أمريكا تجر العالم نحو حرب عالمية ثالثة نووية
السياسية – تقرير :عبد العزيز الحزي
العالم يسير نحو حرب عالمية ثالثة نووية تشعلها وتأجج نيرانها الولايات المتحدة الأمريكية التي لديها رغبة كامنة في توسيع دائرة الصراع من روسيا وأوكرانيا الى أوروبا الغربية وامتدادها الى بقية دول العالم في قاراته الست، بحسب خبراء عسكريين ومختصين بالعلاقات الدولية.
ويعتقد الخبراء أن دول العالم الكبرى لم تستبعد يوما من خططها نشوب حرب عالمية ثالثة قط وأعطى منهم تجربة الحرب الباردة خير دليل على أن المعسكرين الشرقي والغربي كانا يضعان الحرب وكيفية إدارتها في مقدمة الأولويات ومر العالم بسلسلة من التحديات والاختناقات كادت ان تؤدي الى الصدام النووي (أزمة الصواريخ في كوبا وخليج الخنازير وغيرهما).
ويقول الخبير العسكري الدكتور فراس شبول في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية أنه “على ما يبدو أنه كانت هناك غايات سياسية دفينة تقودها الولايات المتحدة في توسيع نطاق الحرب من روسيا وأوكرانيا وصولا إلى أوروبا الغربية وإشعال فتيل الحرب لتصل إلى مقام الحرب العالمية الثالثة.. وتحول الصراع إلى حرب شبه مفتوحة بين روسيا من جهة وأوكرانيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة ثانية”.
أما في عالم اليوم فيقول الخبراء: “هناك مغامرين وربما مكلفين بالدفع نحو حافة الحرب النووية الثالثة التي ستعيد البشرية على كوكب الأرض الى البدايات الأولى للإنسانية والحضارة”.
وحذر هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ورجل الدولة البالغ من العمر 95 عامًا في حديث لصحيفة “فاينانشيال تايمز” مؤخرا من “أننا في فترة خطيرة جدًا للغاية بالنسبة للعالم” وقارن العصر الحالي ببداية الحرب العالمية الثانية.
ويقول كيسنجر: إنّ نُذُر الحرب العالمية الثالثة بدت في الأفق وطرفاها هم الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا وكوريا الشمالية وغيرها من جهة أخرى.. مضيفاً: إنَّ ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة من وجهة نظره.
وبالفعل.. لا يعمل رؤساء الدول الكبرى بفقه الأولويات وما يجب الاصطفاف عليه لحل الأزمة الأوكرانية ولا تقف الحرب عند استخدام السلاح، بل هناك حرب نفسية يقودها جو بايدن رئيس الولايات المتحدة باستعداء العالم وتخويفه من تلويح الدب الروسي بإستخدام “النووي” في عمليته العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وجاءت تحذيرات أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، الفترة الماضية، من أن العواقب ستكون “كارثية” إذا نفذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديده باستخدام السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، لشبكة (إن بي سي): إن الولايات المتحدة تعتزم أن تجعل روسيا تفهم بوضوح “ما ستكون عليه العواقب إذا سلكت الطريق المظلم لاستخدام الأسلحة النووية”.. مشددا على أن هذه العواقب “ستكون كارثية”.
وأضاف: “لدينا القدرة على التحدث مباشرة على مستوى عالٍ مع الروس لنقول لهم بوضوح ما هي رسالتنا والاستماع إلى رسالتهم”.
وأوضح سوليفان، “لقد حدث ذلك في شكل متكرر خلال الأشهر الأخيرة، بل إنه حدث في الأيام الفائتة”، لكنه لم يخض في التفاصيل الدقيقة لطبيعة قنوات الاتصال المستخدمة، وذلك سعيا إلى حمايتها.. وسبق لواشنطن أن حذرت مرارا من احتمال لجوء موسكو إلى أسلحة نووية.
وقبل أن يلوح الرئيس الروسي ضمنيا بهذا التهديد، كان بايدن قد صرح في 16 سبتمبر ردا على سؤال عن هذا الموضوع بالقول: “لا تفعلوا ذلك.. لا تفعلوا ذلك.. لا تفعلوا ذلك، ستُغيّرون وجه الحرب بطريقة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية”.
وبعد أن أعلن الرئيس الروسي استعداده لاستخدام “كل ما لديه من وسائل” دفاعية، رفعت واشنطن نبرتها مجددا.. مشددة على أنها تأخذ هذا التهديد “على محمل الجد” ومتوعدة برد “قاسٍ”.
وانطلاقًا من خطورة الأزمة ناقشتها “جسور بوست”، مع متخصصين لتحليل تلك التصريحات وما يمكن أن تصل إليه الأمور.
وأجرت قوات روسيا والصين وغيرها تدريبات بحرية مشتركة، فيما أعلنت روسيا مؤخرا عن اختراق رئيسي في تكنولوجيا الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
في السياق ذاته، تزداد المخاوف بشأن مخاطر المواجهة بين الصين وأمريكا لا سيما مع تكثيف بكين للتدريبات العسكرية حول تايوان، إذ أصبحت الرسالة واضحة، وهي أن الجيش سيدعم مطالب الصين بالسيادة على الجزيرة.
وقد بدأت الصين اليوم السبت، مناورات عسكرية حول تايوان، اعتبرتها بمثابة “تحذير صارم” في أعقاب الزيارة القصيرة لوليام لاي نائب رئيسة الجزيرة إلى الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، عن المتحدث العسكري شي يي قوله: إن قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني “أطلقت دوريات جوية وبحرية مشتركة وتدريبات عسكرية للقوات البحرية والجوية حول جزيرة تايوان”.
وأضاف: إن “التدريبات تهدف إلى اختبار قدرة الجيش على “السيطرة على 16 مجالا جويا وبحريا والقتال في ظروف المعارك الحقيقية”.
وكان لاي الذي يعد المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية التايوانية العام المقبل، قد توقف مؤخرا في نيويورك خلال رحلة له إلى باراغواي، إحدى الدول القليلة التي تتبادل العلاقات الدبلوماسية مع تايبيه، قبل أن يتوقف مجددا في سان فرانسيسكو في طريق العودة.
ووصفت الصين لاي بأنه “مثير للمشاكل”، وتعهدت باتخاذ “إجراءات حازمة وقوية لحماية السيادة الوطنية”.
ويرى الخبراء أن الرسالة اصبحت واضحة، وهي أن الجيش سيدعم مطالب الصين بالسيادة على الجزيرة.
وكانت الصين قد فشلت في منع رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي من زيارة تايوان خلال الفترة الماضية.. وقالت: إن هذه الزيارة دمرت أساس الثقة السياسية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويقول المحللون إن الرحلة أدت أيضا على الأرجح إلى حدوث تحول في الحسابات العسكرية للصين.
وردت الصين فورا على زيارة بيلوسي بالقيام بأكبر تدريبات عسكرية لها على الإطلاق حول تايوان.
وتدرب جيش التحرير الشعبي الصيني لأول مرة على عمليات تهدف إلى حصار الجزيرة، وهي خطوة ربما تكون الأولى على طريق القيام بغزو.
وحتى قبل التدريبات، كانت الصين تقول: إن لها حق السيادة على المضيق، الذي تقول الولايات المتحدة وتايوان إنه ممر مائي دولي.
ومع انتهاء التدريبات أصدرت الصين أول تقرير حكومي لها عن تايوان منذ عام 2000م.. مؤكدة من جديد تفضيلها “لإعادة التوحيد السلمي” مع تايوان، بيد أنها تراجعت عن تعهدها بعدم نشر قوات في تايوان بعد توليها السيطرة.
ويرى الكثير من الخبراء أن حرب أوكرانيا لم تعد هي الخطر الوحيد الذي يهدد العالم بنشوب حرب نووية، بل إن هناك تهديدات حقيقية، من احتمال حدوث صدام عسكري بين الولايات المتحدة والصين، يتطور خارج نطاق السيطرة، إلى حد يتصادم فيه كبرياء أكبر قوتين عسكريتين في العالم.
ويتساءل المراقبون في هذا السياق: هل ستكون هناك حرب نووية تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة فعليًا، أم هي حرب باردة لا غير؟
لكن بعض المراقبين يعتقد بأنها مسألة وقت فقط قبل أن يتوتر الوضع ويبدأ القتال.. وأنه يجب أن يكون العالم جاهزا لهذا المستقبل المظلم.