السياسية:

تتراكم الأزمات في المملكة المتحدة منذ قرار “البريكست”، على الصعيد  الاقتصادي من ركود وتضخم جراء اجراءات انتشار وباء “كوفيد – 19” والتي قد تفاقمت بشكل كبير مع تداعيات الحرب الروسية الغربية في أوكرانيا، اذ وصل التضخم الى أرقام قياسية لم تشهدها لندن منذ عقود بالاضافة الى تضاعف فواتير الطاقة عشرات الأضعاف خلال فترة زمنية قصيرة وصولاً الى الأزمة أيضاً على المستوى السياسي.

 كل ذلك، الى جانب أسباب أخرى، أدى الى ارتفاع أعداد المتخلين عن الجنسية البريطانية، حسب مقال نشرته صحيفة “إندبندت” البريطانية.

المقال المترجم:

تزايد عدد الأشخاص الذين يتخلون عن جنسيتهم البريطانية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحسب أرقام جديدة حصلت عليها صحيفة إندبندنت.

يُظهر قانون حرية المعلومات أن 868 شخصًا تقدموا بطلبات لتسليم جوازات سفرهم البريطانية في عام 2021. وهذا ارتفاع بنسبة 30% عن عام 2020، وارتفاع بستة أضعاف عن العقد الماضي عندما  كان يفعل ذلك حوالي 140 شخصًا فقط سنويًا. وبلغ إجمالي المتقدمين بطلبات للتخلي عن جوازاتهم ما بين 2011 و2021 6507 شخصاً.

تختلف أسباب التخلي من شخص لآخر ، وفقًا رئيس قسم الهجرة في شركة OTS Solicitors القانونية المتخصصة، مريم أحمد فإن “هذا يعتمد على تفضيلات وظروف كل شخص”. السبب الأكثر شيوعًا هو عندما يريد شخص ما الحصول على الجنسية في بلد آخر، يقيد أو يحظر الجنسية المزدوجة، على عكس المملكة المتحدة.

في حين أن القيود المفروضة على الجنسية المزدوجة هي مشكلة طويلة الأمد، فقد أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تعقيدات جديدة لبعض المواطنين البريطانيين الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي. كان هناك ارتفاع في عدد البريطانيين المتقدمين للحصول على جوازات سفر غير بريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، من أجل التمتع بحقوق حاملي جنسيات الاتحاد الأوروبي. وهذا يشمل دولًا مثل فرنسا أو بلجيكا أو ايرلندا، ودولا لا يسمح فيها بازدواج الجنسية مثل إسبانيا وهولندا، ومنذ نهاية عام 2020، فإنه تم وضع قيود مماثلة على طالبي الجنسية الألمانية.

يمكن للمواطنين البريطانيين الذين يعيشون في تلك البلدان أن يواجهوا خيارًا صعبًا ، كما تقول البروفيسور ميكايلا بنسون ، خبيرة المواطنة بجامعة لانكستر التي تبحث في وضع الرعايا البريطانيين في الاتحاد الأوروبي منذ الاستفتاء.

سمحت لهم مخططات مختلفة في تلك البلدان بالحصول على تصاريح إقامة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكن من أجل الحصول على الحقوق الكاملة – بما في ذلك التصويت في الانتخابات – فقد يعني ذلك التخلي عن جواز سفرهم البريطاني من أجل التجنس.

وأضافت إن هذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص في سن العمل “الذين يريدون أن يجعلوا أنفسهم قادرين على المنافسة في سوق العمل الأوروبية”. إن امتلاك جواز سفر من الاتحاد الأوروبي وحرية الحركة التي يسمح بها أمر ضروري.

وتابعت “هذا يعني  أن الأشخاص الذين يريدون الحصول على الحقوق الكاملة في الدول التي يعيشون فيها تصاحبها ضرورة الحصول على المواطنة في البلد والتخلي عن الجنسية البريطانية”. فيما التخلي عن الجواز البريطاني يعني التخلي عن الحقوق بحرية الحركة في بريطانيا والحاجة للحصول على تأشيرة للدخول الى البلاد والبقاء فيها، الى جانب خسارة الحق بالتصويت.

  • المصدر: الخنادق اللبناني
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع