السياسية:

اختتمت في العاصمة صنعاء، اليوم، أعمال المؤتمر العلمي” فلسطين .. قضية الأمة المركزية”، نظمته -خلال الفترة 24- 27 رمضان 144هـ -حكومة الإنقاذ الوطني بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمشاركة محلية وعربية ودولية.

وفي الاختتام، أشار عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد صالح النعيمي، إلى الدلالات التي حملها المؤتمر في تعزيز الثبات والصمود، وتوحيد وتكامل أدوار محاور المقاومة لمواجهة العدو الصهيوني ودول التطبيع العميلة.

وأوضح أن الكيان الصهيوني ما كان له التمادي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه إلا بعد تحول بعض أنظمة الأمة إلى فسيفساء، وقيام معظم الدول المطّبعة بدور الصهاينة في أعمالها المشبوهة.

ولفت إلى أن معركة “سيف القدس” جسّدت الوحدة الإسلامية، واستنهاض همم أبناء الشعب الفلسطيني، واستمرار حركات المقاومة في مناهضة الكيان الصهيوني، وتحرير الأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

ولفت عضو السياسي الأعلى، النعيمي، إلى أهمية استنهاض الهمم وتعزيز تلاحم أبناء الأمة العربية والإسلامية في مختلف المسارات السياسية والإعلامية والحقوقية، بالتوازي مع المسار العسكري لمحور المقاومة للدفاع عن المقدسات.

ودعا شعوب العالم العربي والإسلامي إلى الاستشعار بالمسؤولية، وإقامة مؤتمرات وندوات لاستنهاض الهمم والدعوة إلى اليقظة والتحرر من الهيمنة الاستعمارية في المنطقة.

بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الثورة الفلسطينية بعظمتها وبشهدائها وجرحاها وحجم التضحيات، التي قدّمها أهلها على مدار أكثر من مائة عام، ثورةٌ تنحني لها كل الجباه والهامات.

ولفت إلى حجم المعاناة الجسيمة التي كابدها الشعب الفلسطيني طيلة العقود العشرة الماضية من التهجير، والتنكيل والتشريد، والتعذيب في غياهب السجون.

واعتبر رئيس الوزراء حجم المشاركة في المؤتمر والحضور الحاشد في جلسته الختامية دليلاً على اهتمام الجميع بقضية فلسطين القضية المركزية للأمة، وكذلك بالندوة التي ناقشت مفصلاً مهماً من مفاصل مرحلة النضال الوطني الفلسطيني الواسع.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق من الجميع أن يُعقد له كل عام مجموعة من الأنشطة والفعاليات لتذكير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج بمظلومية الشعب الفلسطيني العظيم في عطائه.

وقال: “أتذكر هنا محاضرة للرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، في جامعة عدن قبل أكثر ثلاثين عاماً، تحدث فيها عن التنافس بين الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية اليهودية في المجال العلمي بمختلف فروعه، والتأهيل العلمي، إيماناً بأهمية التأهيل العالي في المقاومة، وبأن أي ثورة وأي شعب يُريد أن يصل إلى مراميه الحقيقية يجب أن يبني شبابه، وينمي وعي شعبه بقضيته المركزية”.

وبيّن رئيس الوزراء أن هناك أنظمة عربية محمية من الغرب الرأسمالي الاستعماري الصهيوني، صُممت وُشكلت وظيفياً من أجل تدمير القضية الفلسطينية.

وأضاف: “المعلومات التي أوردها رئيس الوزراء القطري السابق حول ما يسمى بالربيع العربي في إحدى المقابلات التي نشرت مؤخراً صادمة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن بعض الأنظمة الخليجية، أنفقت تريليونات الدولارات لإسقاط الدول، وفي مقدمتها الدولة السورية، التي كانت ولا زالت من الداعمين الرئيسيين للقضية الفلسطينية”.

وتابع قائلاً: “إن هذه المعلومات وغيرها تؤكد أن تلك الأنظمة ليس لها أي دور سوى إسقاط حركات التحرر، وكذا إسقاط الأنظمة، وليس ببعيد عن ذلك ما يتعرض له الشعب اليمني منذ أكثر من سبع سنوات من قبل تحالف العدوان الأمريكي- السعودي- الإماراتي”.

ومضى بالقول: “على تلك الأنظمة إدراك أن ثورات التحرر الحقيقية في منطقتنا، ومنها اليمن، هي براكين لا يمكن إخمادها أو اسقاطها، لأنها تعتمد على إرادة شعبية واسعة ومتينة وواعية، وليس على المليارات والترليونات القادمة من الخارج”.

وعبّر الدكتور بن حبتور، في ختام كلمته، عن الشكر للمنظمين الرئيسيين للمؤتمر المتصل بقضية الأمة المركزية الذي حقق نجاحاً علمياً وأكاديمياً وسياسياً.

وفي الاختتام، بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ونائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب ونائبه الدكتور علي شرف الدين وعدد من الوزراء، أكد رئيس مجلس التلاحم القبلي، الشيخ ضيف الله رسام، في كلمته عن القبائل اليمنية، جاهزية القبيلة اليمنية لخوض معركة القدس والجهاد المقدس لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة من الكيان الصهيوني الغاصب.

ودعا كافة أحرار وشرفاء وقبائل اليمن والبلدان العربية والإسلامية إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمر الذي يعتزم المجلس تنظيمه بمشاركة القبائل اليمنية والعربية للوقوف صفاً واحداً في مواجهة الكيان الصهيوني، وتحرير الأقصى من دنس الغزاة والمحتلين.

من جانبه، حيا ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – مكتب اليمن، خالد خليفة، باسم الفصائل الفلسطينية المقاومة والشعب الفلسطيني، قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، والشعب اليمني المقاوم الذي أثبت للعالم صموده أمام اعتداءات تحالف دول العدوان، الذي يعمل وفقاً لأجندة قوى الاستكبار الصهيوني والأمريكي.

وقال: “في ظل ما يعيشه الشعب الفلسطيني في كافة بقاع تواجد المقاومة الباسلة والانتفاضة على الاحتلال والاستيطان، لا بُد من الإشارة للحركة الأسيرة التي تعد جزءاً أصيلاً وموقعاً متقدماً بالصدام اليومي مع الاحتلال”.

ولفت خليفة إلى أن هناك أكثر من أربعة آلاف و500 أسير فلسطيني، منهم 500 محكوم عليهم بالمؤبد يقبعون في السجون الصهيونية، وترفض سلطات الاحتلال إدراجهم في صفقات التبادل التي نجحت المقاومة في إنجازها.. مؤكداً العهد والوفاء للمعتقلين، وأن إرادة الشعب الفلسطيني ستحطّم -في يوم قريب- أسوار المعتقلات والأقبية وقضبان الزنازين.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني يعيش اليوم في زمن الانتفاضة والمقاومة، وقد استعاد أبطاله أمجاد العمل الفدائي من النقب إلى تل أبيب والقدس، إلى جنين وبيت لحم، وكل شبر في أرض فلسطين في الضفة والقطاع.

وأكد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – مكتب اليمن أن قصف قوات الاحتلال المسجد الأقصى والمصلين بالطائرات المسيًرة والرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع تطور خطير تتحمّل حكومة دولة الاحتلال مسؤولياته وتداعياته السلبية.

وبيّن أن زيارة الوفد الأمريكي إلى إسرائيل تأتي لتوفير الغطاء لسياسة كيان العدو الصهيوني، ما يؤكد العمل على وقف الرهان على الدور الأمريكي في حل القضية الوطنية، والاعتماد على الشعب ووحدته ومقاومته الشاملة المدعومة بشكل كلي من محور المقاومة.

ودعا خليفة شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الوقوف صفاً واحداً ضد ما يسمى بالتطبيع الجاري في المنطقة العربية مع الكيان الصهيوني.. لافتاً إلى أن ما يجري في المنطقة العربية ليس تطبيعاً بل تحالفاً إستراتيجياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً.

وفي اختتام المؤتمر، بحضور عدد من نواب الوزراء ووكلاء الوزارات، تم عرض فيديو وثائقي بعنوان “فلسطين وعد الآخرة وقضية الأمة المركزية”، ونشيد “أجيال القدس” من كلمات ضيف الله سلمان، وأداء فرقة “أشبال وطن”، تلاها تقديم قصيدة للشاعر صقر اللاحجي.

إلى ذلك، اطلع رئيس الوزراء والحاضرون على معرض صور خاص بفلسطين المقام على هامش المؤتمر، بمشاركة مجموعة من المبدعين والمبدعات من مختلف المدارس الفنية.

سبأ