مسؤول صهيوني: الانسحاب من الاتفاق النووي كان خطأ
السياسية:
قال احد كبار مسؤولي وزارة الحرب الصهيونية ان انسحاب اميركا من الاتفاق النووي في عام 2018 كان خطأ وادى الى تطور البرنامج النووي الايراني وان الخيارات المتاحة الان هي اما عدم الاتفاق أو اتفاق مضر.
وقال هذا المسؤول الكبير في وزارة الحرب الصهيونية في مقابلة مع موقعIsrael National News الصهيوني حول تفاصيل اللقاء الذي جرى اليوم بين مستشار الامن القومي للبيت الابيض جيك سوليفان وبين وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس في الولايات المتحدة، ان غانتس ابلغ خلال هذا اللقاء الجانب الاميركي بمعارضة تل ابيب للاتفاق المحتمل في مفاوضات الغاء الحظر التي جرت في فيينا، مضيفا، نحن متحالفون مع اميركا، ونعلم كيف نعالج الخلافات، ان الجلوس والتحدث هو العمل الصحيح والمنطقي.
وتابع المسؤول الصهيوني ان البرنامج النووي الايراني سجل تطورا بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي في عهد دونالد ترامب ، واضاف : ان الخيارات الموجودة الان هي اما عدم الاتفاق واما ابرام اتفاق مضر.
واكد بأنه يعتقد شخصيا بأن “الانسحاب من الاتفاق النووي ثبت خطأه والسؤال المطروح الان هو ماذا علينا فعله؟ لقد تركت كيان اسرائيل تاثيرا على اتفاق يشهد تبلورا ومازالت تؤثر لكن حتى هذه اللحظة فان هذا الاتفاق لازال بعيدا عن الاتفاق الذي يؤمن مصالح كيان اسرائيل وان الوزير غانتس قد ابدى معارضته في هذا الاجتماع على طريقته واعتقد ان الرسالة وصلت وسيتم اخذها في الحسبان.
ويتواجد في العاصمة الأميركية حاليا رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني، إيال حولاتا، الذي عقد لقاءات مع نظيره الأميركي، جيك سوليفان، تمحورت حول الاتفاق النووي.
لكن مسؤولون سياسيون وأمنيون صهاينة آخرون صرحوا بأن “اتفاقا سيئا” كالاتفاق النووي الموقع عام 2015 أفضل من عدم وجود اتفاق أبدا.
وعكست هذه التصريحات الموقف الذي ساد في جهاز الأمن الصهيوني في الأشهر الماضية. لكن هذا الموقف تغير “لأن الاتفاق الجديد الذي تطرحه دول الاتحاد الأوروبي أسوأ مما توقعوا في كيان إسرائيل”، وفق ما ذكر المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، يوم الأربعاء الماضي..
ويمارس الكيان الصهيوني ضغوطا على واشنطن كي تشدد مواقفها، وأن تطالب بأن يكون موعد انتهاء سريان الاتفاق النووي أطول من الاتفاق السابق، وإبقاء الحظر على شركات تقيم علاقات اقتصادية مع الحرس الثوري، وعدم الموافقة على مطلب إيران بمنح ضمانات بألا تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق في المستقبل، وعدم إغلاق ثلاثة ملفات فتحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران حول خرق مزعوم لمقررات الوكالة، حسب ليف رام.
وأشار ليف رام إلى أن “حيز التأثير الصهيوني ضئيل”، خاصة وأنه في تل ابيب يعتقدون أن الإدارة الأميركية تريد إغلاق هذا الموضوع، وأنها تدرك “القضايا الخطيرة في الاتفاق الآخذ بالتبلور”.
وبالأمس، حذّر رئيس الموساد، دافيد برنياع، من أن الاتفاق النووي الوشيك مع إيران “كارثة إستراتيجية”، وبحسب ادعاء برنياع فإنه على المدى الطويل، سيسهل هذا الاتفاق على إيران محاولة الحصول على سلاح نووي. ووفقًا لبرنياع، إن الشيء الوحيد الذي يتغير الآن هو “تكتيكات الاتفاق” الإيراني، الجارية تحت رعاية الدول العظمى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي موقف لافت ايضا حمّل رئيس الوزراء الصهيوني السابق ايهود أولمرت امس الجمعة، نتنياهو مسؤولية تدهور الوضع حول التهديد النووي الإيراني، وحقيقة أن إيران تقدمت لإمكانية صنع قنبلة أكثر من أي مسؤول صهيوني آخر، حسب تعبيره.
وتابع اولمرت “ان نتنياهو هو الذي اوصلنا الى هذه الدرجة من المواجهة غير الضرورية مع الاميركيين ، لقد كان نتنياهو هو الشخص الذي أثر على دونالد ترامب ودفعه نحو الانسحاب من الاتفاق النووي”.
وكان المسؤولون الاميركيون قد تعاملوا مع نظرائهم الصهاينة بازدراء وتحقير خلال الايام الماضية .
وقد اوردت القناة 13 الصهيونية ان الرئيس الأميركي جو بايدن امتنع عن استقبال “مكالمة طارئة” من رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني يائير لابيد، في حين امتنع وزير الحرب الأميركي لويد أوستن هو الآخر عن لقاء نظيره الصهيوني بيني غانتس.
وذكر تقرير للقناة 13 الصهيونية ليلة الخميس الفائت أن واشنطن ردت على طلب “تل أبيب” إجراء محادثة هاتفية “طارئة” بين لابيد وبايدن بأن “الرئيس الأميركي في عطلة”، وأشارت القناة الصهيونية إلى أن وزير حرب الاحتلال غادر الليلة الماضية إلى الولايات المتحدة، للقاء نظيره الأميركي، لويد أوستن، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه أنه ليس من المتوقع أن يحصل هذا اللقاء، إذ إن وزير الحرب الأميركي أبلغ “تل أبيب” أنه “يتواجد حاليًا خارج واشنطن”، مُستخدمًا نفس ذريعة بايدن هو الآخر.
المصدر: وكالة انباء فارس الدولية