طهران تتحكم بدرجات الضغط وتسوق الغربيين بعصاهم
السياسية:
استخدم الغربيون ضد ايران وشعبها سياسة زيادة الضغوط بشكل تدريجي لممارسة حرب نفسية ظالمة بالإضافة الى الحروب الاقتصادية والأمنية والإعلامية والارهابية، والحرب الهجينة مؤخرا، ولا يخجل الغربيون ومنظروهم من القول علنا بأنهم يريدون التأثير على نفسية الشعب الإيراني واسواقه واقتصاده لكي يعلم الإيرانيون بأن عدم الاستجابة لأية خطوة تراجعية مطلوبة غربيا في المفاوضات النووية، تنعكس زيادة للضغوط الاقتصادية والحظر بدرجة إضافية.
لكن وبعد القرار المسيس الأخير في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي أتى في سياق زيادة الضغوط الغربية أيضا، ردت الجمهورية الإسلامية بقرارات جديدة على الصعيد النووي تمثلت بزيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة وبدئه في منشأة فوردو النووية بعد ان كان مستمرا في منشأة نطنز النووية ، كما استبدلت ايران من اجل ذلك الجيل القديم من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بالجيل الجديد الأكثر سرعة وانتاجا في فوردو.
صحيح ان الإجراءات الإيرانية هي وفق مقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليست خارجة عنها، لكن طهران ارادت بذلك استخدام عصا الغربيين ضدهم، فكل خطوة عدائية مسيسة داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤدي تلقائيا الى خطوة إيرانية نووية تعلّي الصرخة في تل أبيب وواشنطن ولندن وباريس وبرلين.
ولا نريد هنا تفسير ما معنى تكوين مخزون كبير من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة لدى ايران، لكن من المفيد ان نشير انه قبيل اعلان طهران عن هذه الخطوة، صدرت تحذيرات من داخل الكيان الصهيوني بأن ايران تنوي هذه المرة تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 بالمئة ، والجميع يعلمون مدى الهيستيريا التي ستصيب الصهاينة والغربيين اذا فعلت ايران ذلك، علما بأن الهيستيريا قائمة عند الصهاينة إزاء الخطوات الإيرانية في الوقت الراهن أيضا.
في يوم من الأيام كانت العصي وأدوات الضغط وأزرار التعذيب النفسي كلها بيد الغربيين والأميركيين المتصهينين، لكن على هؤلاء ان يعلموا بأن العالم قد تغير ويمكن ان يستخدم الآخرين أساليب ضغط أشد وطأة على الغربيين والصهاينة من أدوات مؤامراتهم.
لقد خرجت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مهنيتها حينما أصبحت ألعوبة بيد الغربيين والصهاينة وبات مديرها ينسق علنا مع الصهاينة ويزور كيانهم قبل استصدار قرارات ضد ايران، وهكذا قضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الدور المناط بها أمميا ، والآن بات الإيرانيون هم من يمسكون بدرجات الضغط ويزيدونها ويخفضونها كلما دعت الحاجة.
* المصدر: وكالة انباء فارس
* المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع