الجامعة العربية: نهاية الانقسامات؟
السياسية:
وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود دعوة رسمية للرئيس السوري بشار الأسد، لحضور الدورة الـ 32 لمجلس جامعة الدول العربية، التي سوف تعقد في 19 مايو الجاري في مدينة جدة السعودية.
تعمل المملكة العربية السعودية على الانتهاء من تحضير أعمال الدورة الـ 32 لمجلس جامعة الدول العربية المزمع عقدها يوم الجمعة 19 مايو في جدة.
وسوف تنعقد هذه القمة بعد سبعة أشهر من الدورة الـ 31 التي انعقدت في نوفمبر 2022 بالجزائر العاصمة، وهي تتويج لجهود الجزائر في إعادة توحيد الصف العربي وينبغي التذكير بأن قمة الجزائر وضعت تحت شعار “لم الشمل”.
تمكنت الجزائر خلال هذه الدورة من إقناع قادة الدول العربية بالتوجه نحو منطق “لم الشمل”، بعد فترة طويلة من التشتت والانقسامات التي أحدثتها موجة “الربيع العربي” الشهيرة والتي عملت على زعزعة استقرار عدة دول، مثل ليبيا وسوريا.
في أعقاب قمة الجزائر، عمل البلد على إنهاء النزاعات الفلسطينية الداخلية من خلال اجمع بين الفصائل الفلسطينية المختلفة في مؤتمر عقد في أكتوبر 2022 في الجزائر العاصمة.
واختتم المؤتمر بتوقيع “إعلان الجزائر” الذي يشكل التزاما رسميا من الفصائل الفلسطينية بتوحيد الصفوف ضد المحتل.
بعد أن عملت بنشاط من أجل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، التي كان مقعدها شاغرا منذ استبعادها في العام 2011 في أعقاب أحداث “الربيع العربي”، شهدت الجزائر جهودها تحقق الأهداف المرجوة، بعد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب عقد في 7 مايو في القاهرة والتي سجلت عودة سوريا إلى الحضيرة العربية.
تحمل هذه العودة بصمة الجزائر التي كانت أول بلد يدعو إلى إعادة دمج دمشق في هذه المنظمة العربية.
«شكرا جزيلا»
علاوة على ذلك، أعرب الرئيس السوري بشار الأسد بقوة للرئيس عبد المجيد تبون عن “خالص شكره وتقديره للجهود المتواصلة” التي بذلها لصالح عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهذا بفضل الرئاسة الجزائرية للقمة العربية”.
في مؤتمر صحفي قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون: “عندما نعقد قمة عربية، يجب أن تكون موحدة وبداية جديدة لتوحيد العالم العربي الممزق، نحن دولة توحد دائما المتحاربين”.
مشيرا إلى أن “ما تقوم به الجزائر تجاه سوريا يستند إلى مبدأ أنها عضو مؤسس في جامعة الدول العربية وأنه لا يمكن حرمان هذا البلد الشقيق من حقوقه”.
وكما رغبت الجزائر، فإن عودة سوريا إلى الحظيرة العربية مؤكده بشكل نهائي بالدعوة التي وجهها الملك سلمان إلى الرئيس الأسد.
من خلال مواقفها الثابتة وغير القابلة للنقاش تجاه سوريا وأيضا تجاه القضية الفلسطينية، رسخت الجزائر نفسها كلاعب رئيسي في العالم العربي.
وبهذا المنطق تكثف الرياض مشاوراتها مع الجزائر لصالح القمة العربية المقبلة والتي سوف تتميز بحضور سوريا بعد غياب طويل.
وقد وجه ملك المملكة العربية السعودية، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الدعوة الرسمية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لحضور هذه الدورة.
سلم رسالة الدعوة سفير المملكة العربية السعودية لدى الجزائر، عبد الله بن ناصر البصيري، إلى وزير الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، أحمد عطاف.
وجاءت الدعوة بعد يومين من زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إلى الجزائر، حيث تحدث عن “تفاهم تام” بين البلدين حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل فلسطين واليمن والسودان وليبيا.
بعد صنع السلام مع إيران وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تعمل المملكة العربية السعودية الآن على إنهاء الحرب في اليمن من خلال إرسال وفد إلى العاصمة صنعاء في أبريل الماضي لمناقشة عملية السلام مع الحوثيين.
ومن المسائل الأخرى التي سوف يتم بحثها خلال هذه الدورة لجامعة الدول العربية الوضع في فلسطين، حيث لا تزال المذابح والانتهاكات المستمرة ضد السكان على يد الجيش الصهيوني.
وهناك أيضا الملف السوداني، الذي غرق منذ أبريل في حرب أهلية أجبرت مئات الآلاف من السودانيين على مغادرة البلد هربا من القتال المستعر، وخاصة في العاصمة الخرطوم.
كما سوف يضاف إلى ذلك، القضية الليبية والحاجة إلى كسر الجمود الحالي والتحرك نحو عملية الانتخابات التي سوف تسمح لهذا البلد بأن يكون له رئيس وهيئات حكم وطنية وشرعية.
ولذلك يجب أن تستمر الجهود لاستعادة السلام والاستقرار في العالم العربي بوضع حد للتدخل الأجنبي.
عطاف يتحدث هاتفيا مع نظيره السوري:
كان وزير الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، أحمد عطاف، أجرى أمس، اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري، فيصل مقداد، “بمبادرة من الأخير”، بحسب بيان للوزارة.
“هذه الرسالة، التي تأتي متابعة للمكالمة الهاتفية بين رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والرئيس السوري بشار الأسد، في 8 مايو الجاري، سمحت للوزيرين بمواصلة مشاوراتهما حول البنود الرئيسية المدرجة على جدول أعمال القمة المقبلة لجامعة الدول العربية، المقرر عقده في 19 مايو في جدة”.
* الجزائر، 26 شوال 1444، الموافق16 مايو 2023(صحيفة ” الوطن – elwatan” الجزائرية الناطقة بالفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع