الحرب في أوكرانيا: 4 أشياء يجب معرفتها عن بطارية باتريوت الأمريكية المضادة للصواريخ
أصبح بإمكان الجيش الأوكراني عما قريب مواجهة سلسلت ضربات الصواريخ الروسية، وذلك بفضل اقتنائها بطارية صواريخ باتريوت أمريكية واحدة على الأقل. إن دخول إحدى جواهر التكنولوجيا العسكرية الأمريكية إلى المشهد الأوكراني، لا يمكن إلا أن يزعج موسكو.
بقلم: كلود فوكيه
ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
لطالما رأى الأوكرانيون ضرورة ملحة في اقتناء هذه المعدات العسكرية الفارقة في ساحة المعركة، وذلك منذ شهور: يجب أن يكونوا قادرين في القريب على استخدام نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت.
بطارية من هذه الصواريخ هي بالفعل جزء من المساعدات العسكرية الجديدة، التي تبلغ قيمتها حوالي 2 مليار دولار، والتي كشفت عنها الإدارة الأمريكية يوم الأربعاء، بتزامن مع الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
يجب أن يسمح هذا النظام الدفاعي للجيش الأوكراني بمواجهة الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تضرب البلد الآن في ظل موجات منتظمة ومن المتوقع أن يتم تسليم بطارية واحدة فقط من هذه الصواريخ في البداية.
1 – ما هو نظام الباتريوت؟
تم تقديم هذا النظام كرائد للدفاع الأمريكي، وهو نظام صاروخي أرض-جو متوسط المدى.
تم تصميمه في ستينات القرن الماضي من قبل شركة ” راثيون- Raytheon” لاعتراض الطائرات التي تحلق على ارتفاع عال جداً، وقد تم تحسينه على مر السنين.
وفي الثمانينيات من نفس القرن، تم تعديله لمواجهة تهديد الصواريخ الباليستية التكتيكية ومنذ الصيف الماضي، يتم اختبار تحديث جديد.
تتكون كل بطارية صواريخ باتريوت من مركز قيادة،و رادار للكشف عن التهديدات المقتربة، والكشف عن هوائيات التشويش وبالطبع القاذفات.
يمكن تسليح كل قاذفة إما بأربعة صواريخ من طراز PAC-2 بمدى 160 كم، أو 16 صاروخا من الجيل الأحدث من طراز PAC-3، ومع مدى أقصر (40 كم)، فهي أكثر دقة بفضل الرادارات الموجودة على متنها، حيث يتم تثبيت كل شيء على شاحنة، مما يضمن حركة كبيرة لهذا السلاح.
2 – من لديه هذه الصواريخ؟
منذ بداية تطويرها، جذبت صواريخ باتريوت أنظار العديد من الجيوش حول العالم، حيث تظل الولايات المتحدة المستخدم الرئيسي لها وسوف يكون لديها حوالي خمسين بطارية.
ولكن بالإضافة إلى الولايات المتحدة، تستخدم حوالي خمسة عشر دولة، جميعها حلفاء للولايات المتحدة، هذا النظام الدفاعي.
ومن المتوقع أن تنمو القائمة، التي تضم اليابان وتايوان والمملكة العربية السعودية واليونان وبولندا.
في أكتوبر، أعلنت ألمانيا أنها تريد تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ ومضاد للطائرات يجمع بين الأنظمة الألمانية من طراز
(إيريس – تي) والأمريكية من طراز (باتريوت)، وإذا أمكن، أنظمة (القبة الحديدية) الإسرائيلية.
متحدة وبلجيكا وهولندا والنرويج وفنلندا ومعظم دول أوروبا الشرقية السابقة) أغضب فرنسا.
3 – هل نظام الباتريوت فعال حقا؟
تقول شركة رايثيون المصنعة لهذه السلاح، إنه منذ العام 2015، تم استخدامه بنجاح فيما يصل إلى 150 اعتراضا للصواريخ الباليستية، ومع ذلك، يتم التشكيك في ادعاءات الشركة بانتظام.
في أوائل تسعينيات القرن الماضي، جادل تقرير أمريكي رسمي بأن هناك نقصا في الأدلة لدعم ادعاءات الشركة المصنعة بمعدل نجاح 70 ٪ ضد صواريخ سكود خلال حرب الخليج الأولى.
وفي العام 2018، تفاخرت المملكة العربية السعودية باعتراض الصواريخ التي أطلقها “الجيش اليمني” في اليمن، ومع ذلك ومنذ ذلك الحين يتم التشكيك في صحة هذه الادعاءات.
4 – كم يكلف نظام باتريوت؟
من يقول سلاح متقدم، يقول الميزانية وفقا لذلك، وبحسب بعض التقديرات، يكلف نظام “Patriot Pac-2 ” الكامل حوالي مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، يكلف كل صاروخ باتريوت من 3 إلى 4 ملايين وقاذفة 10 ملايين، وذلك بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS).
من جانبها، تقدر مؤسسة “راند- RAND “، وهي مؤسسة استشارية وبحثية أمريكية تم إنشاؤه في الأصل لتقديم المشورة للبنتاغون أن بولندا أنفقت أكثر من 4.7 مليون دولار للحصول على أول صاروخ باتريوت لها.
هذه التكلفة الباهظة تدفع بعض الخبراء إلى التشكيك في مزايا تسليم باتريوت إلى أوكرانيا.
قال مارك كانسيان، وهو عقيد متقاعد في سلاح مشاة البحرية ومستشار كبير لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “إن إطلاق صاروخ بقيمة مليون دولار لإسقاط طائرة بدون طيار هو سوء تقدير”.
ناهيك عن التكاليف الإضافية التي يتكبدها استخدام هذا النظام الدفاعي، هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 90 فردا عسكريا لتشغيل وصيانة بطارية الصواريخ وتدريب هؤلاء الموظفين يخذ وقتاً طويلاً: عدة أسابيع كقاعدة عامة.
- صحيفة “ليزيكو – les Echos” الفرنسية
- المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع