السياسية:

الأسئلة الافتراضية المقلقة أو المفرحة لا أول لها أو آخر، ماذا لو لم يكن هناك أهل وأصدقاء؟ ماذا لو لم يكن هناك ألم؟ ماذا لو لم يكن هناك إنسان يسمع؟ ماذا لو كانت هناك ديناصورات طائرة في القطب الشمالي؟ ماذا لو كنت رئيساً لأميركا؟ ماذا لو استيقظت من النوم لتكتشف أنك الشخص الوحيد على ظهر المعمورة؟ ماذا لو أصبح العالم بلا “تويتر”؟

عالم بلا “تويتر” يبدو لبعضهم باعتباره الافتراض الأفضل في العالم، سيكون العالم بلا توترات قصيرة شريرة واستقطابات قوامها 280 حرفاً وإعادة نشر الأكاذيب والفبركة والبروباغندا بضغطة زر وإبداء الإعجاب على تفاهات أو سخافات أو ادعاءات مما يعطي شعوراً كاذباً بأن التغريدة تحمل معلومة مفيدة وهي أبعد ما تكون من ذلك وكتابة كلمة النهاية أمام آلاف الحسابات الوهمية التي لا تنشر إلا الفساد والهراء.

لكن عالم بلا “تويتر” يبدو أيضاً الافتراض الأسوأ لآخرين، سيكون العالم بلا معلومات مفيدة سريعة ومنصات حرة جميلة وديمقراطية مجانية لمسلوبي الحرية والتعبير وإعادة نشر الحقيقة التي يحرص آخرون على إخفائها وعرض آراء يخشى بعضهم من إفشائها وتمكين الجميع عبر منصة حرة في عالم يفتقد الحرية.

فريق ثالث يتعقل ويتدبر ويرى أن العالم كان موجوداً قبل “تويتر” وسيظل موجوداً بعده وأن منصات جديدة قد تظهر وأخرى قديمة قد تتطور وقد يصبح العالم أفضل من دون “تويتر” وقد يصبح أسوأ وقد يبقى على ما هو عليه.

 

حائط مبكى الحرية

منذ اشترى أغنى رجل في العالم إيلون ماسك “تويتر” في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والعالم في حال ارتباك، فريق سن أسنانه وقدح زناد فكره واعتبر النيل من ماسك والدق على أوتار “تويتر” المغدورة وفناء الحرية المقموعة ومنصة التعبير المدهوسة مهمة رئيسة له على مدى ساعات النهار، والليل إن أمكن.

موقع ماسك على رأس “تويتر”، المنصة الأكثر شهرة وربما أثراً وليس بالضرورة الأعلى من حيث عدد المستخدمين، جعلها في عين العاصفة، عدد المستخدمين في أكتوبر الماضي لم يتعد 544 مليوناً، تسبقه 13 منصة من منصات التواصل الاجتماعي بينها “فيسبوك” (2.93 مليار مستخدم) و”يوتيوب” (2.5 مليار مستخدم) و”واتساب” (مليار مستخدم) و”إنستغرام” (1.38 مليار مستخدم) و”تيك توك” (مليار مستخدم).

وعلى رغم ذلك، فإن “تويتر” هو قرة عين الساسة ومنجم ذهب الصحافة والمعين الذي لا ينضب للباحثين عن الإثارة والقيل الذي يبدو حقيقة والقال الذي يطمس المنطق والخبر في أثناء وقوعه وربما قبله.

قبل أن يستحوذ الملياردير المثير للجدل، ملك البر بسياراته “تيسلا” الكهربائية وأمير الفضاء بأقماره الاصطناعية “وسبيس إكس” التي تؤرق “ناسا” وفارس الأثير بخدمات “ستار لينك” للإنترنت الفضائي ومبدع الأنفاق التي يحلم بحفرها عبر “ذا بورينغ كومباني” (أو الشركة المملة المتخصصة في الأنفاق) وغيرها، على “تويتر” كان معظم سكان الأرض ينظرون إليه باعتباره رجلاً غنياً ذكياً متصلاً بالمستقبل أكثر من الحاضر.

 

ترقب ومعارضة ومؤامرة

لكن الحاضر يشير إلى أن سكان الأرض انقسموا بعد استحواذ ماسك على “تويتر”، في الأقل سكان الأرض من المؤثرين في الرأي العام والمؤدلجين والمهتمين والمهمومين والعاملين في مجال حرية الرأي والتعبير والديمقراطية، وذلك بين مترقب وجل من جهة ومعارض شرس من جهة أخرى.

أبسط المعارضات وأخفها وطأة مصدرها أشخاص قلقون من أن يؤدي استحواذ شخص واحد فقط على منصة مهمة كـ”تويتر” إلى أمر بالغ الخطورة، لا سيما أن تصريحات وتدوينات وتغريدات المالك الجديد تعكس قدراً غير قليل من الإيمان بنظرية المؤامرة، وهو ما يعني توجهه لمحاربتها بمفهومه الخاص عبر امتلاكه للمنصة، وما يعنيه ذلك من قيامه بحملات “تطهير” بمفهومه الخاص للتخلص من هذه “المؤامرات” ومروجيها.

الغريب أن المؤامرات ومروجيها والذين يعتقد بأنهم ميليشيات افتراضية ضخمة تعمل على نشر أفكار أو أكاذيب أو معلومات مضللة على منصات التواصل الاجتماعي، سواء لإيمان أفرادها بها أو لرغبة آخرين في نشرها لتحقيق أهداف ما، تندرج تحت مظلة “محاربة التضليل والأكاذيب على منصات التواصل الاجتماعي”.

يشار كذلك إلى أن نشر ونثر نظريات المؤامرة أصبحا سمة من سمات عصر الـ”سوشيال ميديا”، إذ تلقى هذه النظريات شعبية وانتشاراً وإيماناً منقطعة النظير، سلسلة من الدراسات تجريها دورية “الرأي الحالي في العلوم السلوكية” Current Opinion in Behavioral Sciences تتعلق بنظريات المؤامرة واستخداماتها الموسعة في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويلفت كثير من هذه الدراسات إلى أن منظومة المؤامرة شهدت انتعاشاً غير مسبوق بفعل الـ”سوشيال ميديا” وأن هذا الانتعاش وكذلك الاستخدام ليسا حكراً على دول بعينها أو توجهات سياسية من دون غيرها، لكنها أكثر انتشاراً وتداولاً بين التوجهات اليمينية.

وترى دراسة عنوانها “التعامل مع نظريات المؤامرة” (2022) أن نظريات المؤامرة أصبحت جزءاً رئيساً من الحوار المجتمعي في الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترمب و”كوفيد-19″.

ولاحظت الدراسة أن جانباً من هذه النظريات يقوم على فكرة وجود مجموعات سرية تتعاون من أجل تحقيق أهداف شريرة الغرض منها ترك الجموع الغفيرة من المستخدمين في حال “ظلام معلوماتي”.

“الظلام المعلوماتي” على “تويتر” مثار شد وجذب بين السيناريوهين، عالم من دون “تويتر” وعالم يحظى بـ”تويتر” تحت قيادة إيلون ماسك، الظلام المعلوماتي لا يعني بالضرورة عدم وجود معلومات في التغريدات، لكنه قد يعني وفرة المعلومات المضللة أو نصف الكاذبة، وربما يعني تمويه الحقائق وقد يعني كذلك توجيه المستخدمين إلى عالم معلوماتي يبدو وكأن مكوناته تشكل الأولوية القصوى على رغم أنها ليست كذلك.

أولوية ماسك عقب استحواذه على “تويتر” وبعد سلسلة من التغريدات المثيرة للجدل والكيد والأفعال المثيرة لقدر أكبر من الجدل مثل دخوله مقر “تويتر” حاملاً حوض اغتسال، إضافة إلى تلويح بتسريح الموظفين وإنذار بسرعة العودة للعمل من المكاتب بديلاً عن “أونلاين”، كانت إصدار عفو شبه عام عن أصحاب الحسابات المجمدة.

 

ديمقراطية فك التجميد

بالطبع لم يفت على ماسك أن يصدر قراره في أجواء مثيرة، فقد أجرى استفتاء على صفحته على “تويتر” لمدة 24 ساعة تضمن سؤالاً، “هل يجدر بتويتر أن تمنح عفواً عاماً عن الحسابات المجمدة التي لم تنتهك القانون أو ترسل بريداً عشوائياً بشكل فاضح؟”، شارك في الاستفتاء 3.16 مليون شخص وقال 72.4 في المئة منهم “نعم”.

“نعم” صاحبة السيادة بحسب قواعد الديمقراطية أعادت الحسابات المجمدة إلى الحياة، وقبلها أعادت “نعم” مشابهة الحساب المجمد الأشهر في العالمين الواقعي والافتراضي، ألا وهو حساب الرئيس السابق ترمب الذي تم حظره في يناير (كانون الثاني) عام 2021، أي قبل استحواذ ماسك.

سبب الحظر كان “الخوف من حدوث قدر أكبر من التحريض من قبل ترمب” عقب أحداث اقتحام مبنى الكابيتول وكان ترمب غرد كثيراً عما ادعاه من أنه هو من فاز في انتخابات الرئاسة عام 2020 وليس الرئيس جو بايدن.

ترمب بما يمثله من أفكار وتوجهات وما يرمز إليه من استقطاب حاد في المجتمع الأميركي يعد ضمن أكبر العوامل المؤثرة في السيناريوهين” عالم بلا “تويتر” وعالم بـ”تويتر”، ماسك كثيراً ما قال إنه اشترى “تويتر” لأنها ساحة رقمية عامة ووجودها ضرورة للديمقراطية في العالم، كما يردد دائماً أن مسألة ضبط المحتوى أمر مقيد وسيئ.

 

منصة حرة طليقة؟

العالم بـ”تويتر” في قبضة ماسك يخضع أثير المنصة الرقمية المثيرة لقدر غير مسبوق من الجدل والعراك الفكري من دون أن يلتفت كثيراً أو يدقق عميقاً في ماهية ما يغرد به أو يعيد تغريده أو يعلق عليه، فالمنصة، كما يريدها صاحبها، حرة طليقة من دون قيود.

القيد “الديمقراطي” الذي اختزله ماسك قبل أيام مرتين، مرة في التصويت على إصدار عفو شامل عن الحسابات المجمدة، وقبلها إعادة حساب ترمب المجمد، هو “رأي الغالبية”، ويبدو أن الأمر يلخص رؤية ماسك للحرية والديمقراطية، لا سيما وقد غرد “الشعب قال كلمته” عقب انتهاء التصويت في المرتين لمصلحة ما يؤمن به ويرجح كفته.

ما يؤمن به أغنى رجل في العالم من “حرية مطلقة” يثير مخاوف بعضهم من ارتفاع وتيرة إساءة استخدام المنصة حيث التغريد بالأكاذيب والمعلومات المضللة والكراهية والتنمر والعنصرية وغيرها.

 

العصفور المتنازع عليه

الاتحاد الأوروبي بكامل هيئته اختار أن يعلن عدم التعقيب على استحواذ ماسك على “تويتر” في انتظار ما سيفعل به المالك الجديد، لكن ما هي إلا أيام حتى بدأت أفعال المالك الجديد تتضح وتتواتر فسارع مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون إلى التحذير من أن على ماسك اتباع قواعد الاتحاد، مضيفاً أن “الطائر سيطير وفقاً لقواعدنا”.

لكن العصفور الواقع في قبضة ماسك أُعلن “تحريره”، بحسب ما غرد المالك على صفحته بقوله “لقد تم تحرير العصفور”.

عالم بـ”تويتر” في قبضة ماسك يعني عالماً يتصارع فيه الجميع على الطائر ومقدار الحرية المسموح له بها، ويشار إلى أن الاتحاد الأوروبي كان سن قواعد حازمة لمنصات الـ”سوشيال ميديا” بهدف مواجهة المحتوى غير القانوني.

تعريف ما هو قانوني وما هو غير قانوني وحسم توصيف ما هو ديمقراطي وما هو غير ديمقراطي وإعادة النظر في حكاية الحق في التعبير وحدوده والحق في التغريد ومعاييره والحق في إعادة التغريد وقيوده، إضافة إلى محاولة التعرف إلى ماهية الفريقين المؤيد لـ”تويتر” في قبضة ماسك من جهة والمعارض لماسك والمطالب بتحرير “تويتر” أو الهجرة إلى منصة أخرى في حال تعذر التحرير جميعها يجعل السيناريوهين بالغي التعقيد والتشابك.

 

الإعلام و”تويتر”

جزء من التعقيد والتشابك سببه الإعلام التقليدي، لا سيما الغربي الذي يلمح بعض الأشرار إلى أنه من يفتعل حال غضب الكوكب من ماسك والمروج لمسألة النزوح الجماعي لشعب “تويتر” الحانق على وقوعه في قبضة المالك الجديد وبحث الملايين عن ملجأ عنكبوتي آخر خوفاً على هوامش الحرية وقواعد المصداقية وقيم الشفافية.

هذا التلميح يعني أن الصحافة التقليدية ربما هي من صنعت هالة من القلق والوجل والخوف من مصير الكوكب في حال استمر الطائر الأزرق في قبضة ماسك، مقالة عنوانها “هل يمكن لأثرياء الفكر أن يتخيلوا عالماً بلا تويتر؟” نشرته صحيفة “أوبزرفر” البريطانية (22 نوفمبر 2022) تساءلت عن علاقة الحب والكراهية بين وسائل الإعلام التقليدية و”تويتر” التي تكثفت منذ استحوذ ماسك على المنصة.

وأشارت المقالة إلى أنه على رغم الفورة الدائرة من قبل الإعلام التقليدي، فإن الطريق ما بعد الهجرة من “تويتر” غير واضح تماماً، كما أنه يبدو أن “الميدان العام” (تويتر) الذي استحوذ عليه ماسك، سواء كان ذلك نعمة أو نقمة قد تحول إلى مسألة بالغة الحيوية في حياة الأفراد أنفسهم الذين لم يألوا جهداً في التحذير من “تويتر” ومحتواه.

حالياً يتنافس صحافيون على شرح وسرد أسباب شغفهم بالمنصة التي ظلوا يكنون لها مشاعر العداء على طول الخط وذلك على رغم وجودهم جميعاً عليها وسعيهم الدؤوب إلى توثيق العصفور الأزرق.

من جهة أخرى، كثر من الصحافيين في وسائل الإعلام التقليدية يعتمدون على الحسابات الموثقة على “تويتر” للمشاهير كمنبع موثوق فيه للأخبار ومصدر يمكن النقل عنه والاقتباس منه.

المطالبة بتحرير “تويتر” من قبضة ما يمثله ماسك أو التهديد بنزوح جماعي إلى منصة أخرى، وهناك من هجر حساباته الرسمية على المنصة بالفعل، لكنها كانت هجرة موقتة وقصيرة لم تدم أكثر من بضع ساعات.

الساعات الطويلة التي تمضيها أطقم المسؤولين عن حسابات كبار رجال ونساء الدول الكبرى والصغرى والمتوسطة على أثير الـ”سوشيال ميديا” مكون آخر من مكونات مصير “تويتر”.

بحسب “ستاتيستا”، المتخصصة في بحوث وإحصاءات الإنترنت، بلغ عدد الدول الممثلة رسمياً على “تويتر”، سواء بحسابات أشخاص أو مؤسسات يديرها رؤساء الدول والحكومات 189 دولة.

يشار إلى أن عدد دول العالم 193 دولة ممثلة في الأمم المتحدة إضافة إلى فلسطين والكرسي الرسولي في وضعية مراقب، أي مجموع 195 دولة ومراقب.

وأشارت “ستاتيستا” في إحصائها المنشور في أبريل (نيسان) 2022 والذي أجري عام 2020 إلى أن الرئيس الأميركي السابق ترمب جاء على قمة عدد المتابعين على “تويتر” (81.1 مليون متابع)، تلاه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي (57.9 مليون متابع)، ثم بابا الفاتيكان البابا فرانسيس (51.2 مليون متابع).

عالم بلا “تويتر” قد يمضي بكل سلاسة ويسر اجتماعياً واقتصادياً وفنياً ونفسياً، لكنه سيتعثر كثيراً سياسياً، سيناريو الاختفاء المريع لا يبدو واقعياً أو ذا احتمالية كبرى في هذا الصدد، فعلى رغم قائمة الاتهامات التي تم توجيهها إلى منصات تواصل اجتماعي باعتبارها ضالعة في التأثير في نتائج انتخابات دولة كبرى وتوجيه الرأي العام في استطلاعات خروج دول من اتحادات دولية وغيرها، لكن أحداً من كبار رجال ونساء هذه الدول لم يهجر “تويتر” في حينها أو بعدها، كما لم يهجره أحد من كبار رجال ونساء الدول بعد استحواذ ماسك.

خبير الإعلام الرقمي المصري خالد البرماوي يقول إن السيناريوهين طرفا نقيض ويليقان بماسك، ويضيف “في حال أكمل ماسك بالعقلية نفسها سنرى تجربة صعبة، لا سيما أن لديه قيماً وأولويات خاصة به في ما يختص بحرية الرأي والتعبير”.

البرماوي يستبعد سيناريو إغلاق “تويتر” أو اختفائه، وحتى إن حدث فسيكون ذلك ببطء شديد جداً، ويرى أن الأرجح هو أن تستمر المنصة وربما ببعض المشكلات والصراعات أثناء خضوعها لأفكار وتجارب ماسك الغريبة التي ينجح عدد منها على رغم غرابته.

ويشير إلى أن “البطل في تويتر تحديداً هو المعلومة والفكرة وليس الصورة أو الفيديو أو حياتنا الشخصية، إنها منصة الخبر السريع والتعليق على الخبر السريع وتبادل الأفكار حول الخبر السريع”.

ويوضح أنه “في حال اختفى تويتر، ولا أظن أن ذلك سيحدث، ستكون خسارة كبيرة للباحثين عن الخبر والمعلومة وتبادل الأفكار”.

لكن ماذا لو كان انشغال الجميع بالسيناريوهين لا طائل منه، بحيث يمر “تويتر” بعملية دورة حياة اعتيادية للمنصات العنكبوتية التي تشهد خروجاً للحياة، ثم بزوغاً وبعده تألقاً، ثم بدء الخسوف لحين إتمام الاختفاء ممهداً الطريق لتطبيق جديد وحرب جديدة وفريقين أحدهما داعم ومؤيد والثاني مناهض ومندد؟.

  • المصدر: اندبندت عربية
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع