د. خليل الهندي —–

كثير من الناس تتساءل عن الزمن الذي يحسم محور المقاومة قراره بالإجماع بالإجهاز على الكيان الصهيوني. وهذا سؤال مشروع وملح خاصة ما تواجهه دول المحور من عربدة واستفزاز وتوظيف للعملاء من قبل هذا العدو. فايران تعرضت لاغتيال مجموعه من علمائها بالإضافة إلى الحصار والعقوبات الغربية منذ عام ١٩٧٩ والعدو الصهيوني هو المحرك الرئيسي لكل الاذى التي تعرضت له إيران.

سوريا والتي واجهت بكل قوة وثبات الإرهاب بأبشع أشكاله على مدى العشرية السوداء، وانتصرت أخيراً بعد التضحيات الجسيمة التي تعرضت لها في مواجهة قوى ظلامية تدعي الاسلام والديمقراطية والمدعومة بشكل مباشر وغير مباشر من العدو الصهيوني والرجعية العربية المتصهينة. بالإضافة إلى طيران العدو الذي يستبيح الاجواء السورية في كل أسبوع ومنذ سنوات.

لبنان يتعرض للاستنزاف في مدخراته وهبوط في قيمة عملته الوطنية، وفيتو ضد استخراج غازه من البحر المتوسط والعدو الصهيوني يقف خلف هذا الوضع الشاذ بالإضافة طبعاً إلى العملاء في الداخل وقوى الرجعية العربية المتصهينة.

فلسطين حدث ولا حرج، قوافل يومية من الشهداء، وسجون بدون محاكمات لسنوات طويلة، وطائرات العدو تقصف في سماء غزة لأكثر من خمسة حروب على القطاع منذ خروج الاحتلال منه. بالإضافة إلى الحصار والتجويع. وصبر الشعب الفلسطيني بات ينفذ.

الحرب على اليمن منذ ثماني سنوات من قبل المتصهينين العرب خدمه لأسيادهم.

هذا حال لواقع الأمه لغاية الآن …….. ومحور المقاومة ينتظر بصبر وثبات. فما هي خلفية هذا الانتظار وإلى متى ؟؟؟

اعتمد العدو الصهيوني في حروبه السابقه على ثلاث عناصر رئيسية هي؛

١) الحرب الخاطفة (لعدة أيام محدودة) لأن جبهته الداخلية لا تتحمل حربا طويلة المدى.

٢) الحرب على أراضي الغير

٣) الاعتماد على الطيران بشكل رئيسي وحاسم

منذ تحرير جنوب لبنان عام 2000 والانتصار الكبير في العام 2006، والتطور النوعي لحلف المقاومة بقدراته الصاروخية في إيران ولبنان وغزة، نتج عن ذلك أن سقط أول عنصرين من عناصر التفوق الصهيوني في الحروب السابقة. فلم تعد مواقع العدو وعمقه الاستراتيجي وبيئته الداخلية بمنأى عن صواريخ المقاومة. ولم تعد الحرب خاطفة يحدد بدايتها ونهايتها العدو المتغطرس.

لكن بقي العنصر الثالث وهو تفوق سلاح الجو عند العدو والتي تعهدت الدول الاستعمارية المنشأة لهذا الكيان الدخيل بتزويده بأحدث الطائرات الحربية وضمان تفوقه النوعي على محيطه.

وبما أن محور المقاومة يفتقر لقوة جوية توازي أو تتفوق على العدو في هذا المجال، أو قوة مضادة للطيران الحربي (دفاع جوي) وهذا طبعاً تحليل وليس معلومات . لهذا السبب يتمادى العدو على هذا المحور.

حاولت ايران أن تشتري منظومة S300 من روسيا منذ سنوات طويلة وباءت محاولاتها بالفشل. لكن روسيا زودت تركيا الاطلسية بمنظومة S400 ولم تزود سوريا حليفتها بهذه المنظومة ………. طبعاً روسيا كانت تخضع لتعهدات للكيان الصهيوني وللغرب بعدم تزويد دول محور المقاومة بسلاح كاسر للتوازن (لظروف لا أعرف أسبابها).

في الحرب الروسية الاوكرانية اكتشفت روسيا متأخرة الدور التآمري الصهيوني عليها، ومساندة الكيان لأوكرانيا، وأن هذا الكيان وليد غير شرعي لقوى الاستعمار وسيبقى يدور في فلك الاستعمار الدولي ولا يحترم أو يلتزم  بأي وعد أو تعهد. وهذه الصحوة الروسية المتأخرة أدت إلى اغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا والحد من النفوذ الصهيوني هناك.

بالنسبة لمحور المقاومة، اعتقد بأنه تنفس الصعداء، وأصبح هناك أمل بأن تتحرر روسيا من تعهداتها السابقة مع العدو الصهيوني والغرب بعدم تزويد محور المقاومة بسلاح كاسر للتوازن. هذا الغرب الذي جر روسيا مضطرة إلى هذه الحرب لتوقعها في حرب استنزاف طويلة الآجل، بهدف إضعافها وتفكيكها.

الأمل أن تزود روسيا إيران وسوريا بمنظومة الدفاع الجوي S400 وحينها يستطيع محور المقاومة أن يضع حداً للعربدة الصهيونية في أجواءه وفي نفس الوقت يستطيع أن يحدد ساعة الحسم لإنهاء هذا الكيان الدخيل، وإنهاء آخر جيوب الاستعمار العالمي.

وسيبقى هناك أمل.

* المصدر : رأي اليوم
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع