السياسية:
جميل القشم
يمر القطاع الصحي في مختلف المحافظات، بما فيها محافظة الحديدة، بأوضاع كارثية وصعوبات مادية بالغة جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية الناتجة عن استمرار العدوان والحصار، منذ ثماني سنوات.
ورغم المآسي والمعوِّقات وشحة الإمكانات وعدم القدرة على تأمين الدعم لضمان توفير احتياج القطاع الصحي، إلا أن المستشفيات والمرافق الطبية ومراكز معالجة الأمراض جسدت بصمودها قيم البذل والعطاء الإنساني ومواجهة ركام التحديات.
وفيما تواجه قيادة السلطة المحلية والقطاع الصحي في الحديدة تحديات جمة في توفير متطلبات المستشفيات والوحدات المتخصصة، التي تقدّم خدماتها لآلاف المرضى من مختلف شرائح المجتمع بما في ذلك الفقراء والمحتاجون، تتواصل الجهود في خدمة المرضى والمترددين بما فيهم المصابون بمرض السرطان.
وحدة الأمل لعلاج الأورام التابعة لهيئة مستشفى الثورة العام في محافظة الحديدة تمثل شعاع أمل للمرضى الوافدين إليها من مديريات المحافظة ومحافظات مجاورة لطلب العلاج وتخفيف آلامهم من هذا المرض الفتاك، باعتبارها المركز الوحيد لعلاج الأورام في المحافظة.
حيث تُبذل قيادة وحدة معالجة أورام السرطان، بالتنسيق مع قيادة هيئة مستشفى الثورة العام، جهوداً حثيثة في التغلب على تحديات الوضع الراهن، رغم عدم توفر الإمكانات التشغيلية ومواجهة تكاليف تقديم خدمات العلاج والتشخيص ورعاية المرضى.
تستقبل وحدة الأمل مرضى السرطان من 26 مديرية في محافظة الحديدة، وحالات من محافظات حجة والمحويت وريمة وذمار ومحافظات أخرى، وسط جهود ومعاناة في توفير الأدوية والعلاجات وتكاليف باهظة لتأمين الخدمة الطبية للمرضى المترددين.
وحسب تقرير صادر عن الوحدة، خلال العام الماضي 2022م، بلغ إجمالي المرضى المصابين بالسرطان، الذين تم استقبالهم وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم في الوحدة منذ إنشائها في العام 2006 حتى نهاية 2022م، سبعة آلاف و383 حالة.
وأوضح التقرير أن إجمالي الحالات الجديدة، التي تم استقبالها خلال العام الماضي، 533 حالة مصابة بمرض السرطان، توزعت على 480 حالة من محافظة الحديدة، و21 حالة من حجة، و14 حالة من المحويت، وتسع حالات من محافظة ريمة، وسبع حالات من محافظة ذمار، وحالتين من محافظات أخرى.
وأشار إلى أن إجمالي الحالات المترددة على العيادات الاستشارية سبعة آلاف و249 حالة، وعيادات التدخلات الطبية ألف وخمس حالات، فيما بلغ عدد الحالات، التي تم استقبالها في وحدة تحضير العلاج الكيميائي، ثلاثة آلاف و828 حالة.
وبيَّن أن إجمالي المستفيدين من فحوصات وحدة الأمل لعلاج الأورام التشخيصية، والوصفات وصرف العلاجات المجانبة من صيدلية وحدة الأورام، 52 ألفاً و543 حالة، بتكلفة 241 مليوناً و16 ألف ريال.
وأفاد بأن الوحدة أجرت 30 ألفاً و863 فحصاً للمرضى الخاضعين للعلاج لديها بتكلفة 55 مليوناً و754 ألف ريال، فيما بلغ عدد الوسائل التشخيصية المتمثلة بالأشعة السينية والتلفزيونية ثلاثة آلاف و317 وسيلة، بتكلفة 22 مليوناً و204 آلاف ريال.
ولفت تقرير وحدة الأورام إلى أن إجمالي الوصفات الطبية، التي صرفت للمرضى مجاناً من صيدلية الوحدة، 18 ألفاً و363 وصفة، موزعة على أدوية كيماوية وأساسية بتكلفة تزيد عن 163 مليون ريال.
وأوضح مدير وحدة الأمل لمعالجة الأورام، الدكتور عبدالله عمير، أن الوحدة تواجه منذ افتتاحها صعوبات، تتمثل في عدم توفِّر الإمكانات المادية ولا يوجد لها موازنة تشغيلية، حيث تعتمد على تعاون فاعلي الخير ومساهماتهم وتبرعاتهم من بين وقت إلى آخر.
واستعرض الصعوبات والتحديات التي تواجه الوحدة في توفير احتياجاتها لتقديم الخدمات الطبية للمرضى مجاناً، ورواتب الكوادر العاملة فيها، ونفقات توفير الخدمات للمركز يومياً، التي تخضع لمبادرة فاعلي الخير.
ونوَّه الدكتور عمير بما تبذله الوحدة وكوادرها من جهود وتفانٍ في جودة الخدمة وترسيخ الصورة الأنموذجية للعناية بالمرضى، وصرف علاجات كيميائية ومصاحبة، وإجراء فحوصات مخبرية مجاناً، وعمل استشارات طبية وأشعة تشخيصية ورقود وعناية بالمضاعفات، وتقييم ومتابعة الحالات بشكل دوري، فضلاً عن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى.
وبيَّن أن وحدة الأمل تواجه أعباء وتكاليف متزايدة، جراء زيادة عدد الحالات الجديدة، التي تتوافد للعلاج من عدة محافظات، وكذا العبء في مواجهة توفير الأدوية ومستلزمات وتكاليف إجراء الفحوصات للحالات التي تتلقى العلاج وتتردد على الوحدة بصورة مستمرة.
ولفت إلى أن إجمالي المستفيدين من خدمات الوحدة، خلال العام الماضي، ممن ترددوا أكثر من مرة للعلاج والحصول على أدوية وإجراء فحوصات وتشخيص، 12 ألفاً و615 حالة.
وثمَّن مدير عام وحدة الأمل لعلاج الأورام في محافظة الحديدة جهود قيادة هيئة مستشفى الثورة في التنسيق والمتابعة لتوفير جزء من الأدوية الكيمائية، التي يتم تزويد الوحدة بها حسب المتوفر والمتاح من مركز الأورام في صنعاء، وكذا تعاون ودعم فاعلي الخير، وعلى رأسهم مجموعة شركات هائل سعيد.
وأثنى على تعاون قيادة السلطة المحلية في المحافظة في تذليل بعض الصعوبات، ومبادرة محافظ المحافظة في التبرع للوحدة بعشرة ملايين ريال، خلال تدشين حملة دعم مرضى السرطان، خلال الأسبوع الماضي، كمساهمة تُجسِّد المسؤولية تجاه ما تعانيه الوحدة من تحدِّيات وصعوبات.
سبأ