الصواريخ الإيرانية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت
الدفاع الجوي العبري العربي المشترك عديم الجدوی
السياسية:
بينما ركز أعداء إيران في الأسابيع الأخيرة على الاضطرابات في بعض مناطق إيران من أجل الاصطياد في الماء العكر، نُشر خبر في وسائل الإعلام المحلية صدم العالم بأسره.
حيث قال العميد أمير علي حاج زاده قائد القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في كلمته له الجمعة الماضي، حول الكشف عن صاروخ لهذه القوة تفوق سرعته سرعة الصوت، إنه “تم إجراء تجارب لهذا الصاروخ، وفي المستقبل وفي فرصة مناسبة، سيتم الكشف عن هذا الصاروخ.”
هذا الصاروخ له سرعة عالية، ويمكنه المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي. ووفقًا لقائد الحرس الثوري الإيراني، سيخترق هذا الصاروخ الجديد جميع أنظمة الدفاع الصاروخي، “ولا أعتقد أنه سيتم العثور على تكنولوجيا تكون قادرةً على التعامل معه لعقود. يستهدف هذا الصاروخ أنظمة العدو المضادة للصواريخ، ويعتبر قفزةً كبيرةً في مجال الصواريخ.”
حالياً، روسيا والصين وأمريكا والهند هي التي حققت فقط تكنولوجيا تصنيع أسلحة تفوق سرعة الصوت في فئة الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والمدافع الكهرومغناطيسية، وقد انضمت إيران إلى قائمة الدول التي تمتلك هذه القدرة. وهذا إنجاز كبير لإيران التي تواجه هجوماً إعلامياً واسعاً وضغوطاً سياسيةً من الغرب وأتباعه في المنطقة.
إن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قادرة على تغيير ميزان الحرب. والسلاح الذي تفوق سرعته سرعة الصوت هو صاروخ أو مقذوف يتحرك بسرعة 5 إلى 25 ضعف سرعة الصوت، وبهذه السرعة ينتقل المقذوف بين 2 و8 كيلومترات في ثانية واحدة.
لقد حققت إيران إنجازات عديدة في مجال الصواريخ في السنوات الأخيرة. من إنتاج صواريخ يصل مداها إلى عدة آلاف من الكيلومترات، إلى الوقود الصلب والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت حالياً، كلها دليل على أن إيران، على الرغم من العقوبات الواسعة، كانت قادرةً بعلمائها على صنع أسلحة محلية بالكامل تنافس الأسلحة الغربية.
رسالة واضحة للكيان الصهيوني
نبأ الكشف عن هذا السلاح المتطور، يحمل رسائل مهمة في الوضع الراهن.
فبالنظر إلى أن الكيان الصهيوني هو عدو إيران من الدرجة الأولى ي المنطقة، وقد حاول دائمًا عرقلة التقدم العلمي لهذا البلد بأفعال مثل اغتيال العلماء والقيام بأنشطة تخريبية، لذلك فإن أي قدرة ردع للجمهورية الإسلامية تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الأمن الإقليمي وسلامة أراضيها ضد التهديدات الخارجية، وخاصةً من الصهاينة، وصواريخ الهايبر سونيك أو الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ليست استثناءً من هذه القاعدة.
جاء نبأ الكشف عن هذا الصاروخ الإيراني المتقدم بعد أن أدعى بيني غانتس، وزير الحرب في الكيان الصهيوني، أن تل أبيب أعدت الخطط اللازمة لمهاجمة إيران وأنهم يفكرون في هذا الأمر.
لطالما كررت السلطات الصهيونية خطاب التهديد ضد إيران، لكنها حتى الآن لم تجرؤ حتى على إطلاق رصاصة واحدة باتجاه حدود إيران.
إن رسالة الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لتل أبيب هي، أنه إذا كان الكيان، وبسبب بعض الحسابات الخاطئة مثل التطبيع مع العديد من الأنظمة العربية في المنطقة، يفكر في اتخاذ إجراءات ضد المراكز النووية الإيرانية، فإن الجمهورية الإسلامية تتمتع بقوة تجعلها قادرةً على التعجيل بانهيار هذا الكيان، والذي اعترف به الصهاينة أنفسهم مؤخراً، قبل 25 عامًا.
وبناءً على ذلك، يقال إن زمن وصول الصواريخ الجديدة من إيران إلى الأراضي المحتلة أقل من 7 دقائق، وهذا ما دفع قادة هذا الكيان إلى العيش في كابوس يومٍ يسمعون فيه صوت صاروخ إيراني تفوق سرعته سرعة الصوت في شوارع تل أبيب.
يعتبر الإسرائيليون الصواريخ المستخدمة في المناورات الإيرانية تهديدًا لأمنهم، وأعربوا مؤخرًا عن قلقهم من إطلاق صاروخ “قائم 100” الحامل للأقمار الصناعية. وسبق أن قامت إيران بمحاكاة هجوم على منشآت ديمونة النووية في الأراضي المحتلة، والصاروخ الإيراني الذي تفوق سرعته سرعة الصوت يجعل طهران تنفذ مثل هذه الخطة بسهولة أكبر.
الأيام الماضية شهدت تدريبات لقوات الاحتلال الصهيونية في سماء الأراضي المحتلة، بوجود قاذفات أمريكية من طراز B-52، وأعلنوا أنها تهدف إلى مواجهة التهديدات الإيرانية المزعومة. وبالنظر إلى إمكانيات الصواريخ الفائقة السرعة، في حال نشوب صراع عسكري، ستسقط صواريخ المقاومة على تل أبيب وحيفا، حتى قبل إقلاع الطائرات الأمريكية من مدرج المطار.
كما تم الكشف عن هذا السلاح فيما أعلن الكيان الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة رغبته في بيع أنظمة دفاع جوي للمشيخات العربية، للتعامل مع التهديدات الصاروخية الإيرانية.
من أهداف الولايات المتحدة والكيان الصهيوني إنشاء درع صاروخي مشترك في المنطقة، بحيث يمكن توسيع الدفاع الجوي للأراضي المحتلة ضد الصواريخ والطائرات دون طيار الإيرانية خارج حدود الكيان الإسرائيلي على نفقة العرب، ونتيجةً لذلك، سيتم الحفاظ على الأمن الظاهري للكيان.
والآن، بالنظر إلى سرعة هذه الصواريخ، فإن هذا الدرع الدفاعي المشترك سيكون غير فعال وغير مجدٍ، وستدرك الأنظمة العربية أنها أهدرت مليارات الدولارات من أموال النفط في سراب الدرع الصاروخي.
تحذير للجدل الذي أحدثه الغربيون
يأتي الإعلان عن صواريخ إيران التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة والأوروبيون تنفيذ خططهم الفاشلة، من خلال تأجيج انعدام الأمن وركوب موجة الاضطرابات داخل إيران في الأسابيع الأخيرة.
وأعلن كبار المسؤولين في واشنطن وأوروبا، الذين راهنوا على الحصان الخاسر مسبقاً، مرارًا وتكرارًا أنهم يقفون إلى جانب المشاغبين، بل وفرضوا عقوبات جديدة ضد الجمهورية الإسلامية بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان.
ونتيجة حساباتهم الخاطئة واحتمال وصول الجمهورية الإسلامية إلى نهاية مسارها، زاد المسؤولون في واشنطن من دعمهم للمشاغبين، وأعلنوا أنهم أزالوا مناقشة الاتفاق النووي من أجندتهم من أجل حرمان إيران من الانفراجة الاقتصادية.
لذلك، فإن الصواريخ الإيرانية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت هي تحذير للغرب لإعادة النظر في سياساته المعادية لإيران، لأن إيران أثبتت أنها ليست عمياء ويمكن أن تجعل أعداءها يندمون على أفعالهم.
من ناحية أخرى، بدأ في الأسابيع الأخيرة سيناريو آخر ضد إيران من قبل الغربيين، الذين حاولوا تحريض المجتمع الدولي ضد طهران بالدعاية والهجمات الإعلامية. حيث تزعم السلطات الغربية، بالتوافق مع الحكومة الأوكرانية، أن إيران قدمت طائراتها العسكرية دون طيار لروسيا لقتل المدنيين الأوكرانيين.
وعلى الرغم من رفض السلطات الإيرانية والروسية لهذه المزاعم، إلا أنها أصبحت أداةً لأمريكا وأوروبا لزيادة الضغط على طهران. لذلك، كان الكشف عن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، تحذيراً للغربيين لتقليل حدة خطابهم ضد إيران.
من ناحية أخرى، تزامن هذا الحدث مع تحركات الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية للموافقة على قرار مناهض لإيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين سيتخذون قراراً في الأيام المقبلة حول برنامج إيران النووي، والذي يدعون أنه يتضمن أنشطةً عسكريةً.
من خلال تمرير القرار في مجلس المحافظين، تحاول واشنطن وحلفاؤها إظهار أن برنامج إيران النووي ليس سلميًا وهو في طريقه إلى العسكرة، وذلك من أجل زيادة الضغط على طهران، وإلقاء اللوم عليها بسبب فشل أي مسار دبلوماسي للتوصل إلى اتفاق على طاولة المفاوضات.
على الرغم من ضغوط الغرب وحلفائه لتشديد الحصار على إيران للتعامل مع تهديدات إيران الصاروخية وطائراتها دون طيار، فقد حققت القوات المسلحة الإيرانية قوةً ستفشل أي جهود إقليمية تهدف إلى ضربها، والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ستهزم كل خطط أعداء إيران.
* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع