السياسية:

بذلت أمريكا، المدعية الكبرى لمراعاة “حقوق الإنسان” و”حقوق المرأة”، هذه الأيام جهودًا مكثفةً لطرد إيران من “لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة”، بدعوى أن حقوق المرأة لا تُحترم في إيران.

دفعنا هذا الإجراء الأمريكي إلى التحقيق في “وضع المرأة في الولايات المتحدة”، من خلال الاستشهاد بمصادر هذا البلد ووسائل الإعلام الخاصة به، وقد توصلنا إلى نتائج مثيرة للاهتمام.

إنها تسمى “أرض الحرية”، ولكن الحقيقة شيء آخر. حيث تشير الإحصاءات إلى أنه خلف الواجهة الجميلة لهذا البلد، ترسخ عدم المساواة والقمع ضد الأقليات العرقية وتجاهل حقوق المرأة.

مضى أكثر من عامين علی مقتل جورج فلويد على يد الشرطة الأمريكية. ربما المشهد الذي حدق فيه الشرطي القاتل “ديريك شوفين” في الكاميرا، وفي نفس الوقت ضغط بركبته على رقبة فلويد، لن يترك أبدًا عقول السود. بالطبع، ابتعاد أمريكا عن مفهوم “الحرية” و”الاحترام” عميق جداً، ولا يقتصر فقط على المعاملة غير الطبيعية للأقليات العرقية مثل ذوي الأصول الإسبانية والسود.

هناك تقارير عديدة من مصادر محلية أمريكية تكشف عن السجل الأسود لأمريكا في مجال حقوق الإنسان، وبالطبع حقوق المرأة هذه الأيام؛ من اعتبار المرأة أداةً إلى النظرة غير المتكافئة لها في مكان العمل، والإحصاءات المذهلة عن التحرش الجنسي والاغتصاب، وإلخ.

بالأمس، أعيد نشر خبر على نطاق واسع في الفضاء الافتراضي لأمريكا وإيران بعد عدة سنوات. كان الخبر هو الآتي: “كل 98 ثانية، تتعرض امرأة في أمريكا للاعتداء الجنسي!”. وجاء هذا الاعتراف المقزز من مهد الحرية الغربية، من وسيلة إعلامية أمريكية باسم “إكسامينز”.

لنجعل هذه الإحصائية ملموسةً بعض الشيء؛ أي ربما منذ أن بدأتم في قراءة السطر الأول من هذا التقرير حتى وصلتم إلى هنا، هناك امرأة أمريكية ضحية لاعتداء من قبل رجل أمريكي، وربما عند انتهاء قراءة هذا التقرير، تمت زيادة عدد الضحايا!

صحيفة يو إس إيه توداي: هذا يحدث کل يوم

بالتزامن مع الكشف عن هذه الإحصائية الصادمة، تضيف صحيفة “يو إس إيه توداي” الأمريكية إن الأطفال أيضًا ليسوا في مأمن من العنف الجنسي الوحشي في هذا البلد.

وتقول الصحيفة: “كل 98 ثانية، يتعرض شخص ما في أمريكا للاعتداء الجنسي.” وحسب تقرير الشبكة الوطنية للاغتصاب، فإن كل ثماني دقائق، كل ضحية اغتصاب في أمريكا هي طفل. وبعض الإحصاءات تظهر الحالة السيئة للمرأة الأمريكية حسب الولاية والمدينة.

على سبيل المثال، تُظهر التقارير المنشورة في فلوريدا أن واحدةً على الأقل من بين كل ست نساء أمريكيات، تعرضت للاعتداء الجنسي في مرحلة ما من حياتها.

بالطبع، كان الرجال أيضًا ضحايا للعنف الجنسي، بمعنى أنه حوالي 20٪ من الرجال تعرضوا للعنف الجنسي غير الاغتصاب. وبشكل أكثر تحديدًا، وفقًا لمكتب فلوريدا للإحصاء، تعرض أكثر من 10700 شخص للاعتداء الجنسي في فلوريدا في عام 2015. والأكثر إثارةً للاهتمام، أنه تمت مقاضاة 4700 حالة فقط من المرتکبين.

وضع النساء والفتيات في الجامعات الأمريكية

في غضون ذلك، تواجه بعض المجتمعات ذات الصلة بالمرأة مخاطر أكبر، وتشعر بقلق أكبر بشأن حدوث إصابة جنسية في مكان معيشتهن، هذه المجموعة هي “الطالبات”.

وحسب مركز “الاغتصاب الجنسي” الذي يركز على هذه الإحصائيات، فإن الطالبات بين سن 18 و 24 قد تعرضن للعنف الجنسي ثلاث مرات أكثر من النساء الأخريات. وفي التقرير الذي نشرته (Know Project)، هناك معلومات إضافية عن حال الجامعات الأمريكية لشعوب العالم.

على سبيل المثال، ورد في هذا التقرير: “في الكليات الأمريكية، ازداد خطر الاعتداء الجنسي بشكل مثير للقلق. ويبدو أن طلبة الجامعة يعانون من نقص في الوعي نتيجة انتشار تعاطي المخدرات والكحول، ما يسبب لهم بعض المشكلات الإدراكية”. وفي السنوات الأخيرة، تصدرت قضايا الاعتداء الجنسي من جامعات هارفارد وستانفورد وبايلور، عناوين الأخبار.

المؤسف أنه على الرغم من زيادة الوعي بالعنف الجنسي في جامعات هذا البلد، لا يتم الإبلاغ عن هذه الانتهاكات وسوء السلوك في كثير من الأحيان. وعندما درست وزارة التعليم الأمريكية الجرائم الجنسية في الحرم الجامعي من 2005 إلى 2015، كانت النتائج مفاجئةً.

لقد زادت الاعتداءات الجنسية المبلغ عنها من 2،356 حالة في عام 2009، إلى 7،464 حالة في عام 2015. وبينما يبدو أن هذه النتائج تعكس زيادةً كبيرةً في الاعتداء الجنسي، يعتقد بعض المدافعين عن الضحايا أن أحد الأسباب الحقيقية لهذه القفزة، هو أن المزيد من الضحايا يبلغون عن الحالات.

وتظهر أحدث الدراسات أن 23٪ من النساء في الكلية يتعرضن للاعتداء الجنسي، وهو ما يزيد قليلاً على 1 من كل 6 طالبات. ومع ذلك، وفقًا لمركز الأبحاث هذا، لم يتم الإبلاغ عن معظم حالات الاعتداء الجنسي.

لا أحد يكترث

الأسوأ من ذلك، في ظل مثل هذه الإجراءات المريرة، أن المواطنين الأمريكيين يشهدون نوعًا من اللامبالاة من جانب السلطات المختصة، ويعتقدون أن السلطات الأمريكية لا مصلحة لها في إصلاح الأمور.

يقول جون فوبيرت، الأستاذ في جامعة أوكلاهوما: “ربما عندما يرسل الآباء أبناءهم إلى الجامعات في الصباح الباكر، فإنهم يتخيلون أن جوًا علميًا رائعًا ينتظرهم، وسوف يستمتعون كثيراً بهذا الجو. بينما الواقع شيء آخر”.

يقول أحد الطلاب الذين تعرضوا لاعتداء جنسي في نفس جامعة أوكلاهوما في السنوات الماضية، “إنني ذهبت إلى رئيس الجامعة بنية الاحتجاج، وشرحت له الحادثة وأخبرته كيف كنت ضحية اغتصاب من قبل زميلي في الصف.” ثم أضاف، بصوت كئيب، أن العميد أخبره أنه لا يوجد شيء يمكنه القيام به من أجله.

هذه المرأة للإيجار!

ما قلناه حتى الآن كان أعمالًا إجراميةً، وما تسمى التحديات الخفية. وهناك حالات تتم فيها إهانة مكانة المرأة في أمريكا علانيةً، ويتم إيصال مكانة المرأة إلى حد إشباع الحاجات الجنسية للرجال.

في بعض البوتيكات في الشوارع الرئيسية في أمريكا، قد يعتقد المرء للوهلة الأولى أن هناك عارضات أزياء خلف النافذة للدعاية بشأن الملابس. ولكن لا! هؤلاء نساء، بسبب الحاجة المالية، يتم وضعهن أمام أعين الأشخاص الشهوانيين ليتم اختيارهن واستئجارهن لبضع ساعات، ويطلق عليهن أيضاً “عاملات الجنس”.

أمريكا، سجن النساء الكبير

وفقًا لمجلة فوربس الرسمية، فإن حوالي ثلث النساء السجينات في العالم محتجزات في الولايات المتحدة. أي إن هناك أكثر من 201 ألف سجينة في أمريكا، وهو ما يعادل 10٪ من نزلاء السجون في هذا البلد.

هذه هي حال المرأة الأمريكية التي نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية، والتي لم نذكر سوى جزء صغير منها. المشاهد القصيرة والمختصرة للغاية، هي ما يحدث في شوارع وجامعات أمريكا. والفطرة السليمة تملي على السياسيين في الدولة المذكورة، أن يركزوا أكثر على إنقاذ النساء الأميركيات من هاوية الخراب والدمار. وبعد ذلك، إذا خرجوا من مشاكلهم الخاصة ناجحين، لينتقلوا لحل مشاكل البلدان الأخرى. وبطبيعة الحال، أينما تدخلت أمريكا، فإنها لم تشهد ما يسرها، وأفغانستان هي مثال واضح جدًا على ذلك.

والنقطة المهمة الأخرى التي يجب علی السلطات الأمريكية أن تنتبه لها، هي أنه يمکن القول إن تقدم المرأة الإيرانية في الأربعين عامًا الماضية في مختلف مجالات العلوم والفن، کان فريداً من نوعه في العالم. وهذه ليست ادعاءات متكررة، بل يمكن إثباتها إحصائياً. وفي الختام، نقول للقادة الأمريكيين: “لو كنت طبيباً لعالجت نفسك!”.

المصدر : الوقت التحليلي
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع