صندوق آل سعود الأسود بيد الصحافة الأمريكية.. مجتهد يجتهد ويكشف عن تهريبه
السياسية – رصد :
كشف المدون السعودي الشهير “مجتهد“، عن تهريب عدد من الأمراء السعوديين حقيبة تتضمن معلومات وتسجيلات سرية خاصة بـ”آل سعود” إلى صحيفة أمريكية.
وقال “مجتهد” في تغريدته: “حقيبة تتضمن معلومات وتسجيلات ومقتنيات عن: – طريقة قتل الفغم – قضية خاشقجي – وضع محمد بن نايف وأحمد بن عبدالعزيز – وضع تركي بن عبدالله – العلاقة مع كوشنر (صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب) وقضايا أخرى”.
وتابع: “الحقيبة هربها عدد من الأمراء وأنباء عن وصولها لإحدى الصحف الأمريكية الكبرى. المصدر لم يسمح بنشر تفاصيل أخرى”.
و”مجتهد” هو مغرد شهير معني بالشأن السعودي، ويتابعه أكثر من 2 مليون شخص على تويتر وسبق أن صدقت عدة تسريبات له بشأن الأسرة الحاكمة من آل سعود.
واتهم ناشطون “مجتهد” بإثارة الجدل عبر نشر مزاعم لا أساس لها من الصحة، وإسناده كل معلوماته لمصادر سرية.بينما سخر البعض مما ذكره ووصف تغريدته بأنها تصلح لأن تكون سيناريو لفيلم خيالي.
آخرون ذهبوا إلى القول بأن كل شيء جائز في مملكة ابن سلمان. مستشهدين بأحداث جنونية شهدتها المملكة منذ صعود ابن سلمان لسدة الحكم، منها اعتقال أمراء الأسرة الحاكمة واغتيال خاشقجي وتقطيعه.
ويذكر أن اللواء “عبد العزيز الفغم” الذي كان الحارس الشخصي للملك “سلمان بن عبدالعزيز” ومن قبله الملك الراحل “عبدالله” قتل في حادثة مفاجئة عام 2019.
وأثارت جريمة قتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” عام 2018 غضبا دوليا عارما واتهمت وكالات استخبارات غربية ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، بالمسؤولية عن تصفيته.
وكان ولي العهد السعودي السابق “محمد بن نايف”، والأمير “أحمد بن عبدالعزيز” شقيق العاهل السعودي، واللذان يُعتبران من المنافسين المحتملين لولي العهد الحالي، قد تم اعتقالهما في مارس/آذار 2020 خلال حملة اعتقالات طالت كبار أفراد العائلة المالكة.
مجتهد والحقائق
مجتهد كان أول من أعلن أن محمد بن سلمان ابن الملك السعودي ينوي ترقية نفسه لمنصب ولي لولي العهد بعد إقصاء الأمير مقرن وتعيين محمد بن نايف وليا للعهد.
وقتها اتهمه الكثير من المغردين السعوديين بالكذب وتزييف الحقائق وقالوا إن أعداء المملكة هم من يستفيدون من تغريداته التي وصفوها بـ”المرضية“.
ولسوء حظ من انتقد مجتهد، فقد صدرت قرارات الملك سلمان لتؤكد ما جاء في تغريدته، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على نشرها.
حساب مجتهد، الذي يتابعه 1.8 مليون شخص، كان موضوع كثير من علامات الاستفهام، وطرحت وسائل إعلام عالمية أسئلة كثيرة حول من يقف وراء هذا الحساب، وما هي الدوافع التي تكمن وراء تغريداته، وهل مجتهد شخصية من القصر الملكي السعودي على دراية بكل صغيرة وكبيرة تجري في أروقة البلاط أم إنه معارض سياسي.
من هو مجتهد؟
تساؤلات كثيرة دارت منذ ظهور حساب “مجتهد” حول هويته ومن يقف وراءه؛ ذهب البعض للقول إنه أحد أفراد العائلة المالكة، مستدلّين على ذلك بالمعلومات الحساسة والسرّية التي يدلي بها والمحاطة بأسوار من الكتمان، فيما وجّه آخرون أصابع الاتهام إلى الدكتور سعد الفقيه، المعارض السعودي المقيم في بريطانيا، مؤسس “الحركة الإسلامية للإصلاح”، وهذا الاتهام بالذات دأبت عليه مجموعات تدور في فلك السعودية ومنها حسابات تابعة لما بات يُعرف بـ”الذباب الإلكتروني”. لكن ليس هؤلاء وحدهم من اتهم الفقيه بأنه “مجتهد” المتخفي وراء اسم مستعار، بل امتدّ الأمر إلى بعض المعارضين للحكم السعودي ومنهم الدكتور محمد المسعري، المعارض السعودي المقيم في لندن هو الآخر، والذي قال علانية خلال مقابلات إعلامية وعبر صفحة “المجتهد تويتر” بإن ما هو إلا الفقيه.
مروحة التكهنات لم تقف عند هذا الحد حيث ذهب آخرون إلى الاجتهاد بأن الجهة التي تتستّر وراء الحساب ليست شخصاً إنما أجهزة تابعة لدولة ما، ولم يتوان عدد من هؤلاء عن اتهام قطر أو شخص مقرّب منها، حتى أن البعض سأل عن موقف لندن من الموضوع.
بغض النظر عن صاحب الحساب، ثمة أسئلة حاضرة وملحّة لدى أي باحث على هذا الصعيد، منها قدرة “مجتهد” في الحصول على البيانات والمعلومات المتعلقة بما يجري خلف كواليس القصور الملكية السعودية، وهي قدرة تتعدى إمكانات أي رجل بمفرده. والملاحظ هنا أن “مجتهد” نفسه لا ينكر ذلك بل يتحدث في كثير من الأحيان عن “مصادر” تزوده بالمعلومات.
تنبأ “مجتهد” بكثير من الأحداث وأثبتت الأيام صحّتها لاحقاً، ومن أبرز هذه التنبؤات توقعه إزاحة محمد بن نايف عن ولاية العهد لصالح محمد بن سلمان.
تقنياً نجح “مجتهد” في الحفاظ على سرية هويته، كذلك في حجب المعلومات التي قد تدل على صاحب الحساب، إن لجهة الموقع الجغرافي أو التنبؤ بالإحداثيات وإلى ما هنالك. لم ينجح في حماية حسابه من الاختراق دائماً لكنه تمكن من السيطرة عليه، ما يدلّ على متابعة وإلمام، وحتى على نفوذ في مكان ما.
في إحدى مقابلاته التي أجراها عبر التراسل الالكتروني يقول “مجتهد” إن آل سعود يعاملون البلاد على أنها ممتلكاتهم. البلد وموارده وهويته وتاريخه وثقافته كلها ملك لهم. إنهم غير مهتمين برفاهية البلد. هم مهتمون بسلطتهم وامتيازهم. هذا هو السبب في أن جميع موارد البلاد في خدمتهم. هذا هو السبب في أن البلاد تعاني من الفقر والبطالة والجريمة والتفكك الاجتماعي على الرغم من مواردها الهائلة”. يلخص هذا الجواب قضية “مجتهد”.
بداية ظهور وشهرة المغرد مجتهد
بدأ المغرد مجتهد عام ٢٠١٢، واشتهر كثيراً وأصبح رقم واحد في محرك البحث في الأخبار لما ينشره من معلومات مهمة ولانتشاره في بعض المواقع ومنها موقع “تويتر قريدر” كما أنه زاد عدد متابعيه بانتشار تغريداته حتى وصلت إلى ٤٧٥١ تغريدة من حوالي ١٢ مليون مغرد عالمياً، وتمت معرفة الجهاز الذي يستخدمه في نشر هذه المعلومات وهو جهاز (آيفون، وجلاكسي تاب) وذلك من خلال موقع “آركفست” المخصص لذلك فهو يتنقل بين الجهازين ولا يستخدم الكمبيوتر وفترة عمله تكون بعد منتصف الليل، وفي يومين محددين هما الأربعاء، والخميس، وما ينشره من معلومات وحقائق عن بلدين معينين هما مصر والسعودية.
كما أنه أصدر بعض الصور له موضحاً أنه “مجتهد الإمارات” التي تشبه تصرفاته تصرفات “مجتهد السعودية ولكنهم شخص واحد، وسألته المدونة الفرنسية أوني عن سبب تسريباته من خلال حوار إلكتروني ليرد قائلاً: “لأنه يمتلك بعض المعلومات الخطيرة وهو لديه موهبة ماهرة في طريقة استخدام هذه المعلومات حتى يحصل على نتائج إيجابية، وأنه على دراية بكل ما ينشره ويفعله، ولا يهتم لكل رسائل التهديدات والسب والقذف اليومية، ولكنه يبحث عن النتيجة”.
لماذا تويتر؟
بالنسبة لمجتهد فإن موقع تويتر هو ملجأ آمن لعدة أسباب أبرزها أن السلطات السعودية ليس بإمكانها مراقبة هذا الموقع، بالإضافة إلى انتشار هذا الموقع في أوساط الشباب السعودي. ويضيف مجتهد أنه في ظل انعدام فضاءات حرية التعبير في المملكة فإنه يفضل التواصل على موقع تويتر.
يبدو أن الأمور لا تسير كما يتمناها ابن سلمان فالفضائح بدأت تتزايد حتى أن مشروعه في رؤية 2030 لا يزال حبر على ورق ولم يتم تطبيق سوى اللهو والفجور حتى الآن أما الحديث عن إنشائات وأبنية وما إلى ذلك من مشاريع ضخمة فهي لا تزال حبر على ورق وقد تشهد السعودية أكبر تغيير سياسي في تاريخها خلال الأعوام التالية بسبب السياسات الخاطئة وغير المدروسة للأمير الطائش محمد بن سلمان.
* المصدر :الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع