الرئيس الشهيد صالح الصماد … أيقونة وعي … ومنار هُدى
السياسية: مركز البحوث والمعلومات
” في الذكرى السنوية للأخ العزيز الرئيس الشهيد/ صالح علي الصَّمَّاد “رَحْمَةُ اللَّهِ تَغْشَاه”، نستذكره – وهو الحاضر في وجداننا، وفي وجدان شعبنا، وفي مسيرة عملنا وجهادنا – نستذكره نموذجاً إيمانياً يجسِّد هوية شعبه، والانتماء الإيماني لشعبه، نموذجاً للصدق والوفاء، ونموذجاً للصبر والتضحية والعطاء، نموذجاً في سعيه الدؤوب لما فيه مرضاة الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، والخدمة لشعبه، والمناصرة لقضايا أمته.”
قائد الثورة في كلمته بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد 1444هـ
صـبرٌ وسؤدد:
لا ندري من أين نبدأ الحديث عن ” المواطن الصالح ” و” الرئيس المكافح” الشهيد الرئيس صالح الصماد ” رحمة الله تغشاه “, فهو كـ ” البحر من أيّ النواحي أتيتَهُ” علماً وفقهاً وفهماً وسعةً ودرايةً وأخلاقاً وفطنةً وإيماناً وثباتاً ووفاءً وحِلْماً ومثاليةً وزهداً وتواضعاً واستقامة .
صبر فنال , وصمدَ فظفر , واجتهد فوصل , وسعى بيقين المؤمن فاستلم الجائزة , جائزة الشهادة وسؤدد الخلود , وهل هناك جائزة أرقى من الشهادة ..!
المسيرة الناصعة:
تميزت حياة الشهيد الصماد بصدق انتمائه للمشروع القرآني العظيم , وبانطلاقته الجدّية منذ وعى عظمة مسئوليته تجاه الهدف الأنبل للمشروع منذ بواكير حياته ,حيث تميّز بوفائه وثباته على المشروع القرآني في مرحلته الأصعب حضوراً وتفانياً وبذلاً لجهدٍ كبير عزز به الأولويات المهمة إزاء مجتمعه وصولاً إلى التصدّي البارز للعدوان على وطنه .
فقد تميّز الشهيد الرئيس في مرحلة العدوان بحضوره الأبرز تحشيداً للشعب , وتطويراً للقدرات والإمكانات الرسمية للدولة نهوضاً بها للتصدي للعدوان , توازياً مع تفانيه في خدمة الشعب , وسعيه الدؤوب لتوحيد الصف الداخلي , إذ كان يملك قدرة فائقة في لملمة الفرقاء وإيجاد الحلول للتقارب وتوحيد الجهود باتجاه التصدي للعدوان , مما جعله هدفاً أساسياً للاستهداف من العدوّ إذ شكّل خطراً كبيراً عليه .
لونان لا ثالث لهما:
منذ جسّد الرئيس الصماد شعار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة ” يدٌ تحمي ويد تبني” رسم الملامح الأساسية لبناء الدولة الحديثة , دولة النظام والقانون , دولة العدل , دولة المؤسسات , دولة الجيش القوي والبناء الفتيّ .
منذ جسّد ذلك واقعاً ملموساً أصبح يُعرف به وتتعلّق الآمال بحبل نجاته – بعد الله – أيقن الجميع في الداخل والخارج مقدار عظمة هذا الرجل وتألق مشروعه التنفيذي المُستمدّ من عظمة المشروع القرآني بلورةً في واقع الدولة , واقتراباً في حياة المواطن .. حيث لا ألوان باهتة, بل هما لونان لا ثالث لهما , لون الحماية ولون البناء .
حياةٌ متجدّدة:
نعم رحل ” الصماد” جسداً , لكنّ روحه باقية وخالدة بقدر ما أحدثه من حراكٍ هائل في ضمير الطبقة المسؤولة وفي وجدان الشعب , بل وفي أعين خصومه وأعدائه الذين بذلوا كل ما بوسعهم للنيل منه ظناً منهم إن أجهزوا عليه يكونوا قد أخمدوا ضوء العزيمة ومسارات الإصرار والطموح المشروع لأبناء هذا الوطن .
هذه الحياة المتجددة التي حظى ويحظى بها شهيدنا الرئيس جعلت منه أيقونة نصر , أيقونة وفاء , أيقونة عزة وكرامة , أيقونة نكران للذات , أيقونة وفاق, أيقونة ثبات , أيقونة الهمم العالية والموقف المسؤول .
أراد العدوّ أن يمحو أثره , وأراد الله أن يُحيي مآثره , وأن يُعلي ذكره , وأن يجعله فناراً تهتدي به العقول الحائرة في موقع المسئولية , وتقتدي به النفوس التواقة للوصول إلى جادّة الحق والعدل والحرية.
المسئول الأول:
كان الرئيس الصماد نموذجاً رائداً في تحمّل المسئولية , مسئولية الرجل الأول في رئاسة البلد , ذلك المنصب الذي جاء إليه دون سعياً منه , بل تسنّمه بعد إلحاحٍ شديد بدافع استشعاره للمسئولية من منطلقه الإيماني , لذلك تميّز بالاهتمام بعمله و بنشاطه الدؤوب خدمة لشعبه الذي عرف عنه سعة صدره رغم ما واجهه – بحكم مسئوليته الكبيرة – في الكثير من التحديات والصعوبات والمشاكل وتحمّل الكثير من الهموم؛ علاوة على ما واجه من لوم وانتقاد وإساءات.
لحن الجهاد:
منذ اللحظة الأولى لتسلّمه منصب ” الرئيس” , واصل الشهيد الصماد اهتمامه المستمرّ في جعل التصدي للعدوان أول اهتماماته من خلال التعبئة الشعبية الواسعة والنشطة , والمساندة المستمرة للجيش ودعمه المعنوي الكبير لرجال الرجال في ميادين الجهاد .
تلك الجهود الكبيرة للشهيد الصماد والشهداء الذين تحركوا بكل جد وبتضحية كبيرة وأنجزوا وحققوا الشيء الكثير والكبير, بالرغم من حجم العدوان وإمكاناته الهائلة بالمعيار الدنيوي , وهجماته الحاقدة على كافة المستويات ومن كل النواحي عسكريا وسياسيا وإعلاميا واقتصاديا وفي كل مجال اعتقد فيه العدوّ أن ينال من صبر وثبات هذا الشعب العظيم .
صدقٌ وسعي:
كان الشهيد الصماد يدرك بوعي كبير أن التحرك يسبقه إيمان وصدق ودافع , لهذا صَدَق الوعد , وسعى بكل ما استطاع لحماية إنسانه وبناء وطنه , رافضاً كل مغريات الحياة , متحمّلاً كل العوائق والاتهامات والمزايدات , ماضياً نحو هدف كبير بحجم المشروع القرآني وقد اتخذه منهجاً لا يساوم عليه ولا يقبل النيل منه .
ولأنه كان نموذجا يُحتذى به في التضحية والفداء لشعبه والمصداقية مع الله , تكسّرت كل سهام العدوّ على صخرة يقينه , وتلعثمت كل خطابات الكراهية أمام فصاحة بيانه وصدق لسانه , وتهاوت كل مؤامرات العدو ومرتزقته أمام سلاح صموده ورباطة جأشه , ونُبل سريرته .
محور المسئولية:
أدرك الشهيد الرئيس عظمة مسئوليته فانطلق بها نحو غدٍ مشرق، باذلاً كل ما بوسعه وما لا يستطيع عليه أي مسؤول في التحرّك الجاد والعقلانيّ للوثوب بشعبه لتحقيق خطواتٍ عملاقة رسّخت المعنى الحقيقي لرجل الدولة , وألهمت من جاء بعده حاملاً ذات الهدف للاستمرارية المسؤولة للوصول للغاية المنشودة برفعة عزة وكرامة اليمن الحبيب .
ففي مرحلة رئاسته للدولة، كان الرجل المثالي المتجرّد من تبعات الانبهار بالمنصب والركون عليه واستثماره مادياً ومعنوياً، بل رحل عنه وهو لم يملك حتى بيتاً , أو يتخذ لنفسه استثماراً مهما كان صغيراً , كما فعل من وصلوا للمنصب قبله نهباً لأموال الشعب , وامتلاكاً لمدن وشركات تجارية استثمارية , وعمّروا القصور , وخرجوا من مناصبهم يحملون الخزي والعار والأوزار الكبيرة جرّاء ظلمهم لشعبهم الذي أفقروه ونهبوا ثرواته .
الثبات الواعي:
لم يكن الشهيد الصماد يؤدي دوراً رسمياً وحسب، بل كان ثباته الواعي أمام متغيرات الأحداث دافعاً أساسياً لانطلاقته الخالدة وهو يتخطّى العقبات صوب الحلم المنشود , ممعناً بيقين المؤمن الصابر أن ذلك الثبات على المبدأ هو المعيار الحقيقي لتحقيق ما يصبو إليه .
درب الشهادة والخلود:
” علوَّ في الحياةِ وفي الممات … لحقٌّ أنتَ إحدى المعجزاتِ”
كانت الشهادة في سبيل الله حُلماً يسعى إليه الشهيد الصماد وتحقق له , والخلود عملاً صالحاً فاستحقه عن جدارة , وسيظل أيقونة وعي , ومنار هُدى , ومدرسةً يتتلمذ على منهج صمودها الأجيال تلو الأجيال , ومزاراً تستلهم منه القلوب طمأنينة الحق والنصر , والعقول وعياً وفكر , وذوي المناصب منهجاً وصبر , وأما العدوّ سيرى فيه – شاء أم أبى – خلاصة الثبات والعزة والإنتصار .