السياسية:

توغل السعودية بارتكابها مختلف أنواع الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان دون رادع وتحت غطاء أمريكي وأوروبي، يروي التاريخ دائما النفاق الغربي في تعامله مع القضايا بالشكل الذي يخدم مصالحه على حساب الانسان والإنسانية.

فيما تورط نظام آل سعود على مدار أعوام من حربه العدوانية على اليمن بارتكاب جرائم مروعة بحق الأطفال والنساء. فبحسب الأمم المتحدة أنّ أكثر من نصف قتلى الصراع في اليمن، هم من الأطفال والنساء. في ظل هذا الإجرام الواضح يأتي الأمريكيون ليمارسوا النفاق بكل وضوح من خلال دعوة النظام السعودي “الجاني” لإجراء تحقيق في جريمته باستهداف الطائرات السعودية لحافلة أطفال في صعدة!!

سنسرد في هذا المقال جزءا من الجرائم السعودية على الصعيد الداخلي والخارجي في ظل صمت ودعم من أمريكا والدول الغربية.

جرائم آل سعود في حربه على اليمن

7 سنوات من الحرب العبثية على اليمن، وما زال التحالف السعودي يرتكب المجازر بحقّ آلاف المدنيين العزل، ويستهدف الأطفال، ويسرق الثروات، ويدمر بهمجيته المنازل والأسواق والبنى التحتية، ويفرض حصاراً برياً وبحرياً وجوياً لسلب اليمنيين كل أسباب الحياة. خلال هذه الاعوام رسخت في البال العديد والعديد من المجازر والجرائم التي اقترفتها آلة الحرب السعودية لا يسعنا ذكرها جميعها هنا ولكن لنا أن نذكر الطفلة بثية ذات الثماني سنوات رمز من رموز الحرب والتي فقدت والديها وعمها وشقيقاتها الأربع وشقيقها الوحيد في مجزرة ارتكبتها قوات التحالف في حي فج عطان جنوب غرب العاصمة، صورة بثينة وهي تحاول فتح عينها اليمنى المجروحة، فيما التورم والدم يغلق عينها اليسرى، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وكانت شاهداً على هجمية العدوان. جريمة التحالف السعودي لم تنتهِ هنا، فقدت عمدت السعودية إلى اختطاف الطفلة، بعد أن قامت بخداع عمها عبر مؤسسة تابعة لها، ادعت بأنها ستصور معهم فيلماً وثائقياً عن السلام. وفي العام 2021، وبعد رفع فريق التفاوض اليمني اسمها بين قائمة الأسرى، أُطلق سراح الطفلة بثينة قبل يوم من إطلاق الأسرى.

ولابد لنا هنا أن نتذكر مجزرة طلاب ضحيان في 9 آب/أغسطس 2018، عندما قصفت طائرات التحالف السعودي حافلة مدرسية في سوق مزدحمة في ضحيان التابعة لمحافظة صعدة، راح ضحيتها أكثر من 120 طفلاً بين شهيد وجريح. وبرزت صورة الحقائب المدرسية التي كان يرتديها الأطفال، وكانت تحمل شعار منظمة “اليونيسف”.

وفي إثر هذه المجزرة، طالب نواب أميركيون بالتحقيق في دور البنتاغون بدعم عمليات التحالف السعودي في اليمن. وأفادت شبكة “سي أن أن” الأميركية بأن الصاروخ الذي استخدمته السعودية أميركي الصنع، وزنه 227 كيلوغراماً، موجّه بأشعة الليزر، وهو جزء من صفقة الأسلحة التي وافقت عليها وزارة الخارجية الأميركية للسعودية. السؤال الذي يطرح نفسه هنا أين هي الدول التي ترفع شعارات حقوق الطفل و الإنسان والحريات ؟؟

حقيقة منذ بدء العدوان السعودي الأميركي على اليمن نلاحظ أن المجتمع الدولي يعطي السعودية والإمارات الضوء الأخضر لارتكاب المجازر والجرائم التي يصنّفها هذا المجتمع الدولي في صفة جرائم الحرب. هذا الضوء الأخضر تحرص واشنطن على وجوده ومنع أي فرصة حتى لفرض تحقيق دولي أو بعثة تقصي حقائق حول ارتكابات العدوان بحق المدنيين في اليمن. هناك عامل آخر يتمثّل بابتزاز السعودية للأمم المتحدة من خلال التلويح بوقف الدعم المالي عن مؤسسات المنظمة الدولية، فالسعودية تموّل منظمات كالاوتيسكو والفاو ومنظمة الصحة العالمية وباقي المؤسسات، وقد شهدنا قبل عام ونصف العام تقريباً عندما تم وضع اسم السعودية على القائمة السوداء لقتل الأطفال وكيف أن المنظمة الدولية ازالت اسم السعودية بعد ايام بفعل التهديد السعودي بوقف تمويل مؤسسات الامم المتحدة.

واقع الامر أن الأميركيين يمارسون النفاق عندما يدعون السعودية للتحقيق في عملية استهداف الطائرات السعودية لحافلة الأطفال في صعدة، فهم يطلبون من الجاني أن يحقق في جريمة ارتكبها الجاني نفسه. الضوء الأخضر الأميركي للرياض لارتكاب جرائم الحرب والابادة في اليمن يتجلى في اسقاط كل مشاريع القرارات وحتى البيانات في مجلس الأمن التي تجبر السعودية على إنهاء هذه الحرب. كما أن كل الأصوات الأميركية اليوم التي تنتقد إدارة ترامب على خلفية الدعم اللامحدود للسعودية في عدوانها هي أصوات منافقة، كونها تصدر من اغلبها من شخصيات كانت تشغل مناصب في إدارة أوباما السابقة وعندما كانت في السلطة كانت أيضا تحرص على استمرار جرائم السعودية في اليمن بين اذار ٢٠١٥ وحتى نهاية ولاية أوباما في كانون الثاني ٢٠١٧.

أطفال فلسطين يقتلون بغطاء سعودي

نعيش يومياً المشهد الفلسطيني المثقل بجرائم الاحتلال ضد أطفال فلسطين، ويمكن القول إن المجزرة الصهيونية ضد أطفال فلسطين مفتوحة بلا سقف أو حدود أو ضوابط أخلاقية أو أممية، بل أن جيش ومستعمري الاحتلال مدعومون معنويا من دول عربية طبعت ووقعت اتفاقيات سلام مع كيان الاحتلال الغاصب وكانت السعودية الدولة الإسلامية الكبرى في الوطن العربي عرابة هذه الاتفاقيات غير آبهة بالحرب المفتوحة التي تهدف إلى ترويع وتحطيم شوكة ومعنويات الأطفال والأجيال قبل أن يكبروا، ولا مبالغة بالقول إن الجريمة الصهيونية ضد أطفال فلسطين منهجية مؤدلجة مبيتة عن سبق تخطيط وترصد، معززة بثقافة المذابح وكمائن الموت وجرائم القنص، فهناك مجزرة الأطفال الفلسطينيين التي اقترفتها كتائب الاحتلال الخاصة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وهناك المجزرة الأخرى ضدهم خلال انتفاضة الأقصى/2000، وهناك أطفال غزة الذين يرزحون منذ أكثر من ألفي يوم تحت الحصار والقتل الصهيوني البشع، وهناك التعليمات العسكرية الإسرائيلية الصريحة الداعية إلى قتل الأطفال الفلسطينيين وهم صغار حتى قبل أن يصلوا إلى سن الـ 11 سنة، أو حتى وهم أبناء ثلاثة أو أربعة اشهر، أو حتى وهم في بطون أمهاتهم، والتي أصبح الأطفال الفلسطينيون – استناداً إليها – هدفاً دائماً لآلة القتل الإسرائيلية، وباتت السياسة الإسرائيلية أكثر تركيزاً على قتل الأطفال الفلسطينيين.

إن السجل الأسود “للمحارق الصهيونية ضد أطفال فلسطين” التي تقترفها المستعمرة يزداد سوادا واتساعا. مع كل هذا نرى اليوم السعودية بقيادة محمد بن سلمان تفتتح أبوابها على مصراعيها للكيان الصهيوني بتنسيق أمريكي.  فهل هناك عار أكبر وأخطر من هذا العار الذي يسجله محمد بن سلمان بحق العرب والمسلمين….؟!

لننتقل إلى الطرف الآخر ونلقي نظرة على جرائم آل سعود بحق الشعب السعودي في الداخل وسط صمت أمريكي وغربي.

على الرغم من أن محمد بن سلمان ليس الملك المتوج بعد في السعودية؛ فإن كمية انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها هائلة، وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة من قبل النظام السعودي لتغيير الصورة النمطية للملكة الملطخة بالدماء والمرتبطة بدعم الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، لكن كبائر خطايا محمد بن سلمان لاتزال تثقل كاهله ولا يزال سجله حافلا بانتهاك حقوق الإنسان من القمع إلى الاعتقال والنفي وإصدار أحكام بالإعدام على كل من يخالفه الرأي.

وفي هذا السياق تشير التقارير إلى أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، اشتدت المراقبة السعودية وتخويف ومطاردة السعوديين على الأراضي الأمريكية مع تصعيد المملكة للقمع في ظل حاكمها الفعلي محمد بن سلمان. فيما كشفت صحيفة إندبندنت البريطانية في تقرير لها النقاب عن الانتهاكات التي يتعرض لها معتقلو الرأي في المملكة وأكدت على أن “السجناء المحتجزين بسبب معارضتهم الحكومة، يتعرضون للتصفية والاعتداء الجنسي والتعذيب والتعرض إلى وحشية محضة”. ويشير معهد غرانت ليبرتي في دراسة أجراها انه تم اعتقال 311 سجين رأي منذ استيلاء محمد بن سلمان على الحكم.

وفي الوقت الذي يدعي محمد بن سلمان أمام العالم أنه يعمل على “الإصلاح” والتحسين في سجل حقوق الإنسان، إلا أن واقع الأمر والحقائق تدحض ادعاءاته وتبرز أن “السعودية” تواصل قمع النشطاء وأصحاب الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان في عموم البلاد، حيث يقوم هذا النظام على الحكم بحد السيف والانتقام والعمليات الاستبدادية الرافضة للرأي الآخر، ويمارس انتهاكات قاتلة، تجعل من قضايا النشطاء أساسا جوهريا ملزما في نفس كل إنسان حر أن يطالب ويتحرك في الأروقة العالمية من أجل المطالبة بالإفراج عنهم.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع