السياسية ـ وكالات:

 

دفع تقاعس الغرب عن تنفيذ الجزء المتعلق به من “مبادرة حبوب البحر الأسود” إلى إعلان موسكو توقف تنفيذ الصفقة التي تشمل تصدير حبوب ومنتجات زراعية أوكرانية.

فما هي صفقة الحبوب؟ وما هي دوافع موسكو لوقف تنفيذ الاتفاق؟

وأبرم اتفاق الحبوب بمبادرة من أنقرة بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في 22 يوليو 2022، وتبلغ فتره سريانه 120 يوما على أن يمدد بشكل تلقائي ما لم يعارض أحد التمديد.

ومنذ إبرام الاتفاق تم تمديده ثلاث مرات، وآخر مرة مددت الصفقة في 17 مايو الماضي لمدة شهرين.

وينص الاتفاق على سماح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ هي أوديسا تشورنومورسك ويوجني عبر ممر فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق الدولية.

إلا أن العقوبات الغربية وقفت حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاق، حيث لم تنفذ الدول الغربية تعهداتها بعدم تقييد حركة الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب والزيوت والغذاء، فيما تعاقب شركات التأمين وخدمات السفن التي تتعامل مع روسيا.

وحذرت روسيا مرارا من احتمال انسحابها من الاتفاق، ودعت الجهات المشاركة إلى تنفيذ تعهداتها، ومن خلال قرارها اليوم تعمل موسكو على لفت الانتباه بأن جزءها من الصفقة لا ينفذ.

وبناء على حسابات وكالة “نوفوستي”، التي استندت لبيانات الأمم المتحدة وجهات رسمية في أوكرانيا، فإن أوكرانيا قد تخسر ما يصل إلى نصف مليار دولار شهريا جراء توقف الصفقة، فبين أغسطس 2022 ويونيو 2023 صدرت أوكرانيا 50.6 مليون طن من الحبوب بقيمة اقتربت من 10 مليارات دولار ويشحن الجزء الأكبر من الصادرات عبر 3 موانئ أوكرانية.

صفقة الحبوب.. 12% فقط من الشحنات اتجهت إلى إفريقيا

الهدف الأساسي للصفقة هو تصدير الحبوب للبلدان المحتاجة بما في ذلك إفريقيا، لكن ذلك لم يتحقق، إذ تشير بيانات لمركز التنسيق المشترك في اسطنبول إلى أن جزءا صغيرا اتجه إلى الدول المحتاجة أما معظم الشحنات اتجهت إلى الغرب.

وأظهرت البيانات، أن 12% فقط من شحنات الحبوب والمواد الغذائية المصدرة من أوكرانيا في إطار “مبادرة البحر الأسود” اتجهت إلى إفريقيا.

بالتفصيل، 40% من الشحنات اتجهت إلى أوروبا الغربية، فيما قرابة 46% شحنت إلى آسيا، وحوالي 1% إلى دول أوروبا الشرقية. بشكل عام وردت الشحنات إلى 45 دولة في العالم.

أولى تداعيات توقف تنفيذ صفقة الحبوب

عقب إعلان الكرملين توقف اتفاق الحبوب بسبب موقف الغرب المتقاعس، قفزت أسعار القمح في الأسواق العالمية بأكثر من 3%، وصعدت العقود الآجلة للذهب الأصفر إلى 683 دولار للبوشل (وحدة قياس وزن الحبوب في الأسواق العالمية)، بحسب بيانات وكالة “بلومبرغ”.

غوتيريش يأسف لإنهاء صفقة الحبوب

و أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، عن أسفه بشدة لقرار روسيا إنهاء مبادرة البحر الأسود وسحب ضمانات سلامة الملاحة في البحر الأسود.
وبحسب موقع (روسيا اليوم)، قال غوتيريش: “إنني آسف بشدة لقرار روسيا إنهاء تنفيذ مبادرة البحر الأسود، بما في ذلك سحب الضمانات الروسية لسلامة الملاحة في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود”.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان، اليوم الاثنين، إن روسيا تسحب ضماناتها الأمنية لشحنات الحبوب وتغلق الممر الإنساني في البحر الأسود.
وذكرت الوزارة أن روسيا ستكون مستعدة للنظر في استئناف صفقة الحبوب فقط إذا تم الحصول على نتائج ملموسة، وليس الوعود والتأكيدات.

وأشارت الوزارة إلى أنه بعد مرور عام، تبدو نتائج العمل في مجال تنفيذ مبادرة البحر الأسود مخيبة للآمال.

وشددت الوزارة على أن تصدير المواد الغذائية من أوكرانيا، بقي حتى اللحظة الأخيرة يهدف إلى خدمة مصالح كييف ورعاتها الغربيين.