السياسية – متابعات:

فنلندا معرضة للخطر، ولكن بشكل أكثر حدة من الدول الأوروبية الأخرى، لأنّ فقدان الطاقة لبعض الوقت يهدد بتجمد منشآت المرافق العامة التي تزود السكان بالتدفئة والماء والكهرباء والغاز.

في فنلندا لا يستبعدون القطع المتداول للتيار الكهربائي بسبب نقص حتمي في موارد الطاقة هذا الشتاء. وعلى الرغم من أنّ الطاقة الكهربائية المستوردة من روسيا لا تشكل سوى جزء صغير من إجمالي إمدادات الكهرباء إلى البلاد، إلا أنّ خسارتها يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية، وذلك لأنّ استيراد الكهرباء من الدول الأخرى، مثل إستونيا والسويد والنرويج انخفض إلى أدنى مستوياته في الأشهر الأخيرة، بسبب حاجة هذه الدول نفسها للطاقة الكهربائية المنتجة محلياً.

أرتو باهكين، مدير العمليات في شركة الشبكة الكهربائية الفنلندية (Fingrid) قال أنه إذا لم يتم “تنفيذ قطع التيار الكهربائي المخطط له في بعض المناطق، سيحدث خلل واسع النطاق، مما سيؤدي إلى حقيقة أنّ “الناس قد يموتون” من البرد”.

فنلندا بلد شمالي وفصل الشتاء فيه قارص البرد، وغالباً ما تنخفض درجة الحرارة دون 20 درجة مئوية تحت الصفر، وفي أحلك أشهر السنة تشرق الشمس، في هلسنكي مثلاً، لمدة تقل عن ست ساعات في اليوم، أما في شمال البلاد فلا تشرق الشمس أصلاً.

من الواضح أنّ فنلندا تقع على المحك في ضوء أزمة الطاقة الأوروبية. وللتذكير فإنّ روسيا توقفت عن تزويد بلد “بابا نويل” بالكهرباء والغاز، بسبب رفض هلسنكي الدفع بالروبل الروسي. وهكذا فإنّ فنلندا، أسوةً بدول أوروبية أخرى، معرضةٌ للخطر، ولكن بشكل أكثر حدةً، لأنّ فقدان الطاقة لبعض الوقت يهدد بتجمد منشآت المرافق العامة التي تزود السكان بالتدفئة والماء والكهرباء والغاز، مما يضع أعداداً هائلة من المواطنين في ظروف مهددة.

ولتفادي العواقب الكارثية لانقطاع التيار الكهربائي، تذكِّر وزارة الدفاع بتعليمات وضعتها منذ سنوات عديدة لظروف الطوارئ والحرب، بشأن ما يجب فعله في حالة انقطاع التيار الكهربائي. وتنصح هذه التعليمات بضرورة وجود أجهزة راديو تعمل بالبطاريات في المنزل لتلقي التحذيرات والبيانات الرسمية في الظروف الطارئة، بالإضافة إلى تحضير تخزين من الطعام والماء والأدوية يكفي لمدة 72 ساعة كحد أدنى. وحتى قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات التي لحقتها ضد موسكو، كانت كل هذه الاحتياطات في متناول حوالي ثلث الفنلنديين.

ولابد من الإشارة إلى أنّ فنلندا تمتلك القليل من موارد الطاقة المحلية، وتستورد جميع موارد الطاقة الأحفورية تقريباً، وتغطي العجز من خلال الواردات. وفي الأشهر القليلة المقبلة قد يحدث انفراج عندما تشغل فنلندا أكبر مفاعل في أوروبا في محطة “أولكيلوتو” الكهرذرية.

يبقى أن نذكّر بأنّ هلسنكي فسخت في أيار/ مايو الماضي عقداً مع موسكو حول بناء محطة “هانهيكيفي” الكهرذرية بقدرة 1200 ميغاواط، ما كان سيمنح فنلندا مزيداً من الأمان والاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة.

  • المصدر: الميادين  نت
  • المادة الصحفية تم نقلها من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع