السياسية:

اتفقت المملكة العربية السعودية وإيران على استئناف العلاقات الثنائية، وإعادة فتح السفارتين والبعثات الدبلوماسية خلال مدة أقصاها شهران، حسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية وإيرانية رسمية.

وذكرت العديد من المصادر الإخبارية، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني التقى وزير الدولة السعودي مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان في العاصمة الصينية بكين، حيث تم التوصل إلى الاتفاق.

ولفتت تلك المصادر إلى أنه صدر بيان مشترك جاء فيه أن وزيري خارجية البلدين سيلتقيان لتنفيذ هذا القرار واتخاذ الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء.

وأضاف البيان الذي نشرته “تسنيم” أن البلدين أكدا على “احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض”. وفي يناير عام 2016، قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد الاعتداء على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران، وسط احتجاجات إيرانيين على قيام السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.

وحول هذا السياق، عبرت وسائل إعلام إسرائيلية عن القلق الإسرائيلي من التقارب الإيراني السعودي، وتقول إنّ “الاتفاق ضربة للصراع الإسرائيلي ضد النووي الإيراني، لا يمكن الحد منها”.

وبعد إعلان إيران والسعودية، من العاصمة الصينية بكين، اتفاقهما على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين، توالت ردود الأفعال الإسرائيلية، التي عبّرت عن قلق عميق ومخاوف من هذا التقارب.  وفي عدة تقارير، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تبادل الاتهامات في كيان الاحتلال، وعن الفشل بعد الاتفاق السعودي الإيراني.

ونقلت قناة “كان” الإسرائيلية، عن مصدر سياسي كبير، قوله إنّ “يائير لابيد، زعيم المعارضة، مسؤول عن التقارب بين السعودية وإيران”.

وأشار إلى أن “السعودية تشعر بوجود ضعف أميركي وإسرائيلي. لذلك، توجهت الى آفاق أخرى”. أمّا روعي كايس، معلّق الشؤون العربية في قناة “كان”، فقال إنه “لا يجب الاستخفاف به (التقارب السعودي الإيراني). ومن جانب آخر، لا يجب الدخول في حالة هيستريا”، مضيفاً إنّه “يجب الانتظار لمعرفة إذا كان هذا الاتفاق سينفَّذ، وكيف سينفَّذ”. وبعد ذلك، تساءل: “هل سيفتحان السفارات بعد شهرين؟ سيكون من المثير رؤية ذلك”.  إلّا أنّ النقطة الأكثر اهتماماً، والتي يجب التركيز عليها، وفق كايس، هي “الوساطة الصينية”، مشدداً على ضرورة متابعتها.

حالة القلق نفسها، عبّرت عنها كارميلا مناشيه، المحللة في الشؤون العسكرية، حيث قالت: “أنا أعتقد أن ذلك يٌقلق كثيراً إسرائيل. وأنا اسأل أين كانت الاستخبارات، وهل علمت، لأننا نحن لم نعلم بذلك”. وفي حديثها إلى وسائل إعلام إسرائيلية، سألت: “ماذا علمنا، وماذا فعلنا، وكيف تعاملوا مع الأمر إذا كانوا يعلمون؟”.

من جهته، قال الضابط الكبير السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، رونن منليس، إنّ الاتفاق السعودي الإيراني “ضربة للصراع الإسرائيلي ضد النووي الإيراني، ولا يمكن الحد منها”.

وبدورها قالت معلقة الشؤون السياسية في “القناة الـ12″، دانا فايس، إنّ “نتنياهو أمضى طوال فترات توليه منصبه، محارباً ايران، وخرج ضد الاتفاق النووي، ونحن نتذكر خطابه في الكونغرس، لكننا الآن نوجد في وضع تتقدم فيه إيران كثيراً نحو التخصيب بنسبة 90%”. . ووفق فايس، فإنّ نتنياهو تعهّد، في ولايته هذه، أنه سينجح “في تطبيع العلاقات مع السعودية، ونحن الآن نرى ذلك يبتعد”، مشددةً على أنّ “هذا ضرر إقليمي كبير جداً”.

بينيت: الاتفاق انتصار سياسي لإيران وفشل مدوٍّ لحكومة نتنياهو

بدوره، هاجم رئيس وزراء الاحتلال السابق، نفتالي بينيت، نتنياهو بشأن الاتفاق السعودي الإيراني. وقال إنّ “تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير بالنسبة إلى إسرائيل، وانتصار سياسي لإيران، وفشل مدوٍّ وإهمال وضعف من حكومة نتنياهو”.

وأضاف بينيت إنّ “دول العالم والمنطقة تراقب إسرائيل في صراع مع حكومة غارقة في تدمير ذاتي ممنهج. وفي هذا الوقت، تختار تلك الدول طرفاً فاعلاً للعمل معه”، وأكد أن كل يوم من عمل حكومة نتنياهو يعرّض “إسرائيل” للخطر.

بدوره، قال يائير لبيد، شريك بينيت في رئاسة الحكومة السابقة، إنّ “الاتفاق هو فشل كامل وخطير بالنسبة إلى السياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية، وهذا انهيار لجدار الدفاع الإقليمي الذي بدأنا بناءه ضد إيران”. كما غرّد رئيس المعارضة في كيان العدو يائير لابيد على “تويتر” قائلًا “قبل دخول يوم السبت، تحدث نتنياهو كما لو أنني المسؤول عن الاتفاق السعودي الإيراني، هذه تصريحات وهمية.. خلال فترة حكومتنا تم التوقيع مع السعودية على اتفاق الطيران، كذلك الاتفاق الأمني الثلاثي مع السعودية ومصر، إضافة لاتفاق الطيران المباشر خلال الحج”.

وأضاف لابيد “خلال فترة ولايتنا الرئيس الأمريكي جو بايدن سافر مباشرة من مطار بن غوريون إلى السعودية من أجل مواصلة تعزيز العلاقات”، مضيفًا “كل هذا توقّف بشكل صارخ عندما تم تشكيل الحكومة المتطرفة منذ إنشاء “إسرائيل” وتبيّن للسعوديين أن نتنياهو ضعيف والأميركيون توقفوا عن الإنصات له”.

وتابع لابيد “الأمر الصحيح الوحيد الذي قاله نتنياهو هو أن الموقف الإسرائيلي لم يكن قويا كفاية، وهو نسي أنه كان في أيلول 2019 رئيسًا للحكومة وموقفه في الحقيقة أظهر ضعفًا مدهشًا”. لابيد أكمل قائلا “لقد سعدنا بسماع أن نتنياهو معنيّ بمواصلة البحث عن الغاز في المنطقة مع الإيطاليين، وأن هذا استمرار مباشر لاتفاق الغاز “التاريخي” مع لبنان والذي تشارك فيه إيطاليا بالتوقيع.. على ما يبدو أن النبيذ الإيطالي أفقد نتنياهو ذاكرته”.

وقبل عدة أيام، أعلنت إيران والسعودية، في بيان مشترك، الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسيةـ وإعادة فتح السفارتين في البلدين، في غضون شهرين. ووفق البيان المشترك، فإنّ “استئناف الحوار بين طهران والرياض يأتي استجابةً لمبادرة من الرئيس الصيني”، خلال لقاءات ومفاوضات إيرانية سعودية جرت بين 6 و10 مارس الحالي في بكين. وأعرب البلدان عن تقديرهما استضافة الصين للمحادثات الأخيرة ودعمها لها، وامتنانهما للعراق ولسلطنة عمان بسبب استضافة المحادثات بين الجانبين، خلال عامي 2021 و2022.

ووفق البيان، فإنّ طهران والرياض أكدتا مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، وتنفيذ اتفاقية التعاون الأمني الموقَّعة عام 2001 ولقد نقلت وسائل إعلام العدو عن مسؤول صهيوني كبير تحدث أمس الى الصحفيين الذين يرافقون نتنياهو خلال زيارته إلى روما قوله إن “الاتفاق بين السعودية وإيران هو نتيجة شعور المملكة بأن الولايات المتحدة والحكومة السابقة في “إسرائيل” أظهرتا ضعفًا تجاه إيران”. وحسب كلامه، فإن الاتصالات بين إيران وبين السعودية بدأت في العام 2021 خلال فترة الحكومة السابقة في “إسرائيل”، عندما أرادت الولايات المتحدة تحقيق اتفاق نووي جديد مع إيران.. لذلك، لجأ السعوديون أيضًا إلى الصين كقوة موازنة للولايات المتحدة.

وأضاف المسؤول الصهيوني الكبير “كان هناك شعور بضعف أميركي إسرائيلي، ولذلك توجهت السعودية إلى آفاق أخرى، كان واضحا إلى أين يذهبون، فليسأل أعضاء الحكومة السابقة في إسرائيل لماذا بدأ الأمر معهم ولماذا تقدم معهم”، وقال إن الاتفاق بين السعودية وإيران لن يلحق ضررًا بمساعي الدفع نحو التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية، مضيفًا “ما يحصل على المستوى الدبلوماسي ليس ما يحصل في الخفاء”.

ووفق المسؤول الصهيوني، كلما كان الموقف الغربي والإسرائيلي ضد إيران قويًا جدًا، وكان من الواضح وجود تهديد موثوق ضد إيران، كلّما كانت السياسة السعودية العملية هي الاقتراب من “إسرائيل”.

وختم إن “مواقف “إسرائيل” والولايات المتحدة ثابتة أكثر طوال الوقت من الاتفاق السعودي مع إيران، والآن موقف الغرب بدأ يتغيّر لكنه لم يتبدّل بما يكفي”.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع