“غلوبال تايمز”: الولايات المتحدة زعيم مافيا في سنواته الأخيرة
وصف علماء السياسة الخارجية في المؤتمر السنوي جلوبال تايمز 2023، الولايات المتّحدة الأميركية بزعيم المافية في سنواته الأخيرة الذي بالكاد يستطيع المشي.
السياسية:
شدد علماء السياسة الخارجية في المؤتمر السنوي جلوبال تايمز 2023، على أنّ الولايات المتحدة ليست في أوج حياتها، وقالوا إنّ أميركا لم تعد بطلة أفلام، كأفلام جيمس بوند تتسم بالوسامة والسرعة في الحركة، واصفين إياها بزعيم مافيا في سنواته الأخيرة، بالكاد تستطيع المشي.
وأشاروا إلى أنّ النظام الأميركي، يعمل على خلق نظام سوق عالمي مليء بالفرص، لكنّه في الواقع يقع تحت سيطرتها، مضيفين أنّ “العنف هو أسلوبها الأساسي المستخدم في السيطرة على العالم.”
وفيما يلي نص صحيفة “غلوبال تايمز” المترجم كاملاً:
نظراً لأنّ الصراع بين روسيا وأوكرانيا أدّى إلى تفاقم المواجهة بين الكتل، وأثّر على العلاقات الصينية_الأميركية، فمن المرجح أن تظل العلاقات الثنائية في “حالة مضطربة من عدم اليقين” خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة، حتى تصبح مقارنة القوّة بين البلدين أكثر توازناً. وفق ما قال علماء السياسة الخارجية في المؤتمر السنوي جلوبال تايمز 2023.
جين كانرونج، العميد المشارك لكلية الدراسات الدولية في جامعة رينمين في الصين، وفي كلمته أمام المؤتمر السنوي جلوبال تايمز لعام 2023، قال إنّ الصراع بين روسيا وأوكرانيا ليس فقط أكبر حدث سياسي دولي هذا العام، ولكنّه الأكبر منذ نهاية الحرب الباردة، وأشار إلى أنّ ذلك تسبب بشلّ أساس النظام الأميركي.
ورداً على سؤال في المؤتمر حول تأثير الصراع الروسي الأوكراني على العلاقات الصينية_الأميركية، قال جين “سيكون له بالتأكيد تأثير على العلاقات الصينية_الأميركية، ولكن إلى أيّ مدى سيكون هذا التأثير، لأنّ الصراع لا يزال مستمراً، ومن المحتمل أن يستمر عامين أو 3 أعوام أخرى “.
لقد صدم الصراع بين روسيا وأوكرانيا أساس النظام الأميركي ذاته، وهو نظام يتعين علينا أن نعترف أننا عشنا في ظله منذ نهاية الحرب الباردة. لكنّ الولايات المتحدة ليست كما كانت عليه من قبل.
“الولايات المتحدة ليست في أوج حياتها، ولم تعد بطلة أفلام مثل “007” (اللقب الرمزي لممثل جيمس بوند)، الذي يتّسم بالوسامة والأناقة والسرعة في الحركة وردود الفعل. الولايات المتحدة اليوم مثل زعيم المافيا في سنواته الأخيرة، بالكاد تستطيع المشي، ولكنها لا تزال تحمل قوّة كبيرة بشكل خاص. اليوم، يتمّ تحديد موقف الولايات المتحدة إلى حد كبير من خلال نظامها”.
وأشار جين إلى أنّ النظام الأميركي يخلق نظام سوق عالمي، مليء بالفرص، يجذب الناس إليه، ثمّ يسيطر عليهم بكل الوسائل. ظاهرياً ، يبدو أنّ الهيمنة المالية، واحتكار التكنولوجيا الفائقة، وقوّة التسعير، والقواعد الدولية،والإجراءات، ووسائل الإعلام تحت سيطرة الولايات المتحدة، ولكن في الواقع ، العنف هو أسلوبها الأساسي المستخدم في السيطرة على العالم.
وقال الأدميرال يانغ يي في البحرية بجيش التحرير الشعبي في المؤتمر السنوي، إنّه مع مرور الوقت، ربّما بعد 10 سنوات عندما تصبح مقارنة القوّة بين الصين والولايات المتحدة أكثر توازناً ، قد تتحول العلاقات الثنائية نحو وضع مستقر نسبياً.
وأضاف يانغ، إنّ الحيل القذرة التي تستخدمها الولايات المتحدة لاحتواء الصين غير مجدية. “لا يمكنهم وقف تنمية الصين، ولا يمكنهم وقف تضييق الفجوة بين القوّة الوطنية الشاملة للصين وقوّة الولايات المتحدة.”
وشارك بعض الخبراء الآخرين بآرائهم حول العلاقات الصينية_الأميركية. واتّفقوا على أنّ العلاقات الصينية_الأميركية لا تزال مسألة ثنائية، لكن يجب أن يُنظر إليها على أنها جزء من مواجهة عالمية أكبر ، تحت تأثير الصراع الروسي الأوكراني.
وقال هي وي ون، المسؤول التجاري الكبير السابق وعضو المجلس التنفيذي لجمعية الصين لدراسات منظمة التجارة العالمية، إنّه في ظل الضغط القوي من الولايات المتحدة، انقسم العالم إلى معسكرين: مجموعات غربية وغير غربية.
“منذ اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا ، قامت الولايات المتحدة بربط الصين وروسيا بشكل خبيث. واستخدمت واشنطن مناورات رمل وخططت لفرض عقوبات معوقة على الصين، كما فعلت مع روسيا. والسبب في عدم تنفيذها هو أنّ “الولايات المتحدة ليس لديها سيطرة على الصين”.
فانغ نينغ، الباحث في معهد العلوم السياسية من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، رأى أنّ الأزمة الروسية الأوكرانية أعادت وأبرزت المواجهة السياسية بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من جهة، وأولئك الذين لا يوافقون عليهما من جهة أخرى.
لقد وُضعت العوامل الجيوسياسية في موقع مهم غير مسبوق في العلاقات الثنائية، ما قد يؤدي إلى مواجهة كبرى. وقال هوانغ رينوي،النائب التنفيذي لمعهد فودان للحزام والطريق والحوكمة العالمية: “على الرغم من أنّ الهدف الأساسي للجانبين هو تجنب التحرك نحو المواجهة الرئيسية، إلا أن لدي شكوك حول حجم المخاطر التي سيتم تخفيفها”.
أصبحت أزمة أوكرانيا فخاً للولايات المتحدة والصين في قضية تايوان. وقال هوانغ إنّ الولايات المتحدة قلقة من تكرار ما حدث في أوكرانيا، وقد سرّعت المساعدة العسكرية للجزيرة، بينما تتأهب الصين لسلسلة من الاستفزازات الأميركية بشأن مسألة تايوان.
وأشار فانغ إلى أنّ التأثير الأكبر للأزمة على الصين، هو أنّها أضافت عدم اليقين إلى إعادة التوحيد الوطني. “الدول والمناطق المحيطة بمضيق تايوان بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وفيتنام تقيّم المسألة وتختار جانباً، بل وتتخذ إجراءات كما فعلت اليابان”.
وقال يانغ شي يو، الباحث البارز في معهد الصين للدراسات الدولية، في مؤتمر جلوبال تايمز السنوي، إنّ قول “أوكرانيا اليوم، وغداً تايوان” أصبح شائعاً للغاية في الغرب، لكنّ الحقيقة هي أنّ أوكرانيا وتايوان منفصلتان تماماً. وقضيتهما مختلفة اختلافاً جذرياً.
وأضاف يانغ،أنّ قانون تفويض الدفاع الوطني الذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي في 15 كانون الأول/ ديسمبر، يقترح التعلم من النموذج الأوكراني، وتحسين ما يسمى مرونة الجيش التايواني عن طريق المساعدة العسكرية، والتدريب العسكري والدعم الاستخباراتي، وتقوية الجزيرة.
كما يعتقد يانغ، أنّ الأزمة الروسية الأوكرانية سيكون لها تأثير عميق على العلاقات الصينية_الأميركية في المستقبل. وأوضح أنّ الصراع بين روسيا وأوكرانيا يأتي في وقت فشل فيه النظام الأمني الأوروبي الأصلي، ولم يظهر النظام الجديد بعد. ستؤدي النتائج المختلفة للصراع إلى أوامر أمنية وقواعد أمنية مختلفة في أوروبا، والتي ستنتقل حتماً إلى المجتمع الدولي.
وقال شين دينجلي، الأستاذ في معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان، إنّه على الرغم من أنّ الصين تأمل في أن تتحرك العلاقات الثنائية نحو التعاون المشترك، فإنّ الحقيقة هي أنّ العلاقات بين الصين والولايات المتحدة متوترة للغاية، وتتجه نحو نطاق المنافسة الغير مسبوق.
وتوقع شين أن تظلّ العلاقة بين الصين والولايات المتحدة في حالة مضطربة من عدم اليقين، خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.
المصدر : الميادين نت
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع