الشحات شتا*

يتساءل المصريون يوميا متى يحكمنا مصري شريف حر يحرر مصر من التبعية لأمريكا وكل أجنحتها خاصة الجناح التركي القطري والمقابل له السعودي الإماراتي “الإسرئيلي”، ومنذ وفاة عبدالناصر ومصر لم يحكمها مصري وكل من حكموا مصر بعد ناصر هم عملاء للأمريكان أو لأجنحة الأمريكان، فمثلا السادات كان عميلا أمريكيا مائة في المائة وشهد بذلك عندما قال إن 99 في المائة من أوراق القضية العربية بيد أمريكا.
ومبارك كان عميلا أمريكيا بنسبة 90 في المائة لكنه كان يعترض علي بعض قرارات أمريكا مثل رفضه بيع صنافير وتيران لعصابة بني سعود أو هدم رفح المصرية لحماية الأمن القومي “للكيان الصهيوني”، ومرسي كان قطريا تركيا، لكنه لم يستطع فعل شيء في العام الذي حكم فيه مصر، لأنه كان يأخذ تعليمات من المؤسسة العسكرية ومن هيئة الارشاد لجماعة الاخوان، والسيسي السعودي الإماراتي “الإسرائيلي” والأمريكي في الوقت نفسه.
فنحن لم ننسى أنه تم تجنيده عام 2000 حينما أرسل مبارك 45 من كبار الضباط لتلقي التدريب في أمريكا، وسمحوا لـ44 ضابط بالعودة ثم استهدفهم الأمريكان بصاروخ أسقط طائراتهم في المحيط الاطلنطي ورفض الأمريكان السماح للسيسي بالمغادرة، وهناك تم تجنيده وكان الأمريكان يعدونه لحكم مصر، ويعلمون أنه سيحكم مصر في 2013، بينما كنا في مصر نقول “لا لتوريث السلطة لجمال مبارك”، لكن السؤال الذي يطرحه الشارع المصري من هو الحاكم القادم لمصر بعد السيسي؟ هل هو أمريكيا أو عميل لأجنحة أمريكا؟ ومتى سيحكم مصر مصريا وطنيا؟

المصريون يحلمون بمصريا مثل ناصر أو محمد علي

في التاريخ المصري الحديث حكم مصر اثنين من أعظم القادة لكن الغرب كسرهم أحدهم مصري هو عبدالناصر والأخر الباني، مثل محمد علي، لقد نهض محمد علي بمصر وحولها من مستعمرة عثمانية يتصارع عليها الانجليز والفرنسيون إلى دولة عظمى في العالم، فبنى أقوى اسطول بحري مصري، وحفر الترع والمصارف وضم السودان وسوريا وفلسطين إلى مصر، وحرر الحجاز من أول عصابة داعشية في التاريخ هي عصابة بني سعود الأوائل عام 1818 .
وقد شارك محمد علي في طرد الفرنسيون من مصر وهزم الانجليز في حملة فريزر عام 1809 وهزم وبعد أن أمر الانجليز السلطان العثماني ارسل الجيش إلى تركيا وضمها إلى مصر بعد أن اسقط حكم السلطنة العثمانية، حاربه الانجليز فهزمهم وحينها استنجدوا بالروس فهزموا الجيش المصري في معركة نوارين بسوريا عام 1840 وكسروا محمد علي.
منذ ذلك التاريخ بدوأ في وضع الوصاية العثمانية الانجليزية علي مصر، وجمال عبدالناصر الذي طرد الاحتلال الانجليزي من مصر وأمم قناة السويس واستصلح 2 مليون فدان وبنى السد العالي وساند ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي ودعم حركات المقاومة في فلسطين، لكن خطئه الوحيد كان تدخله في اليمن، وقد هاجمته بريطانيا وفرنسا و”الكيان الصهوني” في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم شاركت كل الدول الغربية “إسرائيل” في ضربها للجيش المصري عام 1967 وهزموا الجيش المصري هزيمة ساحقة ومكنوا الصهاينة من احتلال سيناء.
وكما كسر الغرب محمد علي فقد كسروا جمال عبدالناصر في حرب النكسة وعندما اعاد بناء الجيش المصري وخاض حرب الاستنزاف أمر الامريكان عميلهم السادات بدس السم له فمات عام 1970 ومنذ وفاته ومصر تحت الوصاية الأمريكية حتي اليوم.

أمريكا تعين عملائها لحكم مصر

كان السادات عميلا مزدوجا للمخابرات الامريكية والسعودية والخطأ الثاني الذي وقع فيه ناصر بعد خطأ حرب اليمن هو تعيينه لأمريكي نائبا أول وهو السادات، وبعد وفاة ناصر بعام قاد السادات انقلابا على الناصرية بدعم المخابرات الأمريكية وقرر اختيار يوم النكبة 15 مايو للانقلاب، وفي 15 مايو 1971 قاد انقلابا وقتل العشرات من قيادات الجيش واعتقل الباقين، وكان لا يريد أن يخوض الحرب لتحرير سيناء خاصة إنه قال لناصر ذات يوم “سينا شوية رمل وراحوا والحمدلله الذي ابقى لنا جمال”.
وكان السادات من أكبر الخائنين لناصر فكان يتلقى مرتبا من السفارة السعودية بالقاهرة بمئات الالاف من الدولارات ولولا الضغط الشعبي لم يخوض حرب أكتوبر، لكن الامريكان سمحوا له بخوض الحرب مقابل أن يتوقف حينما يأمرونه بذلك، وكانت زوجته جيهان اليهودية تجمع التبرعات للجيش الكيان الصهيوني في ظل حكمه لمصر، وكادت مصر ان تنتصر في حرب أكتوبر لولا خيانته.
وقد سجل رئيس أركان حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلي وقائد المقاومة الشعبية في السويس حافظ سلامة خيانة السادات لمصر في حرب أكتوبر ثم توقيع معاهدة الاستسلام، وبالاتفاق مع الامريكان فقد سمح “لشارون” بدخول السويس غرب القناة، وكاد شارون ان يحتل القاهرة، لكن المقاومة الشعبية بالسويس افشلت المؤامرة.
وقد عينت أمريكا عمليها حسني عام 1977 وقامت أعظم ثورة في التاريخ المصري ضد السادات في 18 و19 يناير 1977 وهرب إلى اسوان، وكان يفكر بالهروب لأمريكا لولا تدخل الوصاية الامريكية على مصر، وقتل السادات على ايدي أبطال الجيش المصري وهم البطل الشهيد خالد الاسلامبولي ضابط الحرس الجمهوري والبطل عبود الزمر حي يرزق، وتولي العميل الأمريكي حسني مبارك وشارك العراق في حربها على ايران ثم امر وزير دفاعه أبو غزالة ورئيس مخابراته عمر سليمان بقتل البطل المصري سليمان خاطر عقابا له على دفاعه عن حدود مصر، ثم ارسل الجيش المصري لحماية الجيش الأمريكي في الكويت من الجيش العراقي، ثم سمح بدخول قوات الاحتلال الأمريكي من قناة السويس لضرب العراق عام 2003، ثم اعلن تأييده للعدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، ثم أعلن تأييده للعدوان الصهيوني على غزة عام 2009.
وقد قامت ثورة يناير وخلعت مبارك ورشحت أمريكا مرشحين لحكم مصر الأول احمد شفيق لواء مصري والثاني محمد مرسي اخوان مسلمين، وكان يعمل دكتور في أمريكا وعندما علمت أمريكا بان فرص المرشح اليساري المصري حمدين صباحي كبيرة اوعزت لعملائها في المخابرات المصرية ترشيح عدة شخصيات يسارية ضد صباحي، وبذلك فتت أصوات صباحي، وكانت المنافسة بين الأمريكي أحمد شفيق والامريكي محمد مرسي ، وفاز مرسي وعملت له أمريكا اختبار حرب غزة 2012 كي ترى مع من سيقف، ورغم انه لم يرسل رصاصة للمقاومة في غزة إلا انه ارسل رئيس حكومته للتضامن مع غزة وحينها قرر الأمريكان عزله وتنصيب السيسي في 3يوليو 2013.

أجنحة أمريكا تحكم مصر مرسي لمدة عام والسيسي تسعة أعوام

حكم مرسي الموالي لقطر وتركيا لمدة عام وتامر عليه الجناح الامريكي الثاني بقيادة السعودية والكيان الصهيوني والامارات ودبروا انقلابا عسكريا بقيادة السيسي الموالي للسعودية والامارات والكيان الغاصب، ومن المعلوم ان عم السيسي يعمل سكرتيرا لضاحي خلفان، وجاء السيسي فافتعل حربا ضد اهل سيناء فتحول اغلبهم لداعش ليس حبا في داعش، وانما انتقاما من مواصلة حربه عليهم ودمر رفح المصرية لحماية الامن القومي للكيان الصهيوني، وباع صنافير وتيران للسعودية وباع الوراق للامارات، واهدى الغاز لـ”إسرائيل” وسمح لأثيوبيا ببناء السد لقطع مياه النيل عن مصر، وسحب مليارات الدولارات من البنك الدولي وحول مصر إلى رهينة للبنك الدولي، والان افلس السيسي مصر وستقوم ثورة 11/11 القادمة وسيتم خلع السيسي، لكن المصريون يتساءلون لماذا من حكموا مصر لهم صلات عائلية باليهود؟ كما يتساءل الكثيرون لماذا تتعمد امريكا والكيان الصهيوني تعيين الجنرالات التابعين لها من المنوفية؟ والان يسئل المصريون هل يكون حاكمنا مصري أو امريكي أو قطري تركي أو سعودي اماراتي “صهيوني” ؟.
اترك الاجابة لكم..

* كاتب مصري

* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع