السياسية: صادق سريع

 

كعادتهم على مر الزمن، كأنهم خُلقوا لنصرة دين الله وقرآنه الكريم ودعوة نبيه العربي المحمدي الأمي الأمين إلى يوم الدين.. هكذا هم اليمنيون أحفاد المهاجرين والأنصار؛ يناصرون الله وينتصرون بالله.

مسيرة النصرة

كعادتهم؛ لم يقف أبناء اليمن عند حدود البرتوكولات الرسمية كإصدار بيانات الشجب والتنديد وتصريحات الاستنكار كعاده الانظمة العربية، بل خرجوا في مسيرات مليونيه كبرى تضامنا وتعبيراً في الوقوف ومناصرة أخوانهم الفلسطينيين في وجه كيان الاحتلال الصهيوني وتنديداً ونصرة للمصحف الشريف الذي يتعرض بين الحين والآخر للاعتداءات وإحراق نسخ منه من قبل أعداء الأسلام والامة الاسلامية تحت مسمى حرية التعبير.

عصر الثلاثاء الفائت ، خرجت الحشود المليونيه الجماهيرية في العاصمة صنعاء، تدين وتستنكر الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني وعدوانه الوحشي الأخير على مخيم جنين في ظل صمت وتواطؤ للمجتمع الدولي والأنظمة العربية المستنسخة من أنظمة الغرب .

وجدد اليمنيون وموقفهم ووقوفهم في صف المقاومة الفلسطينية والعربية والاسلامية حتى تحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول (ص) والأراضي العربية من دنس المحتل الصهيوني الغاصب وأقامه دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

القائد يجدد موقف اليمن

وجدد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، موقف اليمن الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

وقال السيد الحوثي في الدرس العاشر من وصية الإمام علي لأبنه الإمام الحسن عليهما السلام، نشرته وكاله الانباء اليمنية (سبأ) الثلاثاء الفائت : “منذ البداية وإلى اليوم لم يرتق الموقف العربي والإسلامي للمستوى المطلوب بحجم المسؤولية تجاه ما يحصل هناك من مظالم، ما مكن العدو الصهيوني من تعزيز تواجده وبناء كيانه وتحوله إلى عدو فاعل يعلق عليه الغرب في دور أكبر وأخطر على مستوى المنطقة”.

وأضاف “ولا لموقف يتخذه العرب ضد بعضهم البعض من مقاطعة وحزم وعزم، ومواقف شديدة وغلظة وفضاضة وشدة، ولكن لا يصدر منهم مثل تلك المواقف تجاه أعداء الأمة، لا تجاه ما حصل من إساءة للقرآن الكريم وإحراق المصحف الشريف، ولا تجاه ما يحصل في فلسطين المحتلة”.

واستعرض قائد الثورة، ما يتعرض له المصحف الشريف من اعتداءات إجرامية تسيء وتستفز مشاعر تستفز العالم الإسلامي وتسيء العرب والمسلمين وتنتهك المقدسات بشكل منظم .

وأكد ان “جريمة الإحراق للمصحف الشريف، جريمة رهيبة، ويفترض أن تستفز كل إنسان مسلم ويغضب ويتألم لذلك ويكون له دافع لاتخاذ أي موقف”.

وقال: ” قرارنا في اليمن حاسم بمقاطعة البضائع السويدية، داعيا انظمة وابناء العالم الإسلامي الدول العربية الى مقاطعة المنتجات السويدية الاقتصادية.

 

هل أصيبت السويد بالجنون؟

وتزامناً مع أول ايام عيد الأضحى المبارك وتحديداً يوم الأربعاء 10 ذي الحجة 1444 الموافق 28 يونيو الماضي 2023، منح النظام السويدي ترخيصا يسمح لتنظيم مظاهرة مخططه مسبقاً، هدفها إحراق نسخة من القران الكريم أمام أكبر مسجد في العاصمة السويدية ستوكهولم.

وتساؤل الباحث في قضايا الفكر الاسلامي إدريس الكنبوري، “كيف يمكن لدولة أوروبية أن تدعم التطرف بهذا الشكل؟”.. هل أصيبت السويد بالجنون أم إن هذا مفهومها للحرية؟ هل باتت الحرية تعني الكراهية والعنصرية؟”.

وقال:” إن الأمر يتعلق بسلوك له سوابق سواء في السويد أو الدانمارك وغيرهما، إلا أنه “غير مفهوم هذه المرة كيف أن المحكمة السويدية تحمي هذا التيار المتطرف وترخص له بمبرر أنه لا يشكل أي تهديد”.

وأضاف لموقع لهسبريس: “هو منطق مقلوب، فالدول الأوروبية تدعي أنها تحارب الإسلاموفوبيا والتطرف والعنصرية في حين تقوم اليوم بدعمه من خلال هذا التصرف”.

من جهته، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عبد الصمد اليزيدي:” إن على البرلمان السويدي سن قانونا يجرم حرق الكتب السماوية، لأن في هذا الأمر استفزازا للمواطنين ذوي الديانات، والمسلمين بالخصوص”.
وأكد اليزيدي قائلاً: ” لا نرضى ولا نقبل أن يتم حرق أو تدنيس كتاب الله المقدس”.

 

تأكيد عداوة اليهود والنصارى

وخلال المسيرة أشاد رئيس رابطة علماء اليمن – مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، بموقف اليمنيين الأحرار.. وقال” هذا هو الموقف الصحيح، الذي نحمد الله سبحانه وتعالى أن وفقنا إليه وجعلنا من أهل هذا الطريق الذي نسأل الله أن يثبتنا عليه”.

وأضاف:” أن كل ما يحدث من استهداف لكتاب الله أو لرسوله (ص) يؤكد عداوة اليهود والنصارى للإسلام والمسلمين”.. داعياً الأنظمة الاسلامية والعربية الى عدم موالاة من يعتدي على المقدسات الاسلامية ويطبع مع الكيان الصهيوني المحتل .

وفي المسيرة، قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن أحمد بركة:” قرر الشعب الفلسطيني أخذ حقه بيده، وها هو اليوم يطلق شرارة الانتفاضة المسلحة في الضفة الغربية كما أطلقها في غزة وفي كل ساحة في فلسطين “. . مؤكداً أن المظلومية هي من تصنع الانتصار، والإرادة القوية بعد الاعتماد على الله كفيلة بصنع المعجزات.