المراكز الصيفية .. قصة الحواضن المزعجة للعدوان..!
السياسية: صادق سريع
يٌشن اعلام العدوان ومرتزقته حربا إعلامية شعواء على المراكز الصيفية التي تقام بالعاصمة صنعاء والمحافظات، في محاوله لزرع صوره نمطيه في اذهان الطلاب وأولياء امورهم ، في المقابل تغطي مواقعه الإعلامية، أخبار ومناسبات افتتاح ملاهي الرياض وجدة وكنائس دبي ، في حين يغض الطرف تارة في تناول أخبار برتوكولات اتفاقيات التطبيع مع الكيان ويغلق ابواقه تارة آخري في نشر سموم أنشطه الكيان الصهيوني الصيفية..!
* فمن تكون الأنشطة الصيفية؟
وما البرامج والفعاليات الثقافية التي تقدمها التي تقدمها لطلابها حتى يلهب العدوان ومرتزقته حمى وسعير ابواق وسائل اعلامه وتخرج علمائهم في بلاد الاغتراب ومفتيّ الديار المقدسة عن صمتهم ؛ فـ ذاك يدين ويفتي وذاك يحذر ويشعر بالقلق على أطفال اليمن من مخاطر المراكز الصيفية ؟
* فما هو البرنامج الصيفي ودورات المراكز الصيفية.. وما يُدرس فيها؟
قبل نحو عشرين عاما تقريبا انطلقت فكرة المراكز الصيفية في اليمن في مهمة استثمار فراغ الشباب واكتشاف مواهبهم المكنونة.
ويُعرف البرنامج الصيفي أو الدورة الصيفية بمجموعة من الأنشطة الدينية والتربوية والثقافية والرياضية والاجتماعية لرعاية وتدريب الطلاب والطالبات، وإكسابهم معارف وعلوم ثقافية مرتبطة بالقرآن الكريم وعلومه، وحمايتهم من مخاطر الحرب الناعمة ، بما يعود عليهم بالنفع والفائدة في حياتهم العملية والعملية ، تحت اشراف معلمين مؤهلين تربوياً.
وتكمن أهمية المراكز الصيفية في استثمار وشغل أوقات الفراغ لدى الطلاب والطالبات خلال الإجازة الصيفية وتزويدهم بأنشطة وبرامج دينية وثقافية وترفيهية واجتماعية تعمق قيم الولاء والانتماء للوطن وتعمل على تسليحهم بالعلم والمعرفة وتحصينهم من الثقافات المغلوطة والأفكار الهدامة..
هكذا إذاً تُعرف الأنشطة الصيفية..
فلماذا ينزعج أعداء اليمن ومرتزقته..؟
*ما اهداف المراكز الصيفية؟
تهدف المراكز الصيفية إلى : ـ
ـ ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس الطلاب.
ـ تعزيز روح الانتماء في نفوس الطلاب والطالبات لدينهن وولاة الأمر.
ـ استثمار أوقات فراغ الطالبات.
ـ بناء الشخصية المتوازنة للطلاب وإشباع حاجاتهن المختلفة.
ـ تنمية الثقافة بما يتفق مع المنهج الإسلامي.
ـ إكساب الطلاب معلومات وخبرات ومهارات جديدة والتدريب على التخطيط والتنفيذ للبرامج والمشروعات.
ـ صقل مواهب الطلاب وتوجيه طاقاتهم الوجهة السليمة والعمل الجماعي وتحمل المسؤولية.
* ما مفهوم المركز الصيفي:
تجمع التعريفات على أنه تجمع تربوي يتضمن مجموعة من الأنشطة المتعددة الأهداف والمجالات لاستثمار أوقات الفراغ لدى شريحة من المجتمع تحت إشراف تربويين وفق خطة زمنية محددة.
وتحتضن دول العالم طلابها وشبابها من الجنسين في مخيمات صيفية خلال فتره الإجازة الصيفية لاستغلال فراغهم وخوفا من ضياعهم وتشردهم في الشوارع ، لذلك تحرص الدول على احتواء اطفالها وشبابها في برامج صيفيه لتزويدهم بالعلوم والمعارف والثقافات الوطنية والعلمية والثقافية والترفيهية .
* لماذا الأنشطة الصيفية تزعج العدوان؟
هنا يجيب محافظ محافظه عدن المحتلة طارق سلام ، حيث أوضح ان أسباب انزعاج العدوان ومرتزقته تكمن في ان المراكز الصيفية تكشف لجيل النشء والشباب العدو الحقيقي للأمة، وأهدافه الخبيثة، وتعمل على تحصينهم من الاختراقات الثقافية والأخلاقية المدمرة.
وقال المحافظ سلام في تغريده له على منصة توتير تناقلتها وسائل الاعلام الأربعاء الماضي :” أن الدورات التثقيفية التوعوية الدينية والوطنية، تشكل مصدر قلق كبير للعدو وادواته، متسائلا بعد ذلك، “لماذا المنافقين يحاربوا الدورات الصيفية”.
بدوره، أكد السيد عبدالملك الحوثي ، على ضرورة استمرار الدورات الصيفية لتحصين الطلاب من الحملات الدعائية والتضليلية التي تشنها وسائل العدوان المخادعة التي تستهدف الجيل الناشئ والشباب الذين يعتبرون حاضر الأمة ومستقبلها ودعامة قوتها”.
قائد الثورة الحوثي أشار في كلمته بمناسبه تدشين المراكز الصيفية إلى ان الدورات الصيفية تصب في إطار التوجه التحرري للشعب اليمني”.
فيما اعتبر رئيس اللجنة العليا للدورات الصيفية – وزير الشباب والرياضة محمد المؤيدي ، الدورات حواضن وطنية ودينية وتربوية ومعرفية آمنة للأجيال لتلقي العلوم والمعارف النافعة.
ودشنت اليمن يوم السبت الـ 29 ابريل 2023 ، تحت شعار “علم وجهاد” افتتاح 9 الالاف و100 مركز صيفي يحتضن اكثر من “مليون ونص” طالب وطالبة في العاصمة صنعاء والمحافظات.
فلماذا لا يوجه العدوان ومرتزقته أبواق وسائل اعلامه تجاه ما تقدمه الكيان الصهيوني داخل مخيمات اطفالها الصيفية أو ان ميزانيات وسائله الضخمة مخصصه فقط للهجوم على مخيمات صنعاء الصيفية؟
الجواب في العقيدة الطائفية والمذهبية للعدوان ومرتزقته أن المراكز الصيفية في صنعاء تستغل الأطفال والشباب على التحريض والعنف وتعزيز الثقافة الطائفية، في حين هم يدركون ان حملاتهم الإعلامية هي منبع لتكريس الطائفية وزرع الفرقة داخل المجتمع ، في المُقابل تُكبح معاهدات الصداقة وصكوك الاتفاقيات الغير معلنة وخفايا علاقات التطبيع ، ابواق اعلامه في فضح برامج وخطط مخيّمات اللوبي الصهيوني الهادفة لتعزيز ثقافه الحرب وترسيخ مفاهيم الكراهية والعداء للعرب والإسلام في ذهنيات أطفال الكيان داخل المخيمات الصهيونية.
* لماذا الكيان الصهيوني يعسكر مخيماته الصيفية؟
يستغل الكيان الصهيوني المخيّمات الصيفيّة المصمّمة خصّيصًا على النمط العسكري،
على شكل ألعاب ومسابقات للأطفال تُحاكي عمليات “مكافحة الإرهاب”، بالإضافة إلى أنشطة تكنولوجية؛ للنشء مخصّصة للحرب الإلكترونيّة والتجسّس والأمن السيبراني.
ويتغلل الجيش الصهيوني بشكل مستمر في عموم حاضنات ومخيمات الأطفال الصيفية والمدارس والجامعات النظامية لاكتشاف مواهب الأطفال والشباب لإثراء صفوفه الكميّة والنوعيّة التي تخدم في وحداته القتاليّة.
في كتابه “ما بعد كيان إسرائيل” ينتقد مارسيلو سفيرسكي الكاتب الصهيوني والمحاضر في جامعة ولونجونج بأستراليا الحضور الطاغي للجيش الصهيوني وعسكَرَة قاعات المدارس النظامية والصيفية الصهيونية واشرافه المباشر على المنظومة التعليمية لاستقطاب الجيل الناشئ للانخراط في صفوفه.
* مخيّمات صيفية على الطريقة الصهيونية
خلصت ورقة بحثيّة للباحث دانا جولد عن جامعة ويسترن الكنديّة، إلى أنّ تأثير الجيش على المنظومة التعليمية في الكيان الصهيوني رسمت صورة سلبيّة في عقول الطلاب تجاة العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص استعدادا للحرب.
ووفقا لوسائل اعلام عبرية ، يكثف ضباط من الجيش الصهيوني ذو رتب عليا زيارات منتظمة لمقابلة طلاب المدارس والمخيمات الصيفية لسرد قصصهم الشخصية وبطولاتهم القتالية للتأثير على عقولهم وتوجيه رغباتهم للانضمام للخدمة العسكرية.
وبحسب استطلاع نشرته صحيفة عبرية أجرته داخل مخيم صيفي صهيوني العام الماضي حول “رغبات أطفال الكيان” ، عبر طفل صهيوني عن رغبته إلى الانضمام الى صفوف الجيش ، قائلاً : “أريد أن أخدم في الفرقة 8200″؛ وهي فرقة تابعة للجيش الصهيوني متخصّصة في عمليات التجسّس والمراقبة والاغتيالات وتعقّب جميع تحركات الفلسطينيين .
ووفقا ل سفيرسكي فأنّ وزارة التعليم الصهيونية صمّمت برنامجًا يُسمّى “الجيل التالي”، وهو مشروع مشترك بين “جمعية وإدارة الشباب” التابعة لوزارة التعليم وبين الجيش الصهيوني، بغية جذب النشء للخدمة العسكرية.
بدورها، نشرت صحيفة هآرتس العبرية، مؤخرا صوراً لجندي صهيوني بإحدى مدارس تل أبيب، يقوم بتدريب طلاب الصف الثاني أساسي ذو الثمانية أعوام على استخدام الأسلحة، ضمن ما يطلق عليه بـ”يوم الشرطة المجتمعي” في كيان العدو .
ووفقا للصحيفة ، تصرف وزارة التعليم الصهيونية حوافز مالية لمدرسي المدارس والمخيمات الصيفية على أساس النسب المئوية للطلاب الذين يؤدون خدمة عسكرية أو خدمة مدنية أو قومية.
* الإسلام والعلم
حثنا الدين الإسلامي الحنيف على طلب العلم وجعل له أهميته ومنزلةً رفيعة ، فقد أنزل الله تعالى أوّلّ خمس آيات من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم تتحدث عن العلم فقال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ صدق الله العظيم
وأمر الله سبحانه وتعالى نبيَّه أن يدعوه بطلب زيادة العلم، قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾.
وحث نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام على طلب العلم فقال فيما روي عنه: “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة” .
وقال (ص) :” من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”.
وقال (ص): “من خرج في طلب العلم، كان في سبيل الله حتى يرجع”.
وقال معلم البشرية (ص) :”علموا ابنائكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”.