السياسية:

تتوالى الزيارات الدبلوماسية الى سوريا، لتؤكد يوماً بعد يوم، بأن الكوّة التي فتحت مؤخراً في جدار الحصار الأمريكي عليها، تتوسع أكثر فأكثر، لتشمل بلداناً لم تتجرأ على ذلك خلال الفترة الماضية، ولتفتح باب الاحتمالات، على زيارات رسمية أعلى لناحية التمثيل في المستقبل.

ولتنعكس الصورة تماماً عما كانت عليه ما بعد العام 2011، من سوريا محاصرة ومعزولة من قبل أغلبية الدول العربية، فيما بقي الأقلية منهم على علاقة بها، إلى سوريا التي عاد إليها أغلبية الدول العربية، فيما بقي القليل منهم رهينة فشل حساباته وخيباته بتدميرها.

هذا التبدّل في الصورة، مردّه للزيارة البرلمانية العربية الى سوريا التي حصلت بالأمس الأحد، كأول زيارة من نوعها وبهذا المستوى، منذ اندلاع الحرب عليها قبل 12 عاماً، لتؤكد على ما ظهر من مؤشّرات على وجود القناعة لدى العديد من الدول العربية (التي تدور جميعها في الفلك الأمريكي)، بعدم إمكانية المضيّ في مسارات فرضتها واشنطن، وأثبتت عدم جدواها طوال السنوات السابقة، وأن الحلّ يرتكز على التواصل مع الدولة السورية. كما لا ينبغي إغفال حقيقة تراجع السيطرة الأمريكية، خاصةً بعد انسحابها من أفغانستان عام 2021، وتداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وبالعودة الى الزيارة، وصل الوفد البرلماني العربي إلى العاصمة السورية دمشق، ضمّ رئيس الاتحاد، رئيس مجلس النواب في العراق محمد الحلبوسي، ورؤساء مجلس النواب في الإمارات صقر غباش المري والأردن أحمد الصفدي وفلسطين روحي فتوح وليبيا عقيلة صالح ومصر حنفي جبالي، إضافة إلى رئيسي وفدي سلطنة عُمان عضو مجلس الشورى حمود بن أحمد اليحيائي ولبنان النائب أيوب حميد، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي فايز الشوابكة، للتأكيد على دعم سوريا والوقوف إلى جانب شعبها. وكانت لافتةً التصريحات التي أطلقها الزائرون فور وصولهم إلى دمشق، خصوصاً لناحية مطالبتهم برفع العقوبات أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي على هذا البلد. وتخللت الزيارة لقاء أجراه الرئيس السوري بشار الأسد بأعضاء الوفد.

وكان الحلبوسي قد أعلن السبت الماضي، عن تشكيل وفد من الاتحاد لزيارة سوريا تأكيداً لدعمهم لشعبها، فيما ورد في “بيان بغداد” الختامي للمؤتمر الـ34 للاتحاد البرلماني العربي، الذي شارك فيه رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ أيضاً، بأن المجتمعين يعلنون عن تضامنهم مع “الشقيقة” سوريا، وتشكيل وفد منهم للتأكيد على دعمها والوقوف مع شعبها واستمرار تقديم الإمكانات اللازمة للوقوف مع السوريين، بعد حادثة الزلزال الذي أصاب عدداً من المدن والقرى في بلدهم. كذلك أكد البيان على ضرورة العمل العربي المشترك على كافة المستويات لعودة سوريا إلى محيطها العربي، وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية.

مصر تستكمل وصل ما انقطع.. فماذا عن السعودية؟

أما مصر، فقد برزت في خطواتها الواسعة لوصل ما انقطع مع سوريا، حينما وصل وزير خارجيتها سامح شكري صباح اليوم الاثنين إلى دمشق، في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات. لتأتي هذه الزيارة استكمالاً لزيارة رئيس مجلس النواب المصري بالأمس، والاتّصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس الأسد معزّياً بضحايا الزلزال، والذي تَرافق مع بدء القاهرة بإرسال مساعدات إغاثية، مازالت تصل تباعاً عبر البحر والجوّ.

أما السعودية، فقد بات واضحاً بأن سلطنة عمان والإمارات تقومان بدور الوساطة، لإعادة العلاقات بينها وبين سوريا، قبيل انعقاد القمة العربية في الرياض (عادةً ما يتم ذلك في شهر آذار مارس من كل عام). وتتداول العديد من الوسائل الإعلامية، عن تحضيرات تجري لزيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى العاصمة السورية، وهذا ما ألمح إليه بن فرحان على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي.

* المصدر: موقع الخنادق
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع