السياسية:
عقدت الأحزاب والقوى السياسية الوطنية، الخميس، بصنعاء لقاء تشاوري لمناقشة مستجدات الوضع السياسي على الساحة الوطنية.
وفي اللقاء استعرض رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك الحجري، جهود الوفد الوطني في مشاورات السويد والتي كللت بتحقيق الحد الأدنى من تطلعات الشعب اليمني من خلال مسألة التهدئة في الحديدة وتعز وغيرها.
وتطرق إلى أن الملف الإقتصادي، احتل أولوية ضمن مشاورات السويد من خلال التوصل إلى آلية اقتصادية وإطار لسياسة نقدية ومالية موحدة ستعمل على تعزيز دور البنك المركزي في صنعاء وعدن خلال المرحلة المقبلة، ما سيعمل على تخفيف المعاناة الإقتصادية.
ولفت الحجري إلى أن موضوع مطار صنعاء الدولي، كان حاضرا في المشاورات وقدم الوفد الوطني العديد من المبادرات في هذا الإطار، لتخفيف المعاناة الإنسانية لليمنين في حين عرقل الطرف الآخر جهود فتح المطار .. مؤكدا أن موضوع مطار صنعاء ما يزال مفتوحا للنقاش من خلال اللجان المتخصصة التي شٌكلت من الوفدين وفرق المبعوث الأممي.
وقال” من أهم ما خرجنا به في مشاورات السويد إلى جانب ما تم الإعلان عنه من مشروع التهدئة في الحديدة، أنه تم وضع اللبنات الأولى للإطار العام للحل السياسي الذي يترتب عليه بناء المرحلة الإنتقالية والإجراءات العسكرية والأمنية التي سترافقها”.
وأضاف “حل الأزمة اليمنية تتمثل في مسألة مؤسسة الرئاسة مكونة من الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة الوطنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية”.. مؤكدا أن الوفد الوطني وافق على الإطار العام للحل السياسي وهناك موافقة مبدئية غير معلنة من الطرف الآخر إلى جانب التعهدات الأممية على المضي قدما في هذا الجانب في المشاورات المقبلة.
وعرج على خروقات قوى العدوان لاتفاق التهدئة بالحديدة .. مطالبا الأمم المتحدة الاضطلاع بدورها في إلزام الطرف الآخر باحترام اتفاق التهدئة.
وقال” نحن متمسكين باتفاق التهدئة والذي يعد المدخل الأساسي لتعزيز عوامل الثقة بين الطرفين، ولن يقف الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية مكتوفي الأيدي إزاء خروقات العدوان” .. مشيدا بدور الجيش واللجان الشعبية والذين كانوا عند مستوى المسئولية في ضبط النفس وتعاملهم بكفاءة واقتدار مع توجيهات القيادة السياسية.
وجدد مطالبته للقوى والأحزاب السياسية بتعزيز الصمود ورفع الجهوزية للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية ورفد الجبهات بالمال والرجال والعمل على ترجمة ما تم الاتفاق عليه بمشاورات السويد.
فيما نوه عضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور حزام الأسد بدور الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان في تنظيم هذا اللقاء الذي جمع مكون أنصار الله والقوى والأحزاب المناهضة للعدوان والجبهة الوطنية لأبناء المحافظات الجنوبية وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.
واعتبر هذا اللقاء بادرة وخطوة إيجابية لتدارس الوضع السياسي والمستجدات على الساحة الوطنية خاصة بعد انعقاد الجولة الأولى من مشاورات السويد.
وحيا الدكتور الأسد صمود الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية في إفشال رهانات العدو في تحقيق أي تقدم أو انتصار له في مختلف الجبهات السياسية والعسكرية والاقتصادية .
وقال “القوى الوطنية التي صمدت في وجه العدوان لما يقارب أربع سنوات لن تفرط في السيادة الوطنية، وإن من ارتمى في حضن العدو وجعل نفسه مطية وغطاء للعدوان وجرائمه بحق الشعب اليمني، ليس غريبا عليه أن يسوق الإشاعات على القوى الوطنية ومقاومتها للعدوان”.
ولفت إلى أن هناك تعاطي إيجابي دولي مع ما تم التوصل إليه من اتفاقات بمشاورات السويد في مقابل ذلك هناك خروقات ومحاولات لقوى العدوان في إفشال اتفاق التهدئة .
وطالب عضو المكتب السياسي لأنصار الله المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول الراعية لمشاورات السويد، الاضطلاع بدورها في إلزام الطرف الآخر باتفاق التهدئة بالحديدة .. داعيا الأمم المتحدة القيام بواجبها في هذا الجانب باعتبارها المشرف الوسيط في التوصل إلى التفاهمات والاتفاقات التي أبرمت في مشاورات السويد.
ونفى ما تروج له قوى العدوان ووسائلها من تدخل قوات لليونيفيل وقوات أممية في الحديدة .. وقال ” إن السلطة المحلية بالحديدة هي من ستدير الأوضاع في الجوانب الإدارية والخدمية والأمنية والميناء ودور الأمم المتحدة سيكون رقابيا وفنيا “.
من جانبه أكد نائب رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان المهندس لطف الجرموزي، تأييد القوى والمكونات السياسية، للوفد الوطني المفاوض في مشاورات السويد في كل الخطوات والتحركات التي يقوم بها والنتائج التي توصلت إليها المشاورات .
ولفت إلى رغبة المجتمع الدولي في خروج اليمن من الأزمة الراهنة التي تعصف بالبلاد جراء العدوان والحصار والحرب الاقتصادية، وذلك من خلال انعقاد الجولة الأولى لمشاورات السويد والتي كان للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث دور إيجابي في هذا الجانب.
وشدد الجرموزي على ضرورة الاستمرار في فضح جرائم العدوان ودعم الجبهات بالمال والرجال والعتاد ورفع الجاهزية في حال إصرار الطرف الآخر على عرقلة المشاورات.
واعتبر الحلول التي خرجت بها مشاورات السويد رغم جزئيتها تؤسس لمرحلة جديدة من العملية السياسية .. لافتا إلى أن تجزئة الملفات باستبعاد الإطار السياسي وتأجيله له دلالات متعددة، ما يؤكد عدم جدية بعض الدول في تعزيز مسار السلام.
بدوره استعرض عضو الوفد الوطني، العديد من المواضيع المتصلة بمشاورات السويد وما تم التوصل إليه من اتفاقات بشأن التهدئة في الحديدة.. وقال ” إن الوفد الوطني ذهب من صنعاء إلى ستوكولهم متماسكا عارفا ماذا يريد ولديه أجندة يستطيع من خلالها التشاور للخروج برؤية موحدة تخدم تطلعات الشعب اليمني”.
وأضاف” إن الطرف الآخر ذهب للسويد لا يعرف ماذا يريد سوى عرقلة المشاورات وإفشالها ، من خلال تعنتهم وطرحهم لقضايا لا جدوى لها في مسار المفاوضات “.
وتطرق الحنش إلى العراقيل التي قام بها الطرف الآخر في الملفات السياسية والإقتصادية والإنساني من خلال فتح مطار صنعاء الدولي، والذي يكشف ذلك أنه لا يملك قرار .
وقدمت خلال اللقاء مداخلات من قبل منسق الجبهة الجنوبية أحمد العليي والقيادي في تنظيم اشتراكيون ضد العدوان فهمي اليوسفي والأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي المهندس عبدالله الجرموزي والأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي سفيان العماري والأمين العام لحزب الرابطة اليمنية علي البتراء ورئيس حزب الطريق فؤاد الغفاري .. أكدت في مجملها، أهمية استمرار الصمود في وجه العدوان ورفد الجبهات بالمال والرجال.
وأشادوا بجهود الوفد الوطني المفاوض في مشاورات السويد .. محذرين قوى العدوان من استمرار خرق اتفاق التهدئة بالحديدة .
وأقر المشاركون في اللقاء، انعقاد اللقاء التشاوري الموسع للقوى والمكونات والأحزاب السياسية الأحد المقبل، لتدارس المستجدات على الساحة الوطنية والخروج برؤية موحدة في هذا الجانب تخدم مظلومية الشعب اليمني .
سبأ