السياسية- متابعات:

تتشابك حلقة مهرجانات حركة الجهاد الإسلامي في كلّ الساحات، فبعد قطاع غزّة شملت المهرجانات الضفة الغربية، وسوريا، ولبنان. لكن لأول مرّة احتضن اليمن، كما احتضن فلسطين وقضيتها على مرّ التاريخ، مهرجان الذكرى الـ 35 لانطلاقة الحركة تحت شعار “جهادنا ماضٍ حتى القدس”. فلا يزال الشعب اليمني يلبي نداء الشعب الفلسطيني في كلّ المناسبات.

وحول اختيار إقامة المهرجان في الساحة اليمنية للمرة الأولى والظروف التي نضجت في اليمن، أوضح ممثل الحركة في صنعاء أحمد بركة في حديث مع موقع “الخنادق”، “أننا اليوم في ظل حكومة مقاومة تقف ضد عدوان كبير جداً وراءه أمريكا وإسرائيل ومن يتحالف معهما وعلى الرغم من ذلك لا تترد هذه الحكومة في دعم كل حركات التحرر وكل المظلومين والمستضعفين وعلى رأسهم فلسطين والفلسطينيين. لذلك نحن وجدنا كل الرعاية من الإخوة في صنعاء لدعم الحركة بشكل عام ودعم الجالية الفلسطينية المتواجدة في الساحة اليمنية”.

لم تتعمق الأمور الى حدّ احتضان جماهير حركة الجهاد الإسلامي وداعميها من الشعب اليمني الا بفعل مسيرة طويلة من العلاقات التي تمتدّ الى العقد ما قبل الأخير من القرن الماضي، فـ “الجهاد الإسلامي متواجد في اليمن تقريباً منذ الثمانينيات وهو من أولى الحركات التي تواجدت هناك وذلك بسبب دعم الشعب اليمني للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وقد عملت الجهاد الإسلامي الى جانب فصائل فلسطينية أخرى متواجدة في اليمن على إحياء القضية الفلسطينية وإظهار مظلومية شعبها”، حسب ما قال بركة.

 

اللقاء بالسيد الحوثي والعلاقة مع اليمن

أمّا عن طبيعة العلاقة بين حركة أنصار الله و”الجهاد الإسلامي”، فقد شدّد بركة أنها “بدأت سابقاً والتقينا بقائدها السيد عبد الملك الحوثي قبل العدوان بثلاثة أشهر لتشكّره على التبرعات التي جمعها الشعب اليمني لمساعدة الشعب الفلسطيني، في إطار حملة أطلقها السيد الحوثي لمساعدة قطاع غزّة الذي كان يتعرّض آنذاك لعدوان كبير من الاحتلال استمر أكثر من 50 يوماً”، لافتاً الى أنه “من الطبيعي أن يكون لدينا علاقة مع أنصار الله التي تقف الى جانب الشعب الفلسطيني وتدعمه والتي قال قائدها خلال اللقاء أن فلسطين هي موقف مبدئي”.

كذلك، أشار بركة الى أن للحركة “علاقات جيدة مع كل من يقف مع فلسطين بصرف النظر عن بعض مواقفه تجاه أمور داخلية في اليمن، نحن لا نتدخّل فيها ولا ننحاز الى طرف دون الآخر لأن مهمتنا في اليمن تقتصر على إظهار مظلومية الشعب الفلسطيني. نحن نقترب مع كل من يقترب من فلسطين وهذا هو منهج حركة الجهاد الإسلامي، وكل من يريد أن يقف معنا في خندق فلسطين نحن نرحب به، لكننا لم نلتقِ بأي شخصية من حكومة عدن في الوقت الحالي”.

 

من غزّة الى صنعاء: تضامن متبادل

شدّت الظروف نفسها التي يعيشها اليمن وقطاع غزّة، من حصار وقصف ومعاناة ومظلومية، من أواصر العلاقة بين الشعبين. وكانت جماهير حركة الجهاد الإسلامي قد خرجت في كانون الثاني / يناير من العام الحالي في مسيرة مندّدة بالعدوان الذي استهدف المدنيين في الحديدة، وتحت شعار “وحدة درب وأشقاء” رفع الفلسطينيون صور السيد الحوثي وأعلنوا تضامنهم مع الشعب اليمني أمام “العدو الواحد، من الكيان الإسرائيلي الى آل سعود والولايات المتحدة الراعي الأول للحروب”.

فيما لا يوفر السيد الحوثي مناسبة ليجدد التزام شعبه وحركة أنصار الله بالقضية الفلسطينية، وفي كلمته خلال الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر قال السيد الحوثي إن “من منجزات الثورة الشعبية أنها حافظت على التضامن والتعاون مع شعبنا الفلسطيني المظلوم”. وتعليقاً على عدوان الاحتلال الأخير على غزّة في آب / أغسطس الماضي واغتياله قادة سرايا القدس تيسير الجعبري وخالد منصور، شدّد السيد الحوثي على أن “التصعيد الأخير الذي تصدت له ببسالة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وقدمت شهداء من قادتها ومن رجالها المجاهدين الأبطال يمثل أيضاً رسالةً موقظةً للأمة، تذكرنا أن هذا العدو مستمر في طغيانه، في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، تذكرنا بواجبنا المتجدد المستمر تجاه مناصرة الشعب الفلسطيني والمجاهدين في فلسطين”.

 

القدرات العسكرية اليمنية في خدمة القضية الفلسطينية

في كلمته خلال العروض العسكرية اليمنية التي تابعتها واشنطن و”تل أبيب” والرياض عن كثب وقرأت رسائلها، فقد أكّد السيد الحوثي على مواصلة “العمل على بناء جيشنا، للوصول إلى مستوى الردع الكافي للأعداء، وحماية البلد، والإسهام الكبير في دعم قضايا أمتنا، وفي مقدّمتها: القضية الفلسطينية”.

وكان السيد الحوثي قد أعلن أن اليمن جزء من المعادلة الإقليمية التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن “القدس يعني حرباً إقليمية”، وفي وقت لاحق – خلال العروض العسكرية – قدّم الناطق باسم القوات المسلّحة اليمنية العميد يحيى سريع الرسالة الى “إخوتنا الفلسطينيين من هذا الميدان ومن هذا العرض العسكري أننا جاهزون لتوجيهات القيادة بكل القوى العسكرية وكل الجيش واللجان الشعبية حاضرون لمساندة إخوتنا الفلسطينيين اذا تطلب الأمر ذلك فنحن يد واحدة، وشعب واحد… وإن أي اعتاد على الشعب الفلسطيني هو اعتاد على اليمن”.

 

  • المصدر: “الخنادق” اللبناني
  • المادة الصحفية تم نقلها من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع