الأراضي الخصبة إلا مؤخراً عندما أدرك المزارعون الأهمية الاقتصادية لهذه الفاكهة التي أصبحت ثمارها مصدرا للدخل.

ووفقاً لبيانات الإحصاء الزراعي فان التين الشوكي يسهم في توفير ما يزيد عن 13 ألف فرصة عمل موسمية للعاملين في بيع وتسويق الثمار.

وأوضحت البيانات أن إنتاجية اليمن من ثمار التين الشوكي بلغت خلال العام 2017 م أربعة آلاف و875 طنا من مساحة مزروعة بأشجار التين قدرها 485 هكتار خلال العام نفسه.

وأوضح الخبير الوطني لمحصول التين الشوكي المهندس عادل أحمد مطهر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن فاكهة التين الشوكي ثروة وطنية متجددة لما تتميز به من خصائص فسيولوجية منها قلة احتياجاته المائية وقدرته العالية على النمو والتكيف مع المتغيرات المناخية .

وأشار إلى أن زراعة التين الشوكي في اليمن مرت بعدة مراحل أبرزها بداية تسويق الثمار وإقناع الناس بأهميته كفاكهة قابلة للتداول والاستهلاك إضافة إلى فائدته الغذائية والصحية .

ولفت المهندس مطهر إلى أن المرحلة الثانية وفرت نحو أربعة آلاف و500 فرصة عمل دائمة على مدار العام وهناك 13 ألف فرصة عمل موسمية يتم توفيرها من 15 يونيو إلى 15 سبتمبر في بيع وتسويق ثمار التين الشوكي.

واعتبرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) التين الشوكي، “جزءاً لا يتجزأ من أنظمة الزراعة المستدامة والعناية بالماشية”.

وحثت المنظمة في تقرير لها على نشر الوعي عبر العالم حول الفوائد الصحية والزراعية لنبتة التين الشوكي والذي أثبت فعاليته خلال أزمات الجفاف التي اجتاحت بعض الدول، حيث شكل مصدراً أساسياً لتغذية السكان وإمدادهم بالماء وأيضاً بالعلف الخاص بالحيوانات.

وجاءت توصيات الفاو بناء على إجماع عدد من الخبراء المختصين بهذا النوع القوي من النباتات، بهدف تقديم النصائح الكفيلة بمساعدة المزارعين وتبني استراتيجية فعالة فيما يخص استغلال التين الشوكي.

وبدأ اليمن مطلع العام 2014م بتصدير شحنات من ثمار التين الشوكي إلى عدد من الدول العربية عبر الطيران، لكن العدوان والحصار تسببا في إيقاف تصديرها.

سبأ