صنعاء- السياسية (خاص):كتب/احمد يحيى الديلمي ومحمد الطويل:

 

 

 

للاسف الشديد اعترف اخيراً الغلام الغر الامير محمد بن سلمان بأن الوهابية كانت وبال على الاسلام والامة وعلى السعودية خاصة،  اعتراف كنا نتمنى ان يحدث في وقت مبكر، لانه فعلا لم يقدم جديداً فالناس العقلاء وذو الرأي السديد من أول وهلة عرفوا ان الوهابية كيان اسلامي مشوه وافكاره دخيله على الاسلام ، لا نكفرهم لأننا باخلاق الاسلام ولن ننزلق الى نفس المستويات التي انزلقوا اليها بأن كفروا كافة المسلمين ، الا من كان معهم وسار على نهجهم، هذا التوجه الخبيث قاد الى مآسي ومجازر ضد المسلمين في كل مكان وتعززت الرغبة الاجرامية لدى آل سعود في فترة الطفرة المادية ، اذ استطاعوا ان يسيطروا على المراكز الاسلامية في اوروبا وامريكا وهنا كانت الكارثة؛ لان عقد السبيعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كان قد شهد اندفاعا كبيرا من غير المسلمين للدخول في الاسلام حتى جاءت السعودية بالمبشرين والدعاة ذو التوجه الوهابي فأنهوا كل شيء بعد ان شوهوا الاسلام بصورهم الشوهاء و افكارهم المغرقة في الضلال التي كانت تبحث عن القشور وتترك لب العقيدة، وهذا ماجعل غير المسلمين يتوقفوا عن الاندفاع نحو الاسلام بعد ان وجدوا فيه مجرد لائحة محرمات تحرم كل شيء الا ما استصاغه الشيخ وان كان مخالفاً لنهج القرآن الكريم مثل قاعدة ( أطع ولي الامر وان سلخ جلدك وكسر عظمك) .

 

هنا نتسأل ما جدوى اعتراف بن سلمان اليوم؟ بعد ان شكل هذا الفكر معين للضلال والتطرف والغلو والانغلاق وبسببه تناسلت جماعات الارهاب التي جعلت غير المسلمين ينعتون الاسلام بانه مصدر للارهاب! وهل سيتبع هذا الاعتراف من بن سلمان تعويض الناس الذين ازهقت ارواحهم وتصحيح المناهج في عدد من الدول الاسلامية التي كان للسعودية يد فيها بفعل المادة؟ وهل سيتمكن هذا البلد من اعادة بناء النفوس على اساس سليم محوره الاسلام الصحيح بما هو عليه من السماحة والوسطية والاعتدال؟.

الخوف ان يكون بن سلمان قد تملكه الرعب بمجرد ان رأى قبلته الحقيقية في البيت الابيض، وتابع عن كثب الكتابات التي تصدرت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي في امريكا اثناء زيارته والتي وصفت السعودية بأُم الارهاب والمصدر المادي والفكري للجماعات الارهابية وسمع الاصوات التي تعالت تطالب بمحاكمته كطرف في النظام الذي تسبب في حادثة سبتمبر 2001، وسواء ثبتت التهمة على آل سعود ام انها مجرد فبركة امريكية ؛ فان لنظام الرياض دور في تفريخ الجماعات الارهابية بدا بافغانستان مرورا بالدول العربية والاسلامية وانتهاء ببعض الدول الاوروبية.

نحن في اليمن اكثر من عانى من هذا النظام وهذا الفكر، اذ يكفي ان نشير هنا الى تلك المجزرة البشعة في تنومة والتي راح ضحيتها اكثر من 3000 حاج بملابس الاحرام لا يمتلكون حتى سكين وكان اجلاف بن عبد الوهاب يفصلون الرؤوس عن الاجساد ، وكل واحداً منهم يردد الله اكبر يالها من بشاعة وما افضعها من جريمة، وقس على ذلك  الكثير من الجرائم التي كانت تبيح دماء اليمنيين باعتبارهم كفار وقتلهم حلال ، الى عدوان 26 مارس 2014، والقضية نفس القضية وهنا يتضح دور المغفلين من المرتزقة شذاذ الافاق الذين صدقوا بأن السعودية تدافع عنهم وعن ما يسمونه شرعية، إنها حالة جنون من الدنبوع واتباعه، البلد تُدمر، والدماء تُسفك واشلاء  الاطفال والنساء تتطاير في السماء، سحقا لها من شرعية وتبا لهم من بشر، ارتضوا العمالة والخيانة على حساب الكرامة والعرض والارض.

نعود الى محمد بن سلمان ونناشد العالم ان كان لديه ذرة ضمير وان كان هناك فعلا بشر لايزالون يؤمنون بحق الانسان السوي في الحياة ؛ فنقول لماذا لا تأخذوا من هذا الاعتراف الصريح دليل واضح لإدانة هذا النظام الطارئ وإلزامه بتعويض الناس الذين تعرضوا للموت او التعذيب بسبب هذا الفكر المنحرف، والدعوة موصولة ايضا لمنظمات المجتمع المدني والنشطاء في حقوق الانسان؛ الرجل اراد ان يتقرب من امريكا اكثر ففضح نفسه ونظامه خوفا من مطالبة الامريكيين بمحاكمته؛ وكأنه هرب من خبث مخفف الى خبث اكبر؛ بدعوى ان النظام السعودي كان سبب فيما جرى بحسب المزاعم الامريكية، مع ذلك فانه إعتراف صريح وكما قال الفقهاء الاعتراف سيد الادلة، اذاً عليكم جميعا الانطلاق من هذا الاعتراف واعتباره قاعدة لمحاججة النظام السعودي به والزامه بدفع التعويضات اللازمة لكل الذين تضرروا بسبب هذا الفكر الشوفيني الضال، انها دعوة صادقة ارجو ان تجد آذاناً صاغية ممن يهمهم أمن وسلامة العالم، عليكم ان تمسكوا بما تبقى من مال قبل ان يستنفده هذا الغلام لشراء الاسلحة الفتاكة وابادة الضعفاء بها، فهل نجد تفاعل مع هذه الدعوة، اتمنى ذلك؟؟؟!!!