حفار قبور الديمقراطية
بقلم: نيكولاس بو
ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي” سبأ”
انقلاب على الدولة في مصر، الحرب في اليمن، الثورة المضادة في السودان، التحالف مع إسرائيل: حاكم أبو ظبي، محمد بن زايد، أمير الازدواجية، موجود في كل مكان.
في الغرب، ينظر له على أنه حاكم الخليج الحكيم، الحليف في مكافحة الإرهاب، في حين تختلف هذه الصورة بشكلٍ جذري في منطقة الشرق الأوسط، التي ينظر اليه فيها على أنه حفار قبور للآمال الديمقراطية.
هكذا يبدأ الفيلم الوثائقي الذي لا هوادة فيه والذي يسلط الضوء على حياة حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة “محمد بن زايد” للمخرج ميوكي دروز أماياكي ومؤلف كتاب «الخليج، حرب الأمراء»، والذي يرسم صورة لقديس الإمارات الراعي الذي يتمتع في فرنسا بسمعة زائفة كطاغية مستنير وحليف مخلص.
من خلال العديد من الشهادات، يكشف المخرج عن الصورة المثالية التي يختبئ وراءها بشكل عام هذا الحاكم المقرب جدا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
اللعب المزدوج:
لا يمكن القول بما فيه الكفاية كيف نصف محمد بن زايد، ليس بدون موهبة معينة وبوسائل أكثر دقة، التجربة الفريدة التي عاشتها المنطقة العربية أثناء انتشار ثورات الربيع العربي في الفترة ما بين العام 2011-2012.
هذه المحاولة الفريدة لتجميع قيم الإسلام ومبادئ الديمقراطية، لا يمكن أن تتكرر بما فيه الكفاية لأن هذا البلد الإقطاعي، الذي يدعي أنه يحارب «الإسلاموية»، يطبق على أراضيه أكثر القوانين رجعية، ولهذا، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مملكة الازدواجية.
كومة من الثروة:
يُظهر الفيلم الوثائقي كيف أن هذه الدولة التي تتربع على كومة من الذهب النفطي والغازي تسيطر على خصومها، ولا تتسامح مع أي شكلٍ من أشكال المعارضة.
كما يسلط الفيلم الضوء على مدى التطور الشامل والتأثير الخطير على جميع النواحي و الأصعدة على صندوق الحرب الذي تمتلكه هذه الملكية البترولية.
يأسف ميوكي دروز أماياكي مخرج العمل لـ «عمى» الغرب: «على مدى السنوات العشر الماضية، خيم ظل هذا النظام على العالم من خلال العديد من الانقلابات القوية».
فيلم وثائقي مثير وشجاع ومفيد يتغلب على الكسل الفكري، بل وحتى عن الرضا عن النفس، لوسائل الإعلام الفرنسية «العظيمة» عن الإمارات العربية المتحدة.
- موقع “موندفريك- mondafrique” الفرنسي الاستقصائي
- المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع