بقلم: غاسبار بازينيت
ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
واشنطن (أسوشيتد برس) – تتهم إدارة الرئيس جو بايدن روسيا بتقديم مساعدة عسكرية متقدمة لإيران، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوية والمروحيات والطائرات المقاتلة، كجزء من تعميق التعاون بين البلدين، حيث توفر طهران طائرات بدون طيار لدعم غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا.

واستشهد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي بتقييمات المخابرات الأمريكية لهذه المزاعم قائلا إن روسيا تقدم لإيران “مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني الذي يحول علاقتهما إلى شراكة دفاعية كاملة”.

” إن روسيا وإيران تدرسان إنشاء خط تجميع للطائرات بدون طيار في روسيا لمواجهة الصراع الأوكراني بينما تدرب روسيا طيارين إيرانيين على قيادة مقاتلة “سوخوي سو-35 / “Sukhoi Su-35 كما وقد تتلقى إيران شحنات من الطائرة في غضون عام”.

“هذه الطائرات المقاتلة سوف تعزز بشكل كبير القوات الجوية الإيرانية مقارنة بجيرانها الإقليميين”.

إن المزاعم الأمريكية هي جزء من جهد أمريكي متعمد لإثارة عزلة روسيا على الصعيد العالمي، وفي هذه الحالة تستهدف الدول العربية التي سعت إلى احتواء حقد إيران الإقليمي ولم تتخذ موقفا حازما ضد الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

في وقت سابق من هذا العام، اتهمت إدارة الرئيس بايدن المملكة العربية السعودية بالانحياز إلى جانب روسيا في الصراع من خلال توجيه منظمة أوبك بلس لرفع سعر النفط، وهو أمر حاسم لتمويل المجهود الحربي لموسكو.

وعلى جانباً أخر، اشتبكت السعودية وإيران في حرب بالوكالة استمرت لسنوات في اليمن.

“إن عمليات نقل الأسلحة تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي ومن جانبها سوف تعمل الولايات المتحدة على استخدام الأدوات المتاحة لها لفضح هذه الأنشطة وتعطيلها”.

تأتي هذه المخاوف بشأن «تعميق الشراكة الدفاعية المزدهرة» بين روسيا وإيران في الوقت الذي اتهمت فيه إدارة الرئيس بايدن إيران مراراً وتكراراً بمساعدة روسيا في غزوها لأوكرانيا.

وتقول الإدارة إن إيران باعت مئات الطائرات الهجومية بدون طيار إلى روسيا خلال الصيف.

وكرر كيربي اعتقاد الإدارة بأن إيران تفكر في بيع مئات الصواريخ الباليستية إلى روسيا، لكنه أقر بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن لديها “رؤية كاملة للتفكير الإيراني حول سبب” عدم التوصل إلى الصفقة.

ومن جانبها، اتهمت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، النظام الروسي بمحاولة الحصول على المزيد من الأسلحة من إيران، بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية، مقابل “مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني” لطهران.

“نحن قلقون من أن روسيا تعتزم تزويد إيران بمكونات عسكرية أكثر تقدما، مما سوف يسمح لإيران بتعزيز قدراتها التسليحية، لذلك من الضروري أن تكشف الأمم المتحدة الحقيقة حول إمدادات إيران إلى روسيا وأن تحقق فيها في أقرب وقت ممكن”.

في اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقدته روسيا لتقييم تأثير الأسلحة الغربية التي تم حقنها في أوكرانيا، نفى السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مرة أخرى أن إيران تزود أوكرانيا بالأسلحة.

«يمكن للمجمع الصناعي العسكري في روسيا أن يعمل بشكل مثالي ولا يحتاج إلى مساعدة أحد، في حين أن الصناعة العسكرية الأوكرانية غير موجودة بشكل أساسي وتساعدها الصناعة والمؤسسات الغربية».

ويقول البيت الأبيض إن روسيا لجأت أيضا إلى كوريا الشمالية للحصول على المدفعية مع استمرار الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر، وفي المقابل، نفت كوريا الشمالية تلك المزاعم.

سعى البيت الأبيض مرارا وتكرارا إلى تسليط الضوء على اعتماد روسيا على إيران وكوريا الشمالية – وهي دولة أخرى معزولة إلى حد كبير على الساحة الدولية- للحصول على الدعم في الوقت الذي تواصل فيه حربها ضد أوكرانيا.

وصف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي التعاون بين إيران وروسيا بأنه “تحالف يائس”.

“إيران هي الآن أحد الداعمين العسكريين الرئيسيين لروسيا، لقد شملت صفقاتهم الدنيئة إرسال النظام الإيراني مئات الطائرات بدون طيار إلى موسكو والتي تم استخدامها لمهاجمة البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا وقتل المدنيين.

في المقابل، تقدم روسيا الدعم العسكري والتقني للنظام الإيراني، مما سوف يزيد من الخطر الذي يشكله على شركائنا في منطقة الشرق الأوسط والأمن الدولي.

كشفت إدارة الرئيس بايدن في الآونة الأخيرة عن عقوبات ضد الشركات والكيانات الإيرانية المتورطة في نقل الطائرات الإيرانية بدون طيار إلى روسيا لاستخدامها في حرب ضد أوكرانيا.

يأتي كل هذا في الوقت الذي أدانت فيه الإدارة حملة القمع العنيفة التي شنتها الجمهورية الإسلامية على الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء إيران بعد وفاة الشابه مهسا أميني ذات 22 ربيعاً في سبتمبر أثناء احتجازها لدى الشرطة.

وعلى الرغم من أن البيت الأبيض اتهم إيران بدعم المجهود الحربي الروسي، إلا أن الإدارة لم تتخل عن إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015, الذي أفشلته إدارة ترامب في العام 2018.

سوف يوفر الاتفاق، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، لطهران مليارات الدولارات لتخفيف العقوبات مقابل موافقة البلد على إعادة برنامجها النووي إلى الحدود التي حددها اتفاق العام 2015.

 

  • المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع
  • موقع “نيوز 24- “news-24 الفرنسي