ماذا بعد زيارة الرئيس بشار الأسد إلى عُمان؟
السياسية:
محمد عيد*
وكأن العرب كانوا بحاجة إلى زلزال لكي يسرعوا من وتيرة انفتاحهم على دمشق، فالرغبة الكامنة لديهم فيما يبدو والتي لجمها الفيتو الأمريكي وجدت طريقها عبر البوابة الإنسانية. وزيارة الرئيس بشار الأسد إلى عمان بالأمس، والاستقبال الحافل الذي حظي به هناك يعكس في مكان ما تفويضا عربياً وربما أمريكيا لمسقط في محاورة دمشق، لا سيما وأن للعمانيين علاقات ودية مع الجميع ووكلوا سابقا بدور الوساطة بين خصوم السياسة في أكثر من ملف ساخن.
دمشق لا تنظر للخلف
أكد عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن الرئيس بشار الأسد حدد طبيعة السياسة السورية تجاه الدول الإقليمية والغربية التي ناصبت حكومته العداء بأنها غير انتقامية ولا تنظر للخلف. وفي حديث خاص بموقع ” العهد” الإخباري أشار الحاج علي إلى أن الرئيس الأسد يكون بهذا قد رفع الحرج عن الكثير من الأنظمة العربية التي كان لها مواقف غير إيجابية من الحرب على سورية، وأضاف الحاج علي أن الكثير من هذه الأنظمة كانت تتواصل مع الحكومة السورية، بطرق غير رسمية، ولكن سلطنة عُمان كان لها موقف مغاير، فهي دعمت مواقف سورية في الكثير من المواقف ولم تقطع علاقاتها مع سورية، ودعمت الشعب السوري في الكثير من المواضع، في حربه ضد الإرهاب.
كما كان لسلطنة عُمان موقف متقدم وصاحبة مشروع سياسي لإعادة العرب لدمشق.
ونوه عضو مجلس الشعب السوري إلى أن زيارة الرئيس الأسد للسلطنة كانت ضمن برنامج عمل مقرر سابقا، ولكنها تأجلت بضعة أيام بسبب كارثة الزلزال التي أصابت سورية في السادس من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن الزلزال اثار هزة سياسية كبيرة وسرع من وتيرة التواصل العربي، ودفع الكثير من الدول الشقيقة والصديقة لكسر قانون قيصر، وارسال المساعدات للشعب السوري برا وبحرا وجوا كحال عُمان التي كان لها موقف سريع في هذا الموضوع، وجاءت هذه الزيارة ليتم خلالها التوقيع على اتفاقيات اقتصادية تخدم مصالح البلدين، وتساهم في تسريع عودة العرب لسورية.
ملامح تبدل في سياسة الرياض
وشدد الحاج علي على أن المباحثات بين السلطان هيثم بن طارق والرئيس بشار الأسد تمحورت حول شكل العلاقات العربية السورية المقبلة، على اعتبار أن الزلزال سرع من عملية التواصل في خضم تراجع المشروع الأمريكي في المنطقة مقابل الصمود الأسطوري السوري، لا سيما وأن العالم كله بات يعلم كيف أن أمريكا تكيل بمكيالين حتى في ظل الكوارث الإنسانية، وتقدم مصالحها على آلام الشعوب ما فرض موقف عربيا موحداً لإغاثة الشعب السوري، حيث كان للسعودية مواقف مغايرة عن مواقفها السابقة تبدت على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان الذي أشار قبل أيام إلى ضرورة الحوار مع دمشق فيما يخص عودة اللاجئين والوصول إلى حل سياسي “وهذا موقف يعكس عزم السعودية على انهاء الازمة السورية حسب تعبيرهم”.
وأضاف الحاج علي في حديثه لموقعنا “بما أن السياسة السورية أبوابها مفتوحة للجميع فقد تلقفت سورية هذه التصريحات بصدر رحب، مع حرصها على معرفة الطريقة التي تفكر بها السعودية لإنهاء معاناة السوريين، وبعد ذلك فإن كل شيء قابل للتفاوض، ما دام أنه سيكون تحت سقف وحدة وسلامة الأراضي السورية، ومساعدة الشعب السوري في محاربة الإرهاب، وتحرير باقي الأراضي السورية، ورفض المشاريع الانفصالية، واحترام السيادة السورية.
أهمية التنسيق الإقليمي
وشدد الحاج علي على أن لسلطنة عُمان مع الإمارات دورا وحراكا متقدما لتسريع المصالحة العربية السورية وتحقيق مصالح الجميع بما فيها دول الخليج التي بدأت تعاني اقتصاديا واخلاقيا من الحصار الجائر المفروض على الشعب السوري، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحقيق كل هذا الا من خلال التواصل مع حكومة الجمهورية العربية السورية، وقد اثبتت التجارب هذا الأمر.
ودلل الحاج علي على أهمية التعاون بين هذه الدول فيما بينها بما جرى سابقاً من تنسيق عسكري مباشر بين حزب الله وإيران وروسيا وسوريا وباقي فصائل المقاومة العراقية، أفضى الى القضاء تماما على تنظيم “داعش” الإرهابي، وجبهة النصرة في جرود عرسال، فيما لم ترد العمليات العسكرية التركية، الى أية نتيجة إيجابية بل ساهمت إلى حد بعيد في زيادة معاناة السوريين، كونها لم تتم بتنسيق مع الحكومة السورية.
وختم عضو مجلس الشعب السوري حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن معظم الدول العربية أدركت أن التنسيق مع الحكومة السورية المنتخبة والشرعية هو الحل الوحيد لمساعدة الشعب السوري، اذا كانت النوايا صادقة.
* المصدر: موقع العهد الاخباري
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع