ندوة بالجامع الكبير بصنعاء بعنوان جمعة رجب وهوية اليمن الإيمانية
السياسية:
عٌقدت بالجامع الكبير في صنعاء اليوم ندوة بعنوان ” جمعة رجب وهوية اليمن الإيمانية”، نظمتها رابطة علماء اليمن.
وفي الندوة أشار رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أهمية إحياء أول جمعة من رجب، ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام والتذكير بالهوية الإيمانية.
وقال” إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكد منذ فجر الإسلام على الهوية وأن الدين سيكون له كلمته في أنحاء المعمورة على أيدي رجال من أهل اليمن عندما قال ” وأمدني بملوك حمير يأتون فيأخذون مال الله ويقاتلون في سبيل الله، وقوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق لا يضرهم من خالفهم وأشار بيديه إلى اليمن “.
وأكد العلامة شرف الدين ارتباط اليمنيين بالهوية الإيمانية .. داعياً الشعب اليمني الحفاظ على الهوية وعدم الإنزلاق في هوة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وكل ما جاء به الغرب لطمس الهوية الإيمانية الشاملة.
ولفت إلى اهتمام رابطة علماء اليمن بالهوية الإيمانية الجامعة من خلال القيام بدورها في هذا الجانب .. وأضاف ” الشعب اليمني عصي على كل المؤامرات والحرب سواء الناعمة أو العسكرية أو الاقتصادية أو غيرها وهو لها بالمرصاد”.
وأوضح رئيس رابطة علماء اليمن أن الشعب اليمني اليوم على أعتاب العام الخامس من الصمود في مواجهة العدوان، ما يؤكد أن الهوية ما تزال هي الطابع العام واللافت في كل المواجهات التي يخوضها اليمن إزاء هذه المؤامرات التي تستهدف هويته.
وقدمت خلال الندوة ثلاث أوراق عمل، تناولت الأولى التي قدمها العلامة حمود الأهنومي فضائل أهل اليمن والشواهد والأبعاد الإيمانية والتاريخية.
وأشار إلى أن الاحتفال بذكرى دخول أهل اليمن الإسلام تعبيرا عن أصالة الهوية لليمنيين وارتباطهم المباشر بالمصادر الأصيلة في الإسلام من صحابة المصطفى عليه الصلاة والسلام وأهل بيته، من الإمام علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضوان الله عليهما.
وتطرق العلامة الأهنومي إلى فضائل أهل اليمن في القرآن الكريم قال تعالى” وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
ولفت إلى فضائل أهل اليمن أيضا في السنة المطهرة قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه بن عباس رضي الله عنه ” يأتيكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة يريد القوم أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم”، وقوله ” الإيمان يمان وهم مني وإلي وإن بعٌد منهم المربع ويوشك أن يأتوكم أنصارا وأعوانا فآمركم بهم خيرا “.
وعرج على الشواهد التاريخية التي تدل على الهوية الإيمانية، لليمنيين ومن ذلك أسرة آل ياسر التي هي أول أسرة يمانية تٌسلم ويستشهد بعض أفرادها، وكذا زيد بن حارثة اليمني الصعدي أحد شهداء الإسلام وعبدالله بن رواحه وغيرهم.
فيما قدم ورقة العمل الثانية رئيس ملتقى التصوف الإسلامي عدنان الجنيد بعنوان ” الهوية اليمنية في مرمى الاستهداف الصهيو – وهابي “.. لافتا إلى التعايش المذهبي بين أبناء الشعب اليمني وأبرزهما المذهبين الزيدي والشافعي على مر التاريخ.
وأرجع استهداف الهوية اليمنية، إلى أن اليمنيين هم أوائل الذين أسلموا ولحقوا بركب المصطفى عليه الصلاة والسلام أفرادا وجماعات إلى جانب أن الإسلام انتشر عبر أبناء اليمن في أنحاء المعمورة وهم المدد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولفت الجنيد إلى خطوات استهداف الهوية اليمنية عبر الفكر الوهابي الذي عمل على إنشاء المعاهد الدينية والجمعيات الخيرية بغرض طمس الهوية الإيمانية والمعالم الدينية .. لافتا إلى أن هذه المعاهد والجمعيات ساهمت في تفريخ المراكز الوهابية وتوسع انتشارها خلال الفترة الماضية، في محاولة لضرب الهوية اليمنية بكافة شرائحها ومكوناتها.
بدوره استعرض عمار محي الدين الحوثي ورقة العمل الثالثة بعنوان ” الهوية اليمنية في مواجهة الحرب الناعمة”.. لافتاً إلى فضائل أهل اليمن في الحفاظ على هويتهم الإيمانية النابعة من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام ” الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وتطرق إلى مصادر الهوية اليمنية المرتبطة بالمنهج الإيماني والتعايش المذهبي بين اليمنيين على مدى التاريخ وأسباب استهداف الهوية اليمنية .. مشيراً إلى علاقة الهوية اليمنية بالحرب الناعمة التي تٌعد حربا فكرية لتغيير ثقافة الأمة الإيمانية والمفاهيم الدينية والأخلاقية لأبنائها.
واعتبرت توصيات الندوة، جمعة رجب يوما فارقا في تاريخ الشعب اليمني الذي أسلم طواعية واستجابة لرسول الله عليه الصلاة والسلام .. مبينة أن الهوية الإيمانية هي الهوية الأصيلة للشعب اليمني التي تعبر عن ارتباط اليمنيين الوثيق بالإيمان وانتمائه العملي للإسلام.
وأشارت التوصيات إلى أن الشعب اليمني أثبت ماضياً وحاضراً وخلال أربع سنوات من الصمود في وجه العدوان أنه عند شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال عنه ” الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان “.
وشددت التوصيات على أهمية العناية بالمساجد التي بنيت بأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام في اليمن ومن ذلك الجامع الكبير بصنعاء وجامع الجند بتعز وإحياء دورها التنويري .. لافتة إلى ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي وقيم الإيثار والإحسان .
وحثت توصيات الندوة على أهمية تنظيم المزيد من الندوات والدراسات والأبحاث حول الهوية وأن تجعل الهوية الإيمانية هي الهوية الجامعة لكل اليمنيين والعمل على تضمينها في المناهج الدراسية وإقامة برامج ثقافية وإعلامية واجتماعية لتثبيتها في عقول النشء والشباب.
وتطرقت إلى أهمية الاستفادة من الهوية الإيمانية ومضامينها لرفع مستوى الوعي وتعزيز عوامل الصمود بالمزيد من التحرك إلى الجبهات لدحر الغزاة والمحتلين من الأراضي اليمنية.
سبأ