السياسية- متابعات:

بموافقة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، صدر عن “مركز الرضوان للتأليف والنشر” كتاب جديد بعنوان “عاصمة السماء”. يلخّص الكتاب رؤية السيد نصر الله للقضية الفلسطينية وتحرير القدس وفلسطين. كما يتناول جوانب الصراع مع كيان الاحتلال في القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وأبعادها وخلفيتها الدينية والسياسية.

يقسّم الكتاب كلام السيد نصر الله ضمن 5 فصول أساسية، يتفرّع في كل منها عناوين تشرح جانباً محدداً:

 

الفصل الأول: خلفيات وأبعاد الصراع في فلسطين

تطرق هذا الفصل الى كلام السيد نصر الله حول فلسطين والقدس في الديانات السماوية، معتبراً أن القدس هي “قضية الإسلام المركزية”، وقائلاً “أنا لا أستطيع أن أفهم كإنسان مسلم كيف يمكن في قياس التقوى أن يكون من يتخلّى عن القدس ويبيعها ويخذلها إنساناً تقياً”.

ذلك الى جانب شرح ارتباط هذا الصراع بمشاريع الاستكبار في المنطقة، معتبراً أن القتال في فلسطين ضد الاحتلال هو مواجهة أكبر مشروع استعماري استبدادي طغياني غربي لأن “إسرائيل” هي الخط الأمامي لقوى الاستكبار والاحتلال والاستعمار القديم والحديث في العالم. كما تناول الأمين العام هذا الصراع بالربط مع المستجدات الأخيرة وهي مفهوم “الشرق الأوسط الجديد” و”صفقة القرن”، معلقاً على الموقف الأوروبي والدولي من قضية فلسطين.

 

الفصل الثاني: مراحل نضال الشعب الفلسطيني

يلخّص هذا الفصل كلام السيد نصر الله حول محطات الصراع العسكري ضد الاحتلال في فلسطين من انتفاضة الحجارة (1987) والمرحلة التي سبقتها، الى انتفاضة الأقصى (2000) التي اعتمد خلالها الشعب الفلسطيني وفصائله على استراتيجية مختلفة تقضي بالاعتماد على خيار المقاومة الجدية والوطنية مع الاستعداد لمزيد من التضحيات، و”استطاع الشعب الفلسطيني من خلال هذه الاستراتيجية أن يحرّر قطاع غزّة”.

كما وصّف السيد نصر الله الحروب الأربعة على قطاع غزّة، عدوان الـ 2008 الذي كان “نسخة طبق الأصل عمّا جرى في لبنان في تموز 2006… وبهدف مصادرة القرار الحقيقي لقيادة المقاومة… لصالح بعض الأنظمة العربية العميلة”.

وخلال عدوان العام 2012، كانت النتيجة “أن حركات المقاومة استطاعت أن تحدث توازناً في الرعب والردع، وبالتالي أن تستعيد المعنويات والثقة والاحساس بالقدرة على المواجهة وفرض الشروط وإذلال العدو”. أمّا في عدوان العام 2014 فقد “ارادت إسرائيل اخضاع غزّة وكسرها” ظناً أن القطاع المحاصر منذ سنوات يوفّر الفرصة لذلك “لكننا رأينا الفشل الصهيوني وانجازات المقاومة”.

أمّا في العام 2015 (انتفاضة السكاكين)، فقد دخل الشعب الفلسطيني مرحلة “مهمة وجديدة في الجهاد او الثورة تشبه بداية انتفاضة ثالثة”، وهنا فاجأ الشعب الفلسطيني العالم “بتجدده وتغلّبه على جميع المصاعب وعوامل اليأس والإحباط وبقدرته على صنع الأحداث وفرضها على العالم”.

ثمّ كانت معركة “سيف القدس” في العام 2021، بما حملته من نتائج سياسية ومعنوية أعادت “الرّوح الواحدة” الى الشعب الفلسطيني وأعادت إحياء القضية الفلسطينية في العالم وضبطت البوصلة نحو القدس، كما أعادت الحياة الى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وأسقطت “صفقة القرن”. أمّا عسكرياً وأمنياً شلّت المقاومة، التي أظهرت تطوراً كبيراً في إمكاناتها وقدراتها، كيان الاحتلال وسلبت “أمنه” أمام الخارج، ورسمت معادلات حماية المسجد الأقصى مقابل فشل كلّ أهداف العدو.

 

الفصل الثالث: تعامل المحاور في المنطقة مع قضيّة فلسطين

يذكر الكتاب في هذا الفصل كلام السيد نصر الله حول موقف العالم العربي والإسلامي من قضية فلسطين، ويقسّمها بين الأنظمة العربية التي “خانت” بل واعتمدت سياسة الصدّ عن أولوية الدفاع عن فلسطين والصراع مع الاحتلال بالتعاون مع الغرب من جهة. ومن جهة ثانية، يتطرق الأمين العام الى موقف علماء الشيعة الذين يعتبرون أن “فلسطين هي ملك للشعب الفلسطيني ويجب أن تعود اليه، وبأن إسرائيل كيان غير شرعي وغاصب ومحتل يجب أن يزول من الوجود”. ومع انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وانطلاقاً من “عبقرية” الامام روح الله الخميني كان الربط العميق بين “أغلى مناسبة دينية وإسلامية وأقدس وأهم قضية” ليعلن عن يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الهجري، وقد حمل ذلك أبعاداً مهمة على القضية.

ذلك الى جانب إبراز موقف دول محور المقاومة، من إيران التي واصل السيد علي الخامنئي طريق الامام الخميني، الى حزب الله في لبنان الذي التزم بفلسطين التزاماً عقائدياً وأخلاقياً وأعلن انه لن يتخلى عنها وعن مقدساتها وشعبها، الى سوريا التي لها “فضل كبير في حفظ وصيانة ومنع تصفية القضية الفلسطينية”، الى العراق الذي “أظهر إرادة سياسية واضحة عبر الانتخابات والحكومات المتعاقبة بأنه لن يكون جزءاً من العملية السياسية الأمريكية لتصفية القضية”، بالإضافة الى وجود تيارات شعبية وجهادية ووجود استعداد لمساندة حركات المقاومة في مواجهة إسرائيل، الى اليمن الذي شنّت عليه وعلى شعبه الحرب لأنه شعب يقف الى جانب فلسطين، وصولاً الى الشعب البحريني والشعوب الحرّة التي تساند وتتضامن مع فلسطين.

كما يفنّد السيد نصر الله المزاعم الصهيونية بأرض فلسطين ويوكّد على أحقية القضية الفلسطينية وشرعيتها كاشفاً عن الطبيعة العدوانية والاستكبارية لكيان الاحتلال.

 

الفصل الرابع: القضية الفلسطينية دراسة في التحديات والفرص

ويعرض هذا الفصل، أولاً بين التحديات الرامية لتصفية القضية، والتي تنقسم ما بين التحديات الناتجة عن السياسات الإسرائيلية ومنها التطبيع والسعي الى توطين اللاجئين والحصار والتضييق على قطاع غزّة والضفة الغربية بالطرق التي تتناسب مع خصائص كلّ من الساحتين، بالإضافة الى تهويد القدس المحتلّة وهدم المسجد الأقصى وانتهاك محيطه، وإبعاد الشعب الفلسطيني عن قيادة المقاومة. وبين التحديات الداخلية الفلسطينية التي تشكّل خطراً على القضية والتي تتمثّل بالانقسام الداخلي والضغط على الشعب بهدف تيئيسه، او اشغاله بالحروب، الى جانب محاولة عزل الشعب الفلسطيني عن المحيط العربي والاسلامي وعزل قضيته بزعم أنها “شأن فلسطيني”.

ثانياً، يقيّم مشروع المواجهة ضد الاحتلال الذي “راكم إنجازات كبيرة على مدى عقود من الزمن” من اسقاط نظام الشاه في إيران الى انتصارات محور المقاومة. ما أدى الى منع سقوط القضية الفلسطينية وإحياء ثقافة المقاومة لدى الشعوب، وإعادة القضية الفلسطينية الى مقدمة الاهتمام الدولي والإقليمي، ووضع الكيان في مأزق سياسي وأمني، وتعزيز الآمال بتحرير فلسطين.

 

الفصل الخامس: واجباتنا ومسؤوليتنا تجاه القضية الفلسطينية

جمع الكتاب توصيات السيد نصر الله لدعم القضية وإحيائها، التي تتوجه الى الشعب الفلسطيني موصياً بالتمسك بخيار المقاومة وسلب “أمان” العدو، والحفاظ على الوحدة والوحدة، ومواجهة سياسات التهويد الأمريكية والإسرائيلية، وإطلاق انتفاضة جديدة.

ثانياً، تتوجه الى الشعوب والدول الأمة العربية والإسلامية التي يجب أن تساند انتفاضة الشعب الفلسطيني “الجديدة” وتسعى لفك الحصار عن قطاع غزّة وتقدّم كافة اشكال الدعم لفصائل المقاومة والشعب. ثمّ يجب إعادة القضية الفلسطينية على رأس أولويات الأجندات العربية والانصاف بالموقف داعمي القضية وفضح المتآمرين.

ثالثاً، تتوجه الى العلماء والنخب الذين يجب أن يواجهوا الفكر التضليلي ويتصدوا للشبهات ويرشدوا نحو مشروعية القضية ويصدروا فتاوى الجهاد والدعم المالي. كما تحدّت السيد نصر الله عن دور الاعلام في دعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الحرب النفسية ضد المقاومة.

لأن “القدس لا يمكن أن تكون عاصمة أبدية لدولة تسمى “إسرائيل”، وإنّ القدس هي عاصمة فلسطين، هي عاصمة الأرض وعاصمة السماء”، و”نحن الجيل الذي لدينا آمال كبيرة في أن نكون الجيل الذي سيصلي في القدس وبيت المقدس إن شاء الله. سوف يأتي الزمن الذي سنتنشّق فيه رائحة فلسطين في قلب فلسطين وداخلها، وسوف يأتي اليوم الذي لا نهتف فيه للقدس من بعيد وإنما نصلّي فيه”، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله”.

 

  • الكاتب: مروة ناصر
  • المصدر: الخنادق اللبناني
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع