السياسية- متابعات:

أكد الكاتب والمحلل السياسي في موقع “آسيا تايمز” ستيف بريان أن “كل شيء في أوكرانيا أصبح على غير ما يرام، وأنها باتت أقرب إلى الهزيمة أكثر من أي وقت مضى”، مشيرًا إلى أن “المساعدات العسكرية لأوكرانيا لم تنجح في قلب موازين المعركة”.

واعتبر بريان أن “تزويد أوكرانيا بالدبابات وأنظمة الدفاع المتطورة إنما يشير إلى أن الأمور لا تسير على ما يرام في كييف وإلى أن الأخيرة أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى خسارة الحرب مع روسيا”، مضيفًا أن “الإمدادات الجديدة ليست من أجل استبدال معدات فقدت، وأغلب السلاح الذي أرسل لم ينجح في قلب موازين المعركة لصالح أوكرانيا”.

الكاتب حذر من أن تزويد أوكرانيا بالقنبلة البعيدة المدى من طراز “أتاكامس” سينقل الحرب من الأراضي الأوكرانية إلى الأراضي الروسية، مرجحًا أن تزويد أوكرانيا بهذا السلاح سيؤدي إلى حرب أوسع نطاقًا في أوروبا، وتوقع أن تحاول موسكو ضرب إمدادات هذا السلاح، وهي في بولندا، وفي طريقها إلى أوكرانيا، دون أن يستبعد استهداف سكك الحديد والطرق في ألمانيا.

ورأى الكاتب أن “قرار الولايات المتحدة إرسال قنابل نووية متطورة إلى أوروبا سيقنع روسيا أيضًا بأن حلف “الناتو” سيرد بحرب نووية تكتيكية في حال انهارت أوكرانيا”، مشيرًا إلى أن “لدى روسيا ترسانة ضخمة جدًا من الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية مقارنة مع أميركا و”الناتو””.

وتوقع أن “تنسحب القوات الأوكرانية إلى الوراء في منطقة دونباس وأنها ستخسر منطقة بخموت في حال استمر ذلك”، وقال إن “البنتاغون من جهته يرى هذا السيناريو حتميًا وأن الولايات المتحدة طلبت من أوكرانيا إخلاء المنطقة”.

وتابع الكاتب أن “الولايات المتحدة على ما يبدو تضع آمالها على الأنظمة المدرعة الجديدة التي ترسل إلى أوكرانيا، وقد مارست واشنطن ضغوطًا كبيرة على ألمانيا من أجل تزويد الدبابات من طراز “ليوبارد” والسماح لبولندا بتزويد كييف بهذه الدبابات”.

الكاتب لفت إلى أن “هذه الدبابات قد لا تكون أفضل من الأسلحة المدرعة الروسية الصنع التي تمتلكها أوكرانيا أصلًا، وأن ذلك ربما يفسّر سبب عدم حماسة بولندا لإرسالها”.

وخلص الكاتب إلى أن “واشنطن قد تكون أمام خيارات صعبة في المستقبل القريب”، مرجحًا أن “تدفع باتجاه التسوية السلمية”. وحول مدى استعداد روسيا للجلوس ومناقشة التسوية، قال إنها ستقبل بذلك “ولكن فقط بالثمن المناسب”.

مصلحة الغرب تقتضي إنهاء الحرب

وفي سياق متصل، أكدت الكاتبة سوزان لوفتوز في مقالة نشرها موقع “ريسبونسيبل ستايتكرافت” أن “مصلحة الغرب وأوكرانيا تقتضي تجنب حرب طويلة الأمد”.

وأشارت الكاتبة إلى أن “هناك خطًا فاصلًا مهمًا ما بين مساعدة الغرب لأوكرانيا كي “تدافع الأخيرة عن نفسها”، وخوض حرب استنزاف قد تصب لصالح روسيا”، معتبرة أن “على الولايات المتحدة اتخاذ خطوات ملموسة تجاه وضع الأساس للتسوية السلمية للحرب”.

وأضافت أن “تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية إضافية وإطالة أمد الحرب، لن يؤديا إلى نتائج إيجابية”، مشيرة إلى “امتلاك موسكو قدرات عسكرية لم تستفد منها بعد، فضلًا عن امتلاكها أكبر ترسانة نووية في العالم”، وتحدثت عن أثمان باهظة جدًا في حال وصل التصعيد إلى حد الحرب النووية.

الكاتبة لفتت إلى “تداعيات واسعة النطاق نتيجة إطالة أمد الحرب، وضرورة تنجب هكذا سيناريو”، وقالت إن “الضرر الذي أُلحق باقتصاد أوكرانيا حتى الآن يفوق بكثير الضرر الذي أُلحق بالاقتصاد الروسي”.

وأكدت أن “روسيا قادرة على مواصلة قصف البنية التحتية الأوكرانية، وأن الحرب الطويلة الأمد ستمنع الحكومة الأوكرانية من إعادة بناء البنية التحتية للبلاد، فضلًا عن منع الاستثمار في البلاد وغيره”.

ورأت أن “غياب الحل للنزاع يترك ملفات أمنية عالقة بين روسيا والغرب، ما سيسبب انعدام الأمن على الأمد الطويل في القارة الأوروبية”، مشيرة إلى أن “أوروبا تعيش أزمة اقتصادية”، ولفتت في هذا السياق إلى تظاهرات في بلدان مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مع ارتفاع تكلفة المعيشة.

وتحدثت الكاتبة عن التضخم الاقتصادي في الولايات المتحدة، ما يدفع بالناس إلى طرح الأسئلة حول مستوى دعم حكومتهم لأوكرانيا. وذكّرت باستطلاع أجراه مجلس شيكاغو للعلاقات الدولية الذي بين أن “نسبة 47% من الأميركيين يرون أن على واشنطن حث كييف على القبول بحل سلمي في أسرع وقت، حتى وإن كان يعني ذلك خسارة أراض أوكرانية”.

وبناءً على التداعيات السلبية المذكورة أكدت الكاتبة أن “مصلحة الغرب تقتضي إنهاء الحرب، وأنه يجب اتخاذ خطوات حقيقية باتجاه التسوية السلمية في أوكرانيا إلى جانب الدعم العسكري الذي يقدم”، مشيرة إلى أن “الولايات المتحدة هي في موقع تولي مثل هذا الدور كونها المزود الأساس للدعم المالي والعسكري لأوكرانيا”.

  • المصدر: موقع العهد الاخباري
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع