السياسية:
ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”

 

في إثيوبيا، يعيش إقليم تيغراي حرباً منسية، حيث يعتبر هذا الصراع الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين.
كانت الحرب الدائرة في إقليم تيغراي والتي شهدت اشتباكات عسكرية عنيفة بين المعسكر الموالي للحكومة والمعسكر الموالي للجماعات القادمون من المنطقة الشمالية من البلد لمدة عامين، أكثر الصراعات دموية الحاصلة في أوائل القرن الحادي والعشرين.

وفي حين أن العدد الدقيق للضحايا قد لا يعرف أبدا، إلا أن التقديرات تشير إلى مقتل أكثر من 600 ألف مدني.
خيم الهدوء والصمت بصورة رسمية على إقليم تيغراي الواقع إلى الجهة الجنوبية من القارة الإفريقية مطلع نوفمبر من العام المنصرم وذلك بفضل التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الإتحاد الأفريقي بين الجماعات والحكومة الفيدرالية الإثيوبية، مما نتج عنه توقف صراعهم المميت في شمال إثيوبيا.

لما يقرب من العامين تقريبا، ظلت هذه الحرب الأهلية الرهيبة خلف أبواب مغلقة، حيث غفل المجتمع الدولي عن الوضع الذي آل إليه ملايين القتلى والمشردين.

وعلى الرغم من عملية السلام هذه، لا يزال الوصول إلى هذه المنطقة الجبلية، التي يبلغ حجمها مثل النمسا، مقيدا.
ولا يزال التحقيق المستقل من المعلومات من جانب الصحافة أمرا بالغ الصعوبة، في حين أن إيصال المعونة الإنسانية والطبية يستأنف بصورة تدريجية.

مئات الآلاف من القتلى في الحرب الإثيوبية:

وفي ظل غياب وجود إحصاءات رسمية، لا يمكن إلا تقدير حصيلة الصراع، التي اتسمت بانتهاكات لا حصر لها.
في وقت وقف إطلاق النار، كانت مجموعة الأزمات الدولية ومنظمة العفو الدولية تصفان هذه الحرب بأنها واحدة من أكثر الحروب دموية في العالم.
“إن جميع الأطراف مسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”، مشيرا إلى عمليات الإعدام التي جرت من خلال إجراءات موجزة والعنف الجنسي”.
وبعد شهر، وخلال خطاب ألقاه في منتدى الاتحاد الأوروبي والمنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان، أثار رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب
بوريل حصيلة تتراوح بين 600 ألف و800 ألف شخص قتلوا خلال الصراع.

كما حذر من أنه “لا يوجد في أي مكان آخر في العالم مثل هذه الوفيات الناجمة عن الحرب”.

ومن على منبر صحيفة ” فاينانشال تايمز- “Financial Times البريطانية في عددها الصادر في 15 من يناير، قدر أولوسيغون أوباسانجو، الرئيس السابق لنيجيريا ووسيط الاتحاد الأفريقي، عدد القتلى بنحو 600 ألف شخص.
هذه التقديرات تجعل الحرب في إثيوبيا الأكثر دموية في أوائل القرن الحادي والعشرين – وبحسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة للعام 2021، فقد حصدت الحرب في اليمن أرواح ما يقرب من 380 ألف شخص منذ العام 2014.

كما أدت الحرب في سوريا إلى مقتل 306 ألف مدني خلال سنوات الصراع العشر وبعد مرور عام تقريبا من الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير 2022، يعتقد أن حوالي 7000 مدني لقوا حتفهم، بينما تقدر المصادر العسكرية الأمريكية أن 200 ألف جندي أوكراني وروسي قتلوا على الجبهات.
ومن جانبه، قال يان نيسن، أستاذ الجغرافيا الفخري في جامعة غنت في بلجيكا، لصحيفة ” إلبايس- El País” الإسبانية اليومية أن «أرقام ضحايا حرب إقليم تيغراي مخيفة للغاية، حتى أننا ترددنا في نشرها، لكن العمل الذي قمنا به كان صارما للغاية».
وقدر هو وفريقه، الذين كانوا أول من نشر تقديرا لعدد القتلى في هذه الحرب، عدد القتلى المدنيين بما يتراوح بين 300 ألف و600 ألف “دون احتساب المقاتلين من كلا الجانبين، الذين تقدرهم بعض مصادر الاستخبارات العسكرية بما يتراوح بين 100 ألف و200 ألف”.

 

ما هي جريمة الحرب؟

لأن معظم ضحايا الحرب الأهلية الإثيوبية هم ضحايا “غير مباشرين”، قتلوا بسبب الأسرة والمرض.
لمدة عامين، عاش سكان تيغراي تحت الحصار، محرومين من الغذاء والرعاية الصحية والكهرباء وشبكات الاتصال والوقود.
كما يرى يان نيسن أنه “تم استخدم الجوع كسلاح حرب”، حيث تفاقمت الحالة بسبب الجفاف.
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، يحتاج أكثر من 20 مليون شخص الآن إلى مساعدات إنسانية طارئة.

– المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع
– صحيفة ” جيو – geo” الفرنسية