السياسية:

شكل الاستهداف الأخير لقاعدة خراب الجير في حقل الرميلان النفطي شرق سوريا، والتي تعد من أكثر القواعد تسليحًا وتحصينًا، نقطة مفصلية توقف عندها الكثير من الخبراء السياسيين والعسكريين الأمريكيين الذين عبروا عن تخوفهم من المخاطر المحيطة بالعسكريين الأمريكيين في سوريا وضعف الموقف التفاوضي الأمريكي ضد سوريا وروسيا في حال ازدياد فعالية المقاومة الشعبية في الجزيرة السورية والتي تتنامى يومًا بعد آخر في ظل الإجماع الشعبي الكبير عليها.

لماذا الجير؟

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد قاسم قنبر أن إعلان الولايات المتحدة عن نيتها الحفاظ على وجودها العسكري والأمني في سوريا وترسيخه أكثر عبر الاستعانة بأدواتها هناك دفع المقاومة الشعبية السورية الناشئة في الجزيرة السورية إلى تكثيف عملياتها العسكرية ضد قواعد المحتل الأمريكي واعطائها طابعًا نوعيًا تمثل في استهداف قاعدة خراب الجير في حقل رميلان النفطي شرق سوريا.

وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري لفت العميد قنبر إلى أن “قاعدة خراب الجير هذه تعتبر في التقدير العسكري الأمريكي أكثر القواعد الأمريكية غير الشرعية في الجزيرة أمانًا وهذا ما دفع الجيش الأمريكي لتحويلها إلى مخزن للأسلحة والأموال، ومن الواضح أن استهدافها في هذا التوقيت يحمل رسالة بالغة الدلالة إلى المحتل الأمريكي تقول إن جنوده لن يكونوا في أمان إن لم يحسم أمره ويخرج سريعًا من الأراضي السورية”.

وأشار العميد قنبر الى أن “قاعدة خراب الجير هذه تعتبر نقطة ارتباط رئيسة لقوات ما يسمى بـ “التحالف الدولي” المتواجدة في كل من سوريا والعراق حيث يتم عبرها نقل الأسلحة والمعدات وتمرير قوافل النفط والقمح المسروقين فضلاً عن كونها مطارًا عسكرًا لجيش الاحتلال الأمريكي بعد تأهيل مدارج داخله ليكون قادرًا على استقبال مختلف أنواع الطائرات ولا سيما طائرات الشحن الكبيرة وتلك المخصصة لنقل الجنود. كما تشي سيطرة قوات الاحتلال الأمريكية على المطار الزراعي في قرية خراب الجير في المنطقة الواقعة بين اليعربية والرميلان الى نية تحويله إلى قاعدة أساسية لهم في سوريا بعد تأهيله كمهبط للمروحيات وتوسيع مدارجه لاحقًا ليصبح جاهزًا لاستقبال طائرات الشحن الصخمة”.

الأهالي يهللون للعملية

استهداف قاعدة الاحتلال الأمريكي في خراب الجير في حقل الرميلان النفطي وما تلاها من انفجارات هزت حقل “العمر” النفطي في ريف دير الزور ترك آثاره الإيجابية على النخب المثقفة والمواطنين السوريين في الجزيرة السورية الذين ضاقوا بممارسات قوات الاحتلال الأمريكي وأدواته هناك.

مدير الثقافة في الحسكة عبد الرحمن السيد أكد لموقع “العهد” الإخباري أن “الصحوة العربية والقبلية في منطقة الفرات كان يجب أن تكون منذ زمن سابق وخصوصًا أن التجربة العراقية أثبتت أن المحتل الأمريكي لن يخرج من العراق إلا بعد المقاومة الشعبية وتبين أن الشعب في العراق لا يريد هذا المحتل بعكس ما حاولوا تصويره في إعلامهم بأنهم جاؤوا برغبة من الشعب العراقي”. وأضاف “اليوم نحن في سوريا يجب أن نعلن للعالم أجمع عن نشاط المقاومة الشعبية ضد هذا المحتل وضد من يديرهم من الأدوات التابعة له مثل “قسد” والميلشيات الإرهابية المرتبطة بقوات الاحتلال التركي، وبالضرورة هم مرتبطون بقوات الاحتلال الأمريكي”.

وأشار السيد إلى “وجود عمليات كثيرة ضد قواعد وجنود الاحتلال الأمريكي مثل الهجمات في خراب الجير بالرميلان وحقول دير الزور النفطية وغيرها من المواقع الأمريكية التي استهدفتها المقاومة الشعبية السورية الصاعدة، متمنيًا أن “تكون العمليات اللاحقة منظمة أكثر ومتلاحقة حتى تكون درسًا قاسيًا للأمريكي والا يكون هناك فاصل زمني قصير بين العملية والأخرى وهذه دعوة للصحوة القبلية والعشائرية وللجميع، فالأمريكي هو عدو للجميع وليس العرب فقط، ويجب على الجميع أن ينتفضوا عليه لأنه لا يريد الخير لأهل هذه المنطقة، وتجليات حضوره السلبية واضحة جدًا مثل انقطاع المياه والكهرباء وسرقة القمح والثروات النفطية والحيوانات النادرة ذات السلالة الجينية المميزة”.

نائب محافظ الحسكة حسن الشمهود قال في تصريح خاص بموقع “العهد” الإخباري: “نحن أهل الجزيرة الشرفاء الصامدون نشعر بالانتماء الحقيقي لبلدنا من خلال صمودنا في وجه المحتلين الأمريكي والتركي، والمقاومة الشعبية للمحتل الأمريكي باتت ضرورة خصوصًا بعد كل الممارسات التي قام بها على الأرض من سرقة خيرات ومقدرات هذه المنطقة وعلى رأسها النفط السوري الذي من المفترض أن يكون لعموم السوريين”.

أحمد الحسين رئيس مجلس إدارة جمعية “صفصاف الخابور” الثقافية أشار في حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري إلى أن “المقاومة فعل وطني وشعبي مشروع في تاريخ الشعوب، وبها يستطيع الإنسان أن يحرر أرضه ويحقق ارادته وينال حقوقه، وسوريا مرت في العقد الأخير بظروف غير طبيعية استطاعت عبر مقاومتها ونضالها وصمودها وتكاتف قواها الوطنية والشعبية وبقوة جيشها أن تدحر الإرهاب وبقيت لها جولات أخرى تتمثل في التصدي لقوى الاحتلال العالمي الأمريكي على وجه التحديد”.

وأضاف الحسين إن “قوى المقاومة تؤكد من جديد أن فعل المقاومة هو فعل متواصل مستمر وإن رايتها ستظل تنتقل من يد إلى يد حتى تظل سوريا حرة عزيزة أبية ترفض أن تخضع لأي قوة إلا قوة شعبها وتأبى أن تكون إلا لأبنائها الذين بذلوا الدماء لأجلها.

* المصدر: موقع العهد الاخباري

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع