الأمم المتحدة و روسيا: حرب البيانات
بقلم: إميليان لاكومب *
في يوليو من العام المنصرم، وقعت أوكرانيا وروسيا اتفاقية بشأن تصدير الحبوب في مدينة اسطنبول التركية، وذلك للحد وتجنب نقص الغذاء، ولكن روسيا تعترض على البيان الأخير الصادر عن الأمم المتحدة.
في البيان الصادر في 19 يناير 2023، ذكرت الأمم المتحدة بأن الاتفاق بين المعسكرين المتحاربين، والمعنون بـ ” مبادرة حبوب البحر الأسود” قد مكن من تزويد الأسواق العالمية بـ 17.8 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى، التي تأتي بشكل رئيسي من أوكرانيا، إذ «وصلت هذه الصادرات إلى 43 دولة منذ أغسطس، أكثر من 40٪ منها بلدان منخفضة الدخل (…) في حين تعتبر الصين هي أكبر متلقي للصادرات، وإسبانيا هي ثانياً وتركيا هي الثالثة».
وتشير الأمم المتحدة إلى وجود 100 سفينة راسية في المياه التركية، 32 منها تنتظر التفتيش، والأخرى تطلب بضمها بـ “المبادرة”.
وبحسب الأمم المتحدة ” تدعو المبادرة أيضا إلى تسهيل الملاحة الآمنة لصادرات الأسمدة، بما في ذلك الأمونيا ولا تزال المفاوضات جارية بشأن كيفية نقل الأمونيا عبر خط أنابيب تولياتي/يوزنهي”.
“التلاعب بالحقائق”
في 31 يناير من هذا العام، رأت وزارة الخارجية الروسية أنه من المناسب نشر بيان صحفي بأرقام دقيقة للغاية تشير إلى “التلاعب بالحقائق” من قبل الأمم المتحدة وهنا الخطوط الرئيسية:
– اعتبارا من 20 يناير 2023، كجزء من تنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود، غادرت 668 سفينة تحمل 18.224.860 طنا من الأعلاف على متنها من موانئ أوديسا وتشيرنومورسك ويوزني.
وفي تسميات البضائع، 46.1 ٪ هي الذرة العلفية، 5.9 ٪ شجر عباد الشمس، 5.5 ٪ بذور اللفت وغيرها من المحاصيل العلفية المستخدمة في تغذية الماشية.
– يمثل القمح 27.57٪ فقط من هذه الشحنات بينما يتم وضع هذا المنتج في قلب تقرير الأمم المتحدة.
الهدف واضح – تقديم أرقام إنسانية “صحيحة” حول المساعدات المقدمة إلى “الاقتصادات الناشئة” (64٪ المزعومة)، والتي تشمل، لسبب غير معروف، دولا مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية وممالك الخليج التي من الواضح أنها لا تواجه مشاكل مع التنمية الاقتصادية أو الإمدادات الغذائية”.
“تم إرسال 551,527 طنا فقط (3٪) إلى أفقر البلدان (الصومال وإثيوبيا واليمن والسودان وأفغانستان وجيبوتي)، منها 396,169 طنا تم نقلها على متن سفن مستأجرة من قبل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (2٪).
وتجدر الإشارة إلى أن حصة هذه البلدان في الإحصاءات الإجمالية آخذة في الانخفاض – في الأيام الـ 120 الأولى من مبادرة الحبوب كانت 4٪ تقريبا، وهي الآن 3٪ فقط.
من المهم التأكيد على أنه لهذا السبب سارعت الأمم المتحدة إلى إعادة تصنيف مبادرة البحر الأسود من “إنسانية” إلى “تجارية” ورفضت نشر معلومات عن مستلمي الشحنات بحجة السرية التجارية.
100 سفينة في المياه التركية:
كما لم يؤكد البيان الروسي بيانات الأمم المتحدة بشأن “الوجود المزعوم لأكثر من 100 سفينة في المياه الإقليمية التركية المتعلقة بالمبادرة ومتوسط وقت الانتظار البالغ 21 يوما.
في الواقع، هناك حاليا 64 سفينة راسية في الموانئ الأوكرانية ومناطق التفتيش، يتم وضع القائمة التي تحدد ترتيب سيطرتهم ومرورهم من قبل الجانب الأوكراني، في حين أن الممثلين الروس ليس لديهم أي تأثير على ذلك.
أما بالنسبة لخط أنابيب الأمونيا ” توجلياتي أوديسا- Togliatti-Odessa”، فإن “القدرات التقنية لإحياء خط الأنابيب موجودة والشركات التي تشغله جاهزة”، كما يقول الروس.
كل ما هو مفقود هو موافقة كييف، التي تمنع تسليم المواد الخام للأسمدة (ما يكفي لإطعام 200 مليون شخص)، مما يجعلها خاضعة لسلسلة كاملة من الشروط السياسية المسبقة، بدءا من إطلاق سراح أسرى الحرب إلى المساعدة في بيع البضائع المسروقة.
وبينما تدعو الأمم المتحدة بنشاط إلى زيادة صادرات الحبوب الأوكرانية، فهي غير نشطة بشأن هذه القضية بالذات، مشيرة إلى بعض المفاوضات الجارية.
ومع ذلك، ليس من الواضح بين من وبأي موضوع، لأن الممثلين الروس لا يشاركون في هذه الاتصالات.
“المصالح الاقتصادية للغربيين”
اختتام البيان الروسي: “تحت ستار الخطب حول تهديدات المجاعة والأمن الغذائي العالمي، فإن هذه العملية لا تخدم في الواقع سوى المصالح التجارية للأوكرانيين والمصالح الاقتصادية للمستفيدين الغربيين، بما في ذلك من خلال التلاعب وتشويه الوضع الحقيقي فيما يتعلق بالاستجابة لاحتياجات القارة الأفريقية الملحة والآسيوية وأمريكا اللاتينية.
*20 رجب 1444، الموافق 11 فبراير 2023(موقع ” انفو دو جور- Info du jour ” الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”) * المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع