السياسية:

يعتبر اقتحام الـ اف بي آي لمنزل الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب والتحقيقات الجارية حول انتهاكه لقانون التجسس بمثابة نار تحت الرماد في الصراع الحزبي في داخل الولايات المتحدة والذي يمكنه ان يشعل مرة اخرى نيران الحرب الاهلية في اميركا.

لقد تحول هذا الاقتحام والمداهمة الى الخبر الاول الذي تتداوله وسائل الاعلام الاميركية واصبحت القضايا الاخرى هامشية، وباتت اlيركا على شفا حرب حزبية شاملة وربما حرب داخلية ولعل انصار ترامب باتوا الان يفكرون باكمال هجومهم الناقص على الكونغرس في 6 يناير 2021 وتصفية الحسابات مع الجمهوريين.

ضبط عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي وثائق «سرية للغاية» خلال عملية التفتيش التي أجروها في دارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في فلوريدا، وفق ما جاء في مذكّرة التفتيش المنشورة، وأظهرت المذكّرة والمواد ذات الصلة التي أَمَرَ قاض في فلوريدا بنشرها، أن العناصر ضبطوا عدداً كبيراً من الوثائق المصنّفة «سرية للغاية» و«يفترض ألا تحفظ إلا في منشآت حكومية خاصة».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مصادر قريبة من التحقيق، قولها إنّ بين المضبوطات وثائق وصنّفة سرية على صلة بأسلحة نووية.

وجاء هذا الاقتحام بعد ان اعلن المسؤولون المكلفون بالبت بموضوع هجوم انصار ترامب على الكونغرس في عام 2021 ان الوثائق والادلة المتعلقة بالايام التي سبقت ذلك الجوم والايام التي تلته ليس موجودا في السجلات الحكومية وقيل ان ترامب قد اخذ قسما كبيرا من هذه الوثائق الحكومية معه بعد خروجه من البيت الابيض واحتفظ بها في منزله.

و اعلنت صحيفة الغارديان البريطانية ان عناصر الـ اف بي آي كانوا يبحثون بالاضافة عن تلك السجلات الحكومية عن وثائق نووية سرية، وقد اعلن النائب العام الاميركي انه هو بنفسه من اصدر حكم التفتيش.

وسرعان ما تحولت هذه القضية الى قنبلة خبرية وقيل ان ترامب ارتكب جرما يشمل الاستغلال وتخزين وثائق وسجلات متعلقة بالامن القومي يمكن ان يضر بالولايات المتحدة ويعود بالنفع على الدول الأخرى.

وردا على ذلك قال ترامب ان هذا لم يحصل بالنسبة لاي رئيس اميركي سابق واتهم وزارة العدل وادارة بايدن باستغلال القضاء كسلاح لمنعه من العودة للانتخابات الرئاسية والحؤول دون انتصار الجمهوريين في انتخابات الكونغرس في نوفمبر القادم واتهم الأ اف بي ىي بتدبير الامر.

انتفض الجمهوريون لمناصرة ترامب ومنهم اعضاء جمهوريون بارزون في الكونغرس وقد طالب زعيم الجمهوريين في ولاية تكزاس “مات رينالدي” بحل جهاز الـ اف بي آي.

اما رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي فقد نددت بما اسمته سياسة الديمقراطيين لتشويه صورة الجمهورين، وقد نظم انصار ومناصرو ترامب تظاهرة نحو منزله في يوم المداهمة وحينئذ برز مصطلح الحرب الداخلية في وسائل التواصل الاجتماعي.

ويوم الخميس الماضي قتلت الشرطة رجلا في اوهايو في الاضطرابات المندلعة بهذا الشأن.

ماذا يلوح في الأفق؟

اضافة الى تاثيرات هذا الموضوع على مستقبل ترامب السياسي فان تداعيات هذه القضية على المجتمع الاميركي ايضا باتت موضوعا مطروحا بقوة على الساحة حيث تقول بعض وسائل الاعلام ان ترامب يجب ان يخضع بموجب القانون للسجن حتى 3 سنوات ودفع غرامة .

لكن هناك من الخبراء ايضا من يعتقد بأن ترامب سوف لن يمنع من الحضور في الانتخابات لكن قدرته على الانتصار فيها ستتراجع، فيما يعتقد آخرون بامكانية حرمان ترامب من مزاولة أي عمل سياسي بعد الان كما يؤكد “هاري ليمان” احد المفتشين الفيدراليين السابقين.

واورد موقع “هيل” الاخباري التابع للكونغرس ان ترامب يواجه عواقب قانونية فهو يخضع لتحقيق حول هجوم انصاره على مبنى الكونغرس كما يخضع ايضا الان للاستجواب بسبب النشاط التجاري لافراد اسرته وان التحقيقات حول اتهامه بنقض قانون التجسس ستطول عدة اشهر.

ويعتقد الخبراء ان أي موضوع الان قد تحول الى مادة دسمة للصراع الحزبي في اميركا ، وفيما فرح اعداء ترامب بملاحقته قانونيا فان انصاره المتشددين يقولون انه بات ضحية لمؤامرة من “الحكومة السرية” التي تحكم اميركا برمتها.

وقد رد نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبق أندرو مكابي على قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بتنفيذ أمر تفتيش في منتجع دونالد ترامب، مار إيه لاغو، في بالم بيتش بفلوريدا، كجزء من التحقيق في تعامل الرئيس الأمريكي السابق مع الوثائق الرئاسية، بما فيها الوثائق السرية، التي تم إحضارها إلى فلوريدا ربما، كما يقول 3 أشخاص مطلعين على القضية.

وقال مكابي في مقابلة لـCNN “هل حدث هذا من قبل في تاريخ جمهوريتنا؟ أن رئيسًا سابقًا – أن قاضيًا فيدراليًا اتخذ قرارًا على ما يبدو بأنه قد يكون هناك دليل على وجود جريمة في محل إقامة رئيس سابق؟ إنه أمر مذهل”.

كما شدد على أن مكتب التحقيقات الفيدرالي “لن يتخذ خطوة خطيرة مثل هذه ما لم يكن لديه معلومات جيدة تشير إلى أن هذا كان نتيجة بعض الإجراءات المتعمدة لإزالة المستندات السرية أو الحساسة في اختراق لقانون فيدرالي ما. لذلك أعتقد أن ما سنراه هو ادعاء خطير للغاية عندما يتم كشفه في نهاية المطاف”.

يقول موقع “هيل” ان المعلومات والوثائق التي كان ترامب يحتفظ بها في منزله كانت قد رفعت عنها اسرية وهذا ادعاء سيخضع للتحقيق بشكل مؤكد لكن التحليلات تشير بان اتهام ادارة بايدن بافتعال وخلق مشكلة للانتقام من الجمهورين يمثل صبا للزيت على النار ويشكل خطرا بالغا ويكفي لذهاب الامور نحو الاشتعال.

المصدر: وكالة انباء فارس الدولية