السياسية – متابعات:

كعادته عند كلّ استحقاق، لم يتأخّر اليمن عن قول كلمته. خرج أبناؤه اليوم إلى ساحات العاصمة صنعاء التي ألفت أقدامهم، وإلى ستّ ساحات في المحافظات التي تتولّى حكمها حركة «أنصار الله». وعلى الرغم من انتهاء العدوان الإسرائيلي الذي استمرّ خمسة أيام على قطاع غزة أمس، لم يلغِ اليمنيون مسيرات تضامنهم المقررة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته. تحوّلت فعالية «ثأر الأحرار» من مسيرات تضامنية إلى مسيرات احتفالية بنجاح فصائل المقاومة بصدّ العدوان وفرض معادلة عسكرية على الأرض أرعبت العدو الإسرائيلي وأجبرته على المسارعة إلى وقف العملية العسكرية التي تمكنت خلالها المقاومة الفلسطينية من الانتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم، ذلك أن «الهزيمة اليوم ليس في تل أبيب وحسب بل السعودية والإمارات اليوم مكسورتين أمام اليمن وهي ترى القبة الحديدة فشلت في تحصين الصهاينة فكيف بهم أن يحموا بلديهما»، بحسب «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء محمد علي الحوثي.

وأكّد الحوثي موقف الشعب اليمني الثابت مع القضية الفلسطينية، مجدّداً تأييد ودعم حركة «أنصار الله» للأحرار افي فلسطين في عملية ثأر الأحرار، وبارك «لكل الفلسطينيين رغم كل التضحيات انتصارهم في هذا الصمود أمام صلف العدو الصهيوني»، مشيراً إلى أن «قصف العدوان الصهيوني المقابر والمنازل في غزة، يتشابه مع عدوان السعودية وأميركا والإمارات بقصف مقابر ومنازل اليمنيين». كما خاطب الشعب الفلسطيني بالقول «أيها الأخوة في فلسطين لقد أفشلتم بهذه العملية ترميم حماية إسرائيل من صواريخ المقاومة، ولا تعوّلوا على أحد وعولوا على أنفسكم ولا تركنوا أبداً للأنظمة العربية البائسة»، بينما دعا الشعب اليمني لـ«اليقظة والتأهب، فالعدو إلى الآن يماطل في وقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن».

وبدوره، حيّا ممثل حركة «الجهاد الإسلامي» في اليمن، أحمد عبد الرحمن بركة، خلال مشاركته في مسيرة «ثأر الأحرار»، أبناء الشعب اليمني على «تضامنهم الكبير مع إخوانهم ومشاركتهم الشعب الفلسطيني أفراحه بنصره في هذه الجولة على العدو الصهيوني كما ناصرتموه في كل مراحل جهاده»، مشيراً إلى أن العدو «حاول باغتيال الشهداء القادة أن يحدّ من قدرات الحركة وأن يحدث شرخاً بين حركة الجهاد والمقاومة، فكان رد المقاومة ردّاً مؤلماً أن واجهته موحدة».

وأكّد بركة أن حركة «الجهاد» على استعداد لتقديم المزيد من الشهداء ليكونوا وقوداً للنصر، جازماً أنها خرجت من هذه الجولة أشد قوة وصلابة وعنفواناً في مواجهة العدو الصهيوني. وأضاف أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالهزيمة وسيبقى رافعاً راية القدس حتى التحرير مهما طال الزمن.

إلى ذلك، رأى بيان المسيرة التضامنية، التي شارك فيها عشرات الآلاف في ساحة باب اليمن وسط العاصمة صنعاء، أن الجولة الأخيرة من المواجهة مع العدو الصهيوني أكدت عدم قدرة كيان العدو الصهيوني الغادر على تحمل إطالة أمد المعركة، مشيراً إلى أن لجوء العدو إلى الوسطاء لوقف المعركة برهان ساطع على ما وصل إليه من ضعف وهوان. وبارك المشاركون في المسيرة «التقدم الكبير الذي حققته حركات المقاومة والتي أصبحت في مستوى من القوة يمكنها من الصمود أكثر رغم فارق الإمكانيات وحجم التضحيات». وأكّد البيان أن العدو فشل في ترميم قوة ردعه المتآكلة، ومعركة الأيام الخمسة زادتها تآكلاً، وكشفت مزيداً من هشاشة الكيان وضعفه، مشيراً إلى أن اغتيال القادة لن يكسر من إرادة حركات المقاومة في فلسطين، بل يزيد المجاهدين قوة وعزيمة.

وخاطب المشاركون في مسيرة «ثأر الأحرار» حركات المقاومة بالقول «أنتم منتصرون بوحدتكم وقد خضتم معركة ثأر الأحرار نيابةً عن كل الأمة، وأنتم دوماً رأس حربة محور المقاومة والجهاد»، بينما أدانوا بشدة صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي إزاء ما ارتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، معتبرين أميركا شريكاً أساسياً للعدو الصهيوني في العدوان. وإذ استنكر البيان «حالة النظام العربي الرسمي البائس والمخزي»، مؤكّداً أن «الشعب اليمني سيبقى في حالة استنفار شعبيّاً وعسكريّاً وفي جهوزية عالية في أي مرحلة من مراحل الصراع للمشاركة الفعلية والمباشرة»، دعا «شعوب الأمة لأن تتحمل المسؤولية وتتحرك بكل قوة لدعم حركات المقاومة الفلسطينية ونصرة فلسطين والقدس».

* المصدر: الاخبار اللبنانية