هذا هو دور السعودية في الحرب المركبة على إيران!!
السياسية – متابعات:
لم يعد خافياً على أحد، بأن السعودية اليوم تقوم بتنفيذ ما وعد به ولي عهدها محمد بن سلمان سابقاً، خلال لقاءه مع الصحافي داوود الشريان، حينما قال له “لا ننتظر أن تصبح السعودية ساحة معركة، لكننا نحاول جر المعركة إلى إيران”، وهو ما عدّ يومها تصريح جديد لم يكن شائعاً في السياسة الخارجية السعودية.
فالأخيرة لا تخفي معارضتها للجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة الإسلامية، ولطالما دعمت أعداء إيران في السر، مثل دعمها لصدام حسين في حربها المفروضة، أو دعمها لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الوهابي الإرهابي والمجموعات الإرهابية والانفصالية المتواجدة في سيستان وبلوشستان، وتمويلها لعمليات أجهزة الاستخبارات الأمريكية أو حتى الموساد ضد إيران وحركات المقاومة، لكن هذا العداء بقي دائماً محجوباً بغطاء السرية، فيما بالعلن كانوا ملتزمين بخطاب دبلوماسي.
لذلك فإن ما يجري اليوم من أعمال إرهابية وعمليات إنغماسية وحوادث قتل وتنشيط لخلايا داعش النائمة (في شيراز وأصفهان وخوزستان)، ولخلايا التنظيمات الإرهابية في سيستان وبلوشستان، تحمل بالتأكيد بصمات السعودية. لا سيما بعد فشل أعمال الشغب، في تحقيق أي إنجازات ميدانية منذ شهرين تقريباً.
وهذا ما أكد عليه وزير الاستخبارات السيد سعيد إسماعيل الخطيب حينما كشف بأن للسعودية دور كبير إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والكيان المؤقت، في محاولة زعزعة الاستقرار في إيران، خصوصاً لناحية التمويل. مبيناً بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تبنت حتى الآن الصبر الاستراتيجي بعقلانية حازمة، لكنها لا تقدم أي ضمانات لاستمرار هذا الصبر الاستراتيجي في حالة استمرار العداوات. مضيفاً بأنه “مما لا شك فيه، إذا أعطيت إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للرد بالمثل ومعاقبة هذه الدول، فسوف تنهار القصور الزجاجية ولن ترى هذه الدول الاستقرار”.
وهذا ما يفسر التحذير غير المسبوق للقائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي، حينما قال خلال تشييع شهداء مقام “شاه جراغ”، حينما قال لـ”نظام آل سعود”: “سيطروا على إعلامكم، وإلا سيذهب الدخان في عينيكم”. مشيراً إلى أن مبدأ سياسة إيران مع جيرانها كان يقوم دائماً على الصداقة وحسن الجوار والتفاعل السياسي الصحيح، ولكن إذا تعرض أمنها من خلال هؤلاء الجيران للخطر وتهدد بلدها، فإن سياستها سوف تتغير أيضا.
وكذلك الأمر، كشف بيان استخبارات حرس الثورة الإسلامية ووزارة الاستخبارات، أنه بحسب المعلومات المتوفرة لديهم، فإن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) تلعب الدور الرئيسي في هذه الحرب المركبة، بالتعاون الوثيق مع المخابرات الخارجية البريطانية MI6، وجهاز الموساد، والمخابرات السعودية وعدة دول أخرى، بينما يقع التنفيذ على المجموعات الإرهابية المحلية.
وقد كشف أحد المحللين المواكبين في هذا الجانب، أن أحد الأجهزة الأمنية الإيرانية قد استطاع خداع السعوديين بطريقة ما واستدراجهم، واستحصل منهم على مبالغ مالية ضخمة، لقاء تنفيذه (بشكل مفترض) أعمال شغب خلال الأحداث الأخيرة.
السعودية أيضاً تشارك أيضاً في حرب السوشيل ميديا
ولا ننسى أيضاً الحرب التي تشن على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً منصات شركة “ميتا”، التي تملك منصتي Instagram وWhatsApp، والتي تقوم على غرار منصة Twitter، بخرق جميع القوانين الدولية بإثارة أعمال الشغب الإيرانية، من خلال التلاعب المتعمد بخوارزميات الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال، والتسبب في نشر الأخبار الكاذبة والتي تحوي خطاباً يحرض على أفعال الكراهية، في أوسع نطاق من شبكاتها.
كما أن هذه الشركة مثل تويتر، بأمر من الـ CIA تقوم بدعم صفحات تنشر أكاذيب أجنبية معادية لإيران، ويساعدها على ذلك حسابات كثيرة تابعة أو ناشطة في السعودية، وهو ما بات ملاحظاً بوضوح لكل نشاطي هذه المنصات.
وتقول مصادر إعلامية إيرانية، أن تمويل شبكات الأقمار الصناعية المخصصة لهذه الحرب يتم عبر السعودية أيضاً.
قناة إيران إنترناشيونال
أما ما هو بات معلوماً للجميع، فإن أحد أبرز أدوات السعودية في التدخل فيما يحصل اليوم في إيران، هو ما تقوم به قناة “إيران إنترناشيونال” التي تمولها.
وقد كشفت مذيعة أخبار بي بي سي الفارسية رعنا رحيم بور لمحاورها في المحادثة المسرّبة، أن أرباب العمل في هذه القناة الممولة سعودياً في لندن، قد أوعزوا للموظفين بدعوة أكبر عدد ممكن من القادة والمتحدثين باسم الجماعات والمنظمات الانفصالية إلى شبكتهم.
كما عممت إدارة هذه المحطة على إعلامييها، التركيز على استخدام مصطلحات معينة على نطاق واسع مثل: الأمة الكردية، الأمة البلوشية، الأمة العربية. لا سيما في النشرات والتقارير وفي المقابلات مع الخبراء والضيوف، من أجل زرع فكرة الانفصال في أذهان الجمهور.
كما تقوم هذه القناة بتحويل كل إرهابي أو مرتكب لجرائم شغب معينة، إلى “شهيد حرية” و”بطل الثورة” من أجل إثارة حالة من التعاطف الجماهيري معه، ولكي يشعروا بالحاجة للانتقام والثأر له من الحكومة والنظام الإسلامي.
- المصدر: الخنادق
- المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع