إلى أين يتجه صراع جنرالات السودان !؟
السياسية: صادق سريع
قبل إحدى عشر يوما وتحديدا صبيحه يوم السبت الـ 15 ابريل 2023 ، استيقظ السودانيون على دوي أصوات الرصاص على وقع مواجهات عنيفة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعدد من أحياء وشوارع العاصمة الخرطوم عقب فشل التوصل الى اتفاق سياسي.
* أسباب الحرب
على الرغم من تعدد الخلافات السياسية فإن أبرز أسباب
بدء شرارة الحرب هو فشل الاتفاق على دمج قوات الدعم السريع التي يبلغ عددها أكثر من 100 ألف عنصر في الجيش السوداني ، والاختلاف على اختيار الشخصية التي ستتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات .
واتهم المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله قائلاً :” هاجم مقاتلوا قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان والجيش قام بواجبه في حماية البلاد”.
في المقابل قال المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع يوسف عزت :” هناك من يريد السيطرة على السلطة، وعدم إعادتها للشعب، فهو من أسقط النظام السابق، وهو من أوصل البرهان إلى كرسي رئاسة مجلس السيادة، لذا فعليه فهم ذلك، لا يمكن أن يكرر البرهان أفعال النظام السابق بالبقاء في السلطة”.
والشهر الماضي بدأت محادثات سياسية بين الطرفين لدمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار الخطة الانتقالية التي تفضي لعقد انتخابات جديدة في البلاد .
* حرب أبعد من صراع رجلين
يتبادل الجنرالات الاتهامات ، وبينما يقول البرهان انه يريد ان تكون التسوية شمولية وتضم كافة الاطراف والقوى السودانية، فان حميدتي يتهمه بانه يريد ادخال الاسلاميين الى النظام الجديد، ويقول أحيانا أن البرهان يسمح بعودة رجالات من الحقبة السابقة إلى السلطة.
وبحسب تقرير صحفي لموقع “اكسيوس” الأمريكي تناول تفاصيل ” الساعات الأخيرة” التي سبقت “لحظة الانهيار” التي قادت الى اندلاع الاشتباكات بين البرهان وحميدتي في 15 الشهر الحالي، فإن الصراع يمتد الى ما هو ابعد من البرهان وحميدتي.
ويرى محللون ان الصراع الحالي بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”، ليس صراع فقط عن عمق الخلافات الداخلية، وإنما أيضا عن الابعاد الخارجية للحرب، وتداعياتها الاقليمية المحتملة.
وبحسب المحللون، فلا تشير الاحداث الاخيرة ان الى نهاية وشيكة، حيث يتوعد الرجلان، البرهان وحميدتي، بمواصلة معركتهما، إلى أن يتخلص أحدهما من الآخر، وهو ما ينذر بسقوط هذه الدولة التي تعتبر من بين أكبر الدول العربية والافريقية مساحة، وعلى تماس مع منطقة ملتهبة اصلا، في اتون حرب اهلية لا تبقي ولا تذر.
– دعم سعودي – اماراتي
وبحسب تقارير اعلاميه ، فإن السعودية والإمارات توفران دعما قويا لقوات “الدعم السريع” التي يقودها حميدتي ، بينما يحظى البرهان بمساندة واضحة من جانب تركيا وقطر، ولذلك فإن هناك اتهامات ضده بانه اقرب الى التيار الاسلامي و”الاخوان” تحديدا، لكنها ليست مثبتة ضده، الا ان اصراره على ان تشمل التسوية السياسية التي رعتها واشنطن والرياض ولندن وأبوظبي، جميع الأطراف السوداني، بما في ذلك الإسلاميين الذين دعموا سابقا البشير، الرئيس المخلوع، تعزز الشبهات حوله.
* مبادرة دولية
أعلن مسؤول أميركي، امس الإثنين ، عن مبادرة دولية بهدف إطلاق وساطة حوارية، تستضيفها الرياض في الاسابيع المقبلة لجمع طرفيّ الصراع في السودان.
ووفقاً لـ موقع “سكاي نيوز عربية”، ذكر المسؤول الامريكي
أن “وفدا دبلوماسيا مشتركا يضم ممثلين عن وزارات الخارجية الأميركية والسعودية والإماراتية والمصرية والاتحادين الأفريقي والأوروبي، يجري اتصالات الآن بهدف جمع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو في لقاء بالعاصمة السعودية الرياض خلال أسابيع”.
ورفض المسؤول الأميركي في واشنطن، الافصاح عن تفاصيل خطة التسوية السياسية المقترحة، إلا أنه أصرّ على أن الاطراف الخارجيين العاملين على إطلاق مبادرة حلّ سياسي، يشترطون وقفا كاملا لاطلاق للنار.
وعن موعد وتفاصيل المبادرة الحوارية، ختم المسؤول ان الاعلان قد يصدر عن السعودية في الأيام الآتية.
* تفاصيل الاحداث والمواجهات في السودان
منذ انقلاب أكتوبر 2021، يدير مجلس السيادة الحكم في السودان، وهناك قائدان عسكريان في قلب النزاع: قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان، من جهة، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، من جهة أخرى.
وأدى القتال الذي اندلع في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل إلى تقويض خطة مدعومة دولياً للانتقال إلى الحكم المدني بعد إطاحة الرئيس عمر البشير في عام 2019، والذي تولى السلطة في انقلاب عام 1989.
ويدور الصراع بين رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وبين القائد الثري لقوات الدعم السريع شبه العسكرية الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، وهو أيضاً نائب البرهان في مجلس السيادة.
* لماذا يمسك الجيش بزمام الحكم؟
القتال الحالي يأتي بعد سلسلة من المشاكل التي أعقبت الإطاحة بالرئيس عمر البشير من سدة الحكم عام 2019. واندلعت احتجاجات كبيرة في شوارع البلاد للمطالبة بإنهاء حكمه الذي دام نحو ثلاثة عقود. وقاد الجيش انقلاباً للتخلص منه. لكن المدنيين واصلوا المطالبة بدور في مشروع الانتقال إلى حكم ديمقراطي.
وتشكلت حكومة مشتركة من المدنيين والعسكريين، لكنها سقطت لاحقاً بعد انقلاب عسكري آخر في أكتوبر 2021.
ومنذ ذلك الحين، تصاعدت حدة التنافس بين البرهان وحميدتي.
ووضع إطار لاتفاق حول نقل السلطة إلى المدنيين في ديسمبر، لكن المحادثات حول تنفيذ تفاصيله فشلت.
* اهميه موقع السودان؟
يقع السودان في شمال شرق إفريقيا على حدود سبع دول، من ضمنهم دولتان قويتان. إذ تحدها مصر من الشمال و إثيوبيا من الشرق.
كما أن لديها شريطا ساحليا مع البحر الأحمر، وهو منفذ ضروري لأغراض التجارة.
كانت ذات يوم أكبر دولة في القارة من حيث المساحة حتى نال جنوب السودان استقلاله في عام 2011 بعد عقود من الحرب الأهلية.
ماذا يريد الجنرالين؟
قال الفريق حميدتي إن انقلاب عام 2021 كان خطأً وحاول تقديم نفسه وقوات الدعم السريع على أنهما يقفان بجانب الشعب ضد النخبة الحاكمة في الخرطوم.
وعلى الرغم من أنه يحظى ببعض الدعم، يجد آخرون صعوبة في تصديق هذه الرسالة، نظرا لسجل الأعمال الوحشية التي تُتهم بها قواته شبه العسكرية، والتي تعرف باسم الدعم السريع.
في غضون ذلك، قال الفريق البرهان إن الجيش سيسلم السلطة بشكل كامل، ولكن فقط لحكومة منتخبة، مهمشا بذلك الممثلين المدنيين المُتوقع أن يكونوا جزءا من اتفاق تقاسم السلطة.
لكن هناك شكوك في أن الرجلين العسكريين وأنصارهما قلقون بشأن ما قد يحدث لثرواتهم ونفوذهم إذا تركوا مناصبهم السيادية.
* من هي قوات الدعم السريع؟
تشكلت عام 2013 وتعود أصولها إلى ميليشيا الجنجويد التي قاتلت بضراوة المتمردين في دارفور.
ومنذ ذلك الحين، سعى الجنرال دقلو إلى تأسيس قوات قوية تدخلت في صراعات في اليمن وليبيا، وهي تسيطر على بعض مناجم الذهب في السودان.
واتهمت بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك مجزرة قتل فيها أكثر من 120 متظاهرا في يونيو 2019.
ونظر إلى تنامي هذه القوة خارج إطار الجيش على أنها مصدر لعدم الاستقرار في البلاد.
أضفى البشير الشرعية على هذه الميليشيا بتسميتها “قوات الدعم السريع” وفق مرسوم رئاسي أصدره في عام 2013. وكان قوامها الأساسي مكونا من 5000 عنصر، كانوا مسلحين ونشطين قبل ذلك بوقت طويل.
* اختلاف الجنرالين
اختلف الرجلان على الاتجاه الذي تسير فيه البلاد وعلى مقترح الانتقال إلى حكم مدني، ولكن وفقاً للجدول الزمني المتوافق عليه، فقد كان من المفترض الإعلان عن رئيس وزراء جديد ومناصب أخرى يوم الثلاثاء، 11 أبريل 2023، إلا أن الموعد النهائي قد انقضى بعد أن فشل الطرفان في التوقيع على الاتفاق الإطاري الذي تم الإعلان عنه في الخامس من ديسمبر الماضي مرتين، بسبب الخلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
* احصائيات القتلى والجرحى
منذ اندلاع الاشتباكات وصل عدد القتلى الى اكثر من 291 قتيلاً و1699 مصاباً وفق آخر حصيلة لنقابة أطباء السودان اليوم الثلاثاء.
ميدانياً ، شهدت الخرطوم اليوم الثلاثاء هدوءاً حذراً، فيما أفادت أنباء بانقطاع واسع لخدمة الإنترنت في البلاد ، مع استمرار عمليات الاجلاء بضمان الطرفين المتصارعين، أي قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع حميدتي.
* سيناريوهات الحرب
توقع الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد أمين إسماعيل مجذوب ثلاثة سيناريوهات محتملة:
الأول: انتصار الجيش السوداني والقضاء على قوات الدعم السريع، لتنتشر قوات الجيش في كافة المناطق والأحياء وعودة الأمن القومي السوداني والحياة لطبيعتها ولكن بشكل جديد.
الثاني: وقف لإطلاق النار بعد تدخل الوساطات من الدول الشقيقة والصديقة وبالتالي تبدأ عملية التفاوض حول النقاط الأساسية بالإضافة إلى المحاكمات العسكرية انتهاءاً بدمج قوات الدعم السريع المتبقية مع قوات الجيش السوداني.
الثالث: وقف إطلاق النار وعودة الجميع للتسوية، ومن الممكن عدم وجود قوات الدعم السريع كطرف رئيسي في العملية التفاوضية، إضافة إلى دخول طرف آخر من القوى السياسية الأخرى مع تعديل المشروع السياسي، وذلك للذهاب لفترة انتقالية جديدة بشكل ديمقراطي وصولاً للانتخابات السودانية.
* أبعاد الصراع إقليميا ودوليا
يثير الصراع قلق الدول المجاورة والصين وروسيا والولايات المتحدة وبلدان أخرى لأسباب تمتد من القلق في شأن مياه النيل المشتركة وخطوط أنابيب النفط إلى شكل الحكومة الجديدة وأزمة إنسانية جديدة تلوح في الأفق.
ـ مصر
تشعر القاهرة بالقلق من الاضطرابات السياسية في الدولة الواقعة على حدودها الجنوبية منذ انتفاضة 2019 التي أطاحت البشير ، حيث يزيد عدد الجالية السوداني عن 4 مليون سوداني في مصر بينهم نحو 60 ألف لاجئ وطالب لجوء.
وتشعر مصر والسودان اللتان تعتمدان على نهر النيل كمصدر للمياه العذبة، بالقلق من التهديدات التي تتعرض لها إمداداتهما من مشروع سد النهضة الإثيوبي عند منبع النهر على النيل الأزرق. وتدفع الدولتان باتجاه تنظيم عمل السد الإثيوبي، وأي توتر في العلاقات بين الخرطوم والقاهرة قد يعرقل جهودهما للتوصل إلى اتفاق في شأن السد.
ـ ليبيا
لعب المرتزقة ومسلحو الميليشيات السودانيون دوراً نشطاً مع طرفي الصراع الداخلي الذي قسم ليبيا بعد عام 2011. وعاد كثيرون منهم إلى السودان في السنوات الأخيرة، مما أسهم في تأجيج التوترات في إقليم دارفور بغرب البلاد، حيث احتدم صراع آخر منذ سنوات، واستمر القتال حتى بعد التوصل إلى اتفاق مع بعض الجماعات المتمردة في عام 2020.
ـ تشاد
قالت الأمم المتحدة إنه منذ بدء أحدث قتال، وصل نحو 20 ألف لاجئ سوداني آخر إلى تشاد، الدولة الفقيرة جارة السودان الغربية التي وصل إليها في صراعات سابقة نحو 400 ألف نازح سوداني.
وتشعر تشاد بالقلق من امتداد الأزمة عبر الحدود إلى المناطق التي تستضيف فيها اللاجئين، ومعظمهم من دارفور.
وأثناء الصراع في دارفور، تعرضت تشاد لغارات عبر الحدود من الميليشيات العربية في السودان التي تعرف باسم “الجنجويد”، والتي أصبحت قوات الدعم السريع.
وهاجم أفراد هذه الميليشيات اللاجئين من دارفور والقرويين التشاديين واستولوا على الماشية وقتلوا من قاومهم.
ـ دول الخليج
تسعى السعودية والإمارات منذ فترة طويلة إلى تشكيل الأحداث في السودان، واعتبرتا الانتقال من حكم البشير سبيلاً لدحر نفوذ الإسلاميين وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأبرم مستثمرون من البلدين صفقات للاستثمار في مجموعة من المشروعات في مجالات تمتد من مشروعات الزراعة التي يتمتع فيها السودان بقدرات كامنة هائلة تعتمد على مساحات كبيرة من أراضي الري، إلى مجال مشروعات الطيران والموانئ الاستراتيجية على ساحل البحر الأحمر.
ـ جنوب السودان
دولة انفصلت عن السودان في عام 2011 بعد حرب أهلية استمرت عقوداً، وتصدر إنتاجها النفطي البالغ 170 ألف برميل يومياً عبر خط أنابيب يمر عبر جارتها الشمالية.
ويقول محللون إنه ليس من مصلحة أي من طرفي الصراع في السودان تعطيل تلك التدفقات، لكن حكومة جنوب السودان قالت هذا الأسبوع إن القتال أعاق بالفعل الروابط اللوجيستية والنقل بين حقول النفط وبورسودان.
ويستضيف السودان 800 ألف لاجئ من جنوب السودان. وأي عودة جماعية قد تفاقم الضغوط على الجهود المبذولة لتوفير المساعدات الأساسية لأكثر من مليوني نازح في جنوب السودان ممن فروا من ديارهم داخل البلاد بسبب الحرب الأهلية.
ـ إثيوبيا
تندلع دورياً مناوشات على طول المناطق الحدودية المتنازع عليها بين السودان وإثيوبيا. ويقول محللون إن أياً من الجانبين ربما يستغل الاضطرابات في السودان للضغط من أجل تحقيق هدفه.
وستراقب إثيوبيا أيضاً التطورات في ظل التوترات في شأن سد النهضة الذي تبلغ كلفته أربعة مليارات دولار ويقول السودان إنه قد يمثل تهديداً لسدوده القائمة على النيل.
ـ إريتريا
يستضيف السودان أكثر من 134 ألف لاجئ وطالب لجوء من إريتريا، وهو السبيل الرئيس للإريتريين الفارين من التجنيد الإجباري الذي يفرضه نظام حكم أسمرة.
وفر كثير من اللاجئين الإريتريين في شمال إثيوبيا من مخيماتهم أثناء القتال في تيغراي بين عامي 2020 و2022. وقد يتعرض اللاجئون الإريتريون في السودان لمحنة مماثلة إذا تفاقم أي صراع خارج الخرطوم
ـ روسيا
أبرمت موسكو التي تسعى منذ فترة طويلة إلى توفير موانئ في مياه دافئة لقواتها البحرية، اتفاقاً مع البشير على أن يستضيف السودان قاعدة بحرية، لكن قادة عسكريين سودانيين قالوا إن هذا المشروع ما زال قيد المراجعة. ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2020 على إقامة منشأة بحرية روسية في السودان تكون قادرة على رسو سفن تعمل بالطاقة النووية.
– الولايات المتحدة
واشنطن متوجسة منذ عهد البشير ، من محاولات التوغل
الصيني في السودان، حيث سعت بكين الى ابرام اتفاقات نفطية ومشاريع عديدة قدرت بمليارات الدولارات ودخلت شركة الوطنية الصينية للنفط، السوق السودانية في العام 1995، وجعلت من السودان يتحول من دولة مستوردة للنفط، إلى دولة مصدرة للمرة الاولى. وكان ذلك قبل انفصال الجنوب بنحو 6 سنوات فقط.
* عمليات الإجلاء
كثفت الدول جهودها لإجلاء رعاياها وأفراد بعثاتها الدبلوماسية عبر البر والبحر والجو في غياب أي أفق لإنهاء الاشتباكات ، وفيما يشكل المطار الرئيس في الخرطوم مسرحاً لاقتتال عنيف مع سيطرة قوات الدعم السريع عليه، تجري عمليات إجلاء عدة عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر الواقع على بعد 850 كيلومتراً من العاصمة، فيما تشكل جيبوتي محطة أساسية لعمليات الإجلاء الجوي، إذ تحط فيها طائرات عسكرية تنقل المدنيين من السودان.
وأعلنت دول عدة إتمام عمليات إجلاء مواطنيها ودبلوماسيتها من السودان، بما فيها الولايات المتحدة وكندا، وفرنسا وإيطاليا وهولندا وألمانيا وإسبانيا واليونان وسويسرا وإيرلندا والسويد وبريطانيا والنرويج وبولندا وتركيا ومصر والسعودية والأردن والعراق ولبنان وليبيا وتونس ، فيما تستعد دول أجنبية أخرى لعمليات إجلاء .
* ميزان القوى العسكري ؟
الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد أمين إسماعيل مجذوب قال لبي بي سي:” إن أعداد قوات الدعم السريع والبالغة 100 ألف مقاتل هو أمر مبالغ فيه ولا تزيد عن 45 ألفا فقط، بسبب وجود نظام داخلي للإجازات، أي بمعنى أن نصف القوات في الخدمة والنصف الآخر خارجها”.
وأضاف: “أساس قوات الدعم السريع قبلي وعشائري وقائم بدعم من نظام الرئيس السابق البشير، ولا توجد مقارنة بالتسليح بينها وبين الجيش السوداني، كما أن الجيش السوداني يمتلك معدات عسكرية من طائرات ومدافع يتفوق بها على قوات حميدتي ولكنه لن يستخدمها بشكل مفرط حفاظا على الأمن القومي والمدني والتزاماً بالاتفاقيات الدولية وقواعد الاشتباكات”.
في حين قالت الصحفية المتخصصة بالشؤون الإفريقية بجريدة السودان صباح موسى :”إن قوات الدعم السريع ليست ميلشيات عادية بل هي موازية في قوتها للجيش السوداني لديها تسليح حديث، كما أن قائدها حميدتي يمتلك علاقات دولية واسعة بمؤسسات عسكرية عالمية، كما وشاركت قواته بحروب متعددة مثل حرب اليمن وبدعم خليجي، بالإضافة إلى سيطرتها على مناجم الذهب والاستثمارات الداخلية والخارجية”.
واعتبرت موسى أن القدرات بين الطرفين متقاربة إلى حد كبير، ولكن التفوق للجيش سيُحسم من خلال الطائرات الحربية والتي ستكون نقطة الفصل على أرض المعركة.
الاشتباكات مستمره داخل العاصمة الخرطوم مع احتدام القتال الذي اندلع السبت الماضي رغم الاتفاق الهش على هدنة انسانيه ، وتدعي قوات الدعم السريع منذ يوم الأحد احتلال مواقع في العاصمة الخرطوم، مثل القصر الرئاسي، ومدينة أم درمان المجاورة، وكذلك في المنطقة الغربية من دارفور ومطار مروي في شمال البلاد، لكن الجيش أكد أنه تمكن من استعادة السيطرة على مطار مروي شمالي البلاد بعد قتال عنيف مع عناصر من الدعم السريع.
وترى موسى ،ان الحرب ستطول ولن تكون خاطفة لأن كل طرف سيحاول حسم المعركة بالعاصمة، ولو استحالت الأمور على حميدتي فإن سيناريو انسحابه إلى دارفور (معقل قوات الدعم السريع) أمر وارد، خصوصاً إذا حُوصر من قبل الجيش، وحتى لو انسحب إلى دارفور فإنه لن يجد الدعم الكافي بالنظر إلى إعلان العديدَ من أبناء عمومته والقبائل العربية دعمَها للجيش السوداني، وبالتالي فإن مصلحة حميدتي في المعركة هي إنهاؤها بالخرطوم، ولكن من الصعب حدوث ذلك بسبب تخبط قواته بالعاصمة”.
بينما اعتبر اللواء مجذوب أن الصراع الدائر بين الطرفين هو صراع داخلي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي تعتبر جزءاً من المكون العسكري السوداني، ولكنها تأخذ نمط “حرب شوارع ومدن”، تُستخدم فيها العربات الصغيرة والأسلحة الخفيفة، مما أطال فترة الاشتباكات.
وأضاف: “الجيش يتفوق بالمدرعات والدبابات والمدفعية، وإذا استطاع حميدتي الخروج من الخرطوم حياً إلى دارفور، فسيعود شخصاً عادياً، يقود مجموعة متمردة، متجرداً من جميع مناصبه السابقة، ولكني اعتقد أنه سيبتعد عن المشهد السياسي مغادراً السودان، إلا إذا كان هناك تسوية سياسية ومفاوضات، فمن الممكن أن يعود لممارسة حياته الطبيعية في البلاد”.
* 4 صدمات في 10 سنوات
يرى المحلل والكاتب عبد العظيم الأموي أن السودان تعرض لأربع صدمات خلال السنوات العشر الماضية خلفت تداعيات اقتصادية كبيرة آخر هذه الصدمات الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023
الأولى: خروج إيرادات البترول من موازنة الدولة بانفصال الجنوب في2011.
الثانية : الانهيار الاقتصادي الكبير خلال الفترة بين (2015 – 2019).
الثالثة : انقلاب 25 أكتوبر 2021، والذي تسبب في فقدان السودان تعهدات المجتمع الدولي بالمساعدات المالية وضياع فرصة إعفاء الديون التي حصل عليها السودان في 14 يوليو (تموز) 2021 قبل ثلاثة أشهر من الانقلاب.
الرابعة: اندلاع الحرب الحاليه في 15 أبريل 2023، التي صعبت حياة السودانيين، وفتحت البلاد نحو المجهول، ولا يعلم أحد متى تنتهي هذه الحرب العبثية التي تدور الآن.
* أثار اقتصادية
وفقا للأموي هناك تأثيرات اقتصادية كارثية لهذه الحرب ستفاقم أداء موازنة الدولة، وسيكون من الصعب جمع الإيرادات المرصودة في موازنة 2023، كما أنه من المتوقع انكماش الاقتصاد في هذا العام، وهذا يعني زيادة معدلات الفقر، لعدم انخراط قطاعات كبيرة في الإنتاج. وسيؤثر إغلاق مطار الخرطوم سلباً على صادرات الذهب، كما سيكون لتوقف مصفاة الذهب تأثير سلبي في الصادر.
وخسرت الخرطوم نحو 70 % من عوائدها النفطية لصالح الدولة الوليدة التي تبلغ مساحتها 620 الف كيلومتر مربع. وكانت التقديرات تشير الى ان انتاج النفط في السودان بلغ في العام 1999، نحو 450 ألف برميل يوميا، ومع استقلال الجنوب انخفض فورا الى 110 آلاف برميل يوميا.
* من هو عبد الفتاح البرهان؟
– تولي عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس العسكري الانتقالي خلفا لوزير الدفاع الفريق عوض بن عوف، الذي استقال من منصبه بعد يوم واحد فقط من توليه رئاسة المجلس وعزله للرئيس السابق عمر البشير.
– أعلن بن عوف في أبريل 2019، أنه اختار الفريق عبد الفتاح البرهان رئيسا جديدا للمجلس العسكري، واستلم مهامه رسمياً بعد أداء اليمين الدستورية.
– لم يكن اسم البرهان حاضرا في مقدمة المشهد السياسي السوداني في السابق، فقد عرف بأنه عسكري مُنضبط، تدرج في مختلف المراتب العسكرية منذ أن خدم في الجيش السوداني ضابطا في سلاح المشاة، حتى أصبح قائدا للقوات البرية.
– وفي فبراير 2019، أعلن البشير عن تعديلات في قيادات الجيش، شملت ترقية البرهان من رتبة فريق ركن إلى فريق أول، وتوليه منصب المفتش العام للقوات المسلحة.
– تولي البرهان رئاسة المجلس العسكري الانتقالي خلفا لوزير الدفاع في شهر ابريل .
– في أكتوبر 2021 حل رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان مجلسي السيادة والوزراء وأعلن حالة الطوارئ في البلاد، وتعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية.
جاء ذلك بعد ساعات من اعتقال عدد من الوزراء والمسؤولين المدنيين في السودان من بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
– يصفه عدد من زملائه بأنه شخص يتسم بالاعتدال وظل عسكريا ملتزما بعيدا عن الانتماء إلى أي تنظيم سياسي.
– ترجع جذور البرهان إلى ولاية نهر النيل الواقعة إلى الشمال من العاصمة الخرطوم، ولد في عام 1960 في قرية قندتو في أسرة دينية تتبع الطريقة الختمية، وهي إحدى الطرق الصوفية الكبرى في السودان، وكان لها دورها في الحياة السياسية السودانية ممثلة بالحزب الاتحادي الديمقراطي، المنافس التقليدي لحزب الأمة.
– برز اسم البرهان في فبراير 2019، مع إعلان البشير لتعديلات في قيادات الجيش. وشملت قرارات البشير ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول، وتوليه منصب المفتش العام للقوات المسلحة بعد أن كان قائدا للقوات البرية.
– تخرج البرهان في الدفعة 31 من الكلية الحربية، وعمل ضابطا في قوات المشاة، وغيرها من وحدات الجيش. وشارك في حرب دارفور، وكذلك المعارك التي سبقت انفصال جنوب السودان عن شماله.
– تولى العديد من المناصب، من بينها ملحقا عسكريا في الصين، وقائدا لقوات حرس الحدود، ورئيس أركان عمليات القوات البرية، ثم رئيس أركان القوات البرية.
– لديه ثلاثة أبناء، ولدان وبنت، درس أكبرهم في جامعة الخرطوم.
* من هو حميدتي؟
– رقي في 13 أبريل عام 2019، الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي” إلى رتبة فريق أول، وتم تعيينه نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي ترأسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وذلك في أعقاب عزل الرئيس السوداني عمر البشير في 11 أبريل.
– عين النائب الأول لرئيس المجلس السيادي المكون من 11 عضوا ستة مدنيين وخمسة عسكرييين والذي ترأسه البرهان لقيادة المرحلة الانتقالية لمدة 39 شهراً.
– أحد العناصر الأساسية التي أطاحت بالرئيس السابق البشير.
– ينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان.
– ترك الدراسة في عمر مبكر وعمل في العشرينات من عمره في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، فضلا عن حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته.
– جنى حميدتي ثروة كبيرة من عمله هذا في التسعينيات، مما مكنه من تشكيل ميليشيا قبلية خاصة به تنافست مع ميلشيات قبلية أخرى، وعند اكتشاف الذهب في جبل عامر سيطرت ميليشياته على مناجمه.
– بدأت قصة حميدتي في عام 2003، عندما حشدت حكومة البشير قوات من الرعاة العرب لمحاربة المتمردين الأفارقة في دارفور، وكانت نواة هذه القوات، التي عرفت لاحقا باسم “الجنجويد” مؤلفة من رعاة إبل من عشيرتي المحاميد والماهرية، من قبائل الرزيقات في شمال دارفور والمناطق المتاخمة لها في تشاد.
وخلال الحرب الضارية في دارفور بين عامي 2003-2005، كان قائد الجنجويد الأكثر شهرة والأسوأ سمعة هو موسى هلال، زعيم عشيرة المحاميد.
– برز حميدتي الذي كان يعمل إلى جانب هلال، عندما تمكن من توسيع الميليشيا التي يقودها من الماهرية وضم إليها قبائل أخرى، لينافس زعيمه السابق هلال وليستعين به البشير لاحقا إثر خلاف مع الأخير.
* أبرز الأزمات السياسية في السودان .. تسلسل زمني :
ـ حرب أهلية وانقلابات
1958 – الفريق إبراهيم عبود يتزعم انقلابا على الحكومة المدنية التي تم انتخابها في وقت سابق من العام برئاسة عبد الله خليل، في أعقاب تفاقم الخلافات والانقسامات داخل الأحزاب السودانية وفيما بينها.
1962 – اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان بين الجيش وحركة أنانيا التي كانت تطالب بحكم ذاتي للجنوب.
1964- تفجر ثورة “أكتوبر” الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس الفريق إبراهيم عبود، الذي اضطر إلى تسليم السلطة لحكومة انتقالية وسط الضغوط الجماهيرية.
1969 – العقيد أركان حرب جعفر محمد النميري ينقلب على حكومة الرئيس إسماعيل الأزهري، ويعلن استيلاء القوات المسلحة السودانية على السلطة في البلاد وتشكيل مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء اللذين مثلا معا السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلاد.
1971 – حركة “يوليو التصحيحة” العسكرية تنفذ انقلابا عسكريا ضد النميري بزعامة الرائد هشام العطا، وتتسلم السلطة لثلاثة أيام فقط يعود بعدها النميري للحكم مرة أخرى.
1972 – انتهاء الحرب الأهلية بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا بين حكومة الخرطوم وقادة التمرد في الجنوب، والتي تضمنت مشروع القانون الأساسي لتنظيم حكم ذاتي إقليمي في مديريات السودان الجنوبية.
ـ فرض الشريعة الإسلامية
1983 – اندلاع الحرب الأهلية الثانية في الجنوب بين القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة مؤسس الحركة جون قرنق الذي طالب بإعادة صياغة منهج الحكم وتفكيك قبضة الحكومة المركزية في الشمال على الإقليم الجنوبي، وذلك بعد أن خالف النميري قانون الحكم الذاتي بموجب اتفاق أديس أبابا وقسم الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم.
1983 – الرئيس جعفر النميري يصدر “قوانين سبتمبر” التي قام بموجبها بإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية، وسط تصاعد حدة الخلافات بينه وبين التيار اليساري. وقد ساعده في صياغة القوانين مجموعة من الإسلاميين على رأسهم الدكتور حسن الترابي.
1985 – الإطاحة بالرئيس النميري بينما كان في رحلة علاجية إلى واشنطن، وسط انتفاضة شعبية شملت جموعا من الشعب والنقابات والاتحادات العمالية والأحزاب. وقد أعلن وزير الدفاع آنذاك الفريق عبد الرحمن سوار الذهب انحياز القوات المسلحة إلى الشعب، وشكل مجلسا عسكريا أعلى لإدارة مرحلة انتقالية تحت رئاسته، وحدد مدة هذه الفترة بسنة واحدة.
1986 – تشكيل حكومة ائتلافية بزعامة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، بعد انتخابات شهدت صعودا غير مسبوق للتيار الإسلامي.
1989 – العميد عمر حسن البشير يقود انقلابا ضد حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي، بدعم من الجبهة الإسلامية القومية برئاسة حسن الترابي، ويتولى منصب رئيس مجلس قيادة ما عرف بـ “ثورة الإنقاذ الوطني”، ويصبح حاكما للبلاد.
1993 – حل مجلس قيادة الثورة وتعيين عمر البشير رئيسا للجمهورية.
1999 – الرئيس البشير يأمر بحل المجلس الوطني (البرلمان) وإعلان حالة الطوارئ في البلاد إثر صراع على السلطة بينه وبين رئيس البرلمان حسن الترابي.
ـ السلام مع الجنوب وأزمة دارفور
2002 – محادثات بروتوكول ماتشاكوس في كينيا تفضي إلى توقيع اتفاقية إطار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي لتحرير السودان لإنهاء الحرب الأهلية، والتي نصت على فترة انتقالية يجري بعدها استفتاء تحت رقابة دولية يقرر من خلاله أهل الجنوب ما إذا كانوا يرغبون في الانفصال.
2004 – تحرك قوات الجيش إلى دارفور في غرب السودان للقضاء على حركة التمرد التي اتهمت السلطة المركزية في الخرطوم بتهميش الإقليم، ونزوح مئات الآلاف من سكان دارفور إلى دولة تشاد المجاورة. وزير الخارجية الأمريكية آنذاك كولين باول يصف الوضع في دارفور بأنه إبادة جماعية.
2005 – توقيع اتفاق سلام بين الحكومة ومتمردي الجنوب.
2005 – مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على منتهكي اتفاق وقف إطلاق النار في دارفور، ويقرر إحالة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في الإقليم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
2005 – زعيم المتمردين الجنوبيين السابق جون قرنق يؤدي اليمين الدستورية نائبا للرئيس عمر البشير في يوليو، ثم يلقى حتفه في حادث تحطم طائرته في آب.
2005 – صدور دستور جديد يعطي قدرا كبيرا من الحكم الذاتي للجنوب.
2006 – الخرطوم توقع اتفاق سلام مع الفصيل المتمرد الرئيسي في دارفور، حركة تحرير السودان، في حين يرفض فصيلان متمردان آخران الاتفاق، ويتواصل القتال في الإقليم.
2007 – مجلس الأمن الدولي يصدر قرارا بشأن إرسال قوة لحفظ السلام في دارفور قوامها 26 ألف جندي، وحكومة الخرطوم تقول إنها ستتعاون مع بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (اليوناميد).
2008 – تصاعد حدة التوتر بين السودان وتشاد بعد شن جماعات متمردة من دارفور غارات على مدينة أم درمان، والسودان يتهم تشاد بالتورط في تلك الغارات ويقطع علاقاته الدبلوماسية معها.
2010 – حركة العدالة والمساواة، الفصيل المتمرد الرئيسي في دارفور، توقع اتفاق سلام مع الحكومة، والبشير يعلن انتهاء الحرب في الإقليم. لكن إخفاق الجانبين في الاتفاق على التفاصيل وتواصل الاشتباكات مع جماعات متمردة صغيرة أخرى يعرض الاتفاق للخطر.
2011 – استقلال جنوب السودان بعد استفتاء شعبي.
2014 – كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية يعلن وقف التحقيقات في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في دارفور بسبب غياب الدعم من قبل الأمم المتحدة.
رحلة عبدالفتاح البرهان من الظل إلى قيادة المجلس العسكري الانتقالي في السودان
كيف أصبح حميدتي لاعباً أساسياً في المعادلة السياسية في السودان؟
ـ الإطاحة بالبشير
2018 – خروج احتجاجات شعبية للتنديد بارتفاع أسعار المواد الأساسية وندرة الكثير من السلع في الخرطوم وغيرها من المدن، تتحول بنهاية العام إلى مظاهرات حاشدة عبر أنحاء البلاد تطالب بإسقاط النظام.
2019 – الرئيس البشير يعلن حالة الطوارئ في فبراير ويقيل عددا من كبار المسؤولين الحكوميين والإقليميين، في محاولة لإنهاء المظاهرات المستمرة منذ أسابيع والتي لقي خلالها نحو 40 شخصا مصرعهم.
2019 – الجيش يطيح بالبشير في انقلاب عسكري في أبريل، ويبدأ محادثات مع المعارضة حول فترة انتقالية باتجاه التحول إلى الديمقراطية.
2019 – عبد الله حمدوك يتولى رئاسة حكومة جديدة في سبتمبر ضمن اتفاق لتقاسم السلطة مدته ثلاث سنوات مع الجيش وممثلين عن المجتمع المدني وقادة الاحتجاجات.
2021، أكتوبر – قوات الأمن تعتقل حمدوك والعديد من القيادات المدنية، وذلك بعد أسابيع من تبادل الاتهامات بين القوى المدنية والعسكرية والإعلان عن محاولة انقلاب فاشلة. وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان يعلن حل الحكومة المدنية وغيرها من الهيئات الانتقالية.
2021، نوفمبر – بعد خروج عدد من المظاهرات الحاشدة احتجاجا على الانقلاب الذي أدى إلى تعليق غالبية الدعم المالي الدولي للسودان، الإعلان عن اتفاق بين القادة العسكريين وحمدوك لإعادة تعيينه رئيسا للوزراء، لكنه لا يستمر في المنصب سوى شهرين ويعلن استقالته في بداية العام التالي.
2022، أكتوبر – خروج حشود ضخمة إلى الشوارع في ذكرى الانقلاب الأولى، فيما اعتبر واحدة من أكبر المسيرات المناهضة للجيش.
2022، ديسمبر – قوى مدنية توقع اتفاقا إطاريا مع الجيش لبدء عملية جديدة للانتقال السياسي مدتها عامان وتعيين حكومة مدنية.
2023، الخامس من أبريل: تأجيل توقيع الاتفاق النهائي للمرحلة الانتقالية للمرة الثانية وسط خلافات حول ما إذا كان الجيش سيخضع لإشراف مدني، وحول خطط دمج قوات الدعم السريع شبه العسكرية في الجيش.
2023، 13 أبريل: الجيش يحذر من أن تعبئة قوات الدعم السريع داخل الخرطوم ومدن سودانية أخرى بدون تنسيق مع الجيش قد تؤدي إلى صراع مسلح بين الجهتين.
2023، 15 أبريل: اندلاع اشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم وبعض المدن الأخرى.
ويبقى السؤال ..
من سيتمكن من التخلص من غريمه العسكري في ظل المواجهات المشتعله الآن..؟
هل البرهان او حميدتي؟..
او ان هناك مبادره دوليه منقذه للجنرالين الخصمين.