تطور سريع في القدرات العسكرية والتصنيع العسكري للجيش اليمني
الكشف عن مدرعة حديثة محلية الصنع.. هل يدخل التصنيع العسكري في اليمن مرحلة جديدة ؟
السياسية – رصد:
في ظل الحصار الخانق على الشعب الا أنه يوماً بعد يوم يكشف الجيش اليمني عن تطور سريع في القدرات العسكرية والتصنيع العسكري، فأصبح الجيش اليمني يمتلك أسلحة متطورة جداً حيث أنتج الجيش اليمني خلال الفترة الماضية العديد من أنواع الأسلحة، وتم استخدامها في الدفاع عن اليمن ضد التحالف السعودي الإماراتي، يأتي هذا التطور للقدرات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية في ظل عدوان غاشم استهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
ظهرت فاعلية القدرات الصناعية العسكرية اليمنية خلال كل العمليات التي قام بها الجيش اليمني لضرب أهداف حساسة في العمقين السعودي والإماراتي، حيث أنه وبعد ثمان سنوات تشهد ترسانة الجيش اليمني من الطائرات المسيرة تطوراً نوعياً، وخاصة فيما يتعلق بكمية المتفجرات التي تحملها، والمسافات التي تقطعها، ودقة إصابة أهدافها، وقدرتها على ضرب أهداف عسكرية في العمقين السعودي والإماراتي دون رصدها، العمليات الأخيرة التي قام بها الجيش اليمني خلال السنة الحالية على العمقيين الإماراتي والسعودي طرحت تساؤلات عدة حول حجم الترسانة التي يملكها الجيش اليمني، ولم تقتصر الصناعات العسكرية للجيش اليمني على الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية وإنما أيضاً شهدت القوات البرية اليمنية مؤخراً انتاجاً للمعدات والمركبات العسكرية.
صنعاءَ تكشف عن مدرعة حديثة محلية الصنع
خلال الأيام الماضية أظهرت صنعاء امتلاكها لتقنية صناعة المدرعات الخاصة بالقوات البرية، حيث كشف القيادي في حركة أنصار الله محمد علي الحوثي، عن سلاح جديد للتصنيع الحربي التابع للجيش اليمني دخل الخدمة حديثا. ونشر القيادي في حركة أنصار الله على صفحته بتويتر فيديو لسلاح جديد عبارة عن مدرعة عسكرية يقودها بنفسه وسط العاصمة صنعاء.
القيادي في حركة أنصار الله كتب على صفحته بتويتر جملة مقتضبة على الفيديو “شاهد المدرعات اليمنية”. وكان القيادي في أنصار الله قد وصل على متن المدرعة العسكرية إلى ميدان السبعين بصنعاء ويعتقد أن الفيديو الذي نشره في صفحتة كان أثناء قيامه مع أعضاء المجلس السياسي ومسؤولي حكومة صنعاء بتدشين فعاليات الذكرى الرابعة لرحيل رئيس المجلس السياسي السابق صالح الصماد.
المركبات العسكرية تدخل دائرة التصنيع العسكري اليمني
يبدو أن القدرات العسكرية التي شهدت تطوراً واضحاً خلال السنوات الماضية في مجالات معينة، مثل الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة كانت لها أهميتها البالغة كونها سلاح إستراتيجي حيث عوضت منظومة الطيران والدفاع الجوي التي خرجت عن الجاهزية في الأيام الأولى من العدوان على اليمن، فالسعودية التي حظيت بدعم دوليٌّ، لتغطية المجازر التي ارتكبها خلال الحرب، اليوم تعيش حالة ارتبكاك، فبعد صمود 8 سنوات للشعب اليمني، أظهر خلالها الجيش اليمني تفوقاً نوعياً من خلال العمليات العسكرية النوعية التي دافعت عن سيادة البلاد الجوية والبرية والبحرية، حيث إنه يوماً بعد يوم يتم الكشف عن القدرة العسكرية الكبيرة التي يمتلكها الجيش اليمني بشكل يثير الاهتمام. كيف لا والجيش اليمني أزاح الستار مؤخراً عن تصنيع مدرعات مصفحة للقوات البرية اليمنية، وهذا مؤشر جيد، حيث إن الجيش اليمني وبعد تصنيع الطائرات والصواريخ البالستية ينتقل إلى تصنيع المركبات المدرعة للقوات البرية، ومن الجدير بالذكر إضافة إلى التصنيع العسكري للصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والعربات المدرعة قام الجيش اليمني بإنشاء اماكن محصنة في الجبال لتحزين تلك الأسلحة بعيداً عن الغارات الجوية السعودية، حيث فشلت السعودية في استهداف الأماكن التي تطلق منها الصواريخ والطائرات المسيرة، وهذا يعود إلى جهد الجيش اليمني باستثمار الجبال واستحداث مدن جبلية أخرى لأجل إتمام عملية التصنيع العسكري خاصة تلك المتعلقة بتصنيع الصواريخ وتطويرها.
من اللافت أنه على الرغم من الجهد الاستخباراتي والغطاء الجوي الكثيف والإمكانيات الضخمة لم تتمكن قوى التحالف من اكتشاف وتدمير هذه المدن ومعامل التصنيع. حتى تلك التي تم قصفها، لم تدمّر فعلياً لحرفيّة وحجم التحصين في الجبال. من ناحية أخرى استطاع الجيش اليمني تطوير القدرات البحرية بشكل أربك العدو وكانت بمثابة مفاجأة أشد وقعاً وأكثر إثارة وهي قدرة العقل اليمني على تطوير صاروخ “بدر” ليصل مداه إلى 350 كلم، فقد استطاع الخبراء اليمنيون التفوق في تطوير هذا النوع من الصواريخ البحرية، إضافة لتطوير صواريخ الدفاع الجوي واستخدامها كصواريخ باليستية (أرض-أرض). في تجربة فريدة أثبتت نجاحها وفعاليتها بشكل كبير.
الإنتاج في ظروف الحرب الصعبة.
انتاج المعدات العسكرية الثقيلة للجيش اليمني يأتي في ظروف صعبة، فقيام الجيش اليمني بصناعة عربات نقل الأفراد، وهي “مركبة رباعية الدفع، تم تدريعها، وبالتالي استخدامها في نقل الأفراد فقط”. يدل على تطور نوعي فبناء ورش عمل تصنيع الذخيرة وغيرها من الصناعات العسكرية التي تتم تصنيعها بخبرات وأيادٍ يمنية بالكامل، هي ذات جودة عالية ومصممة للخدمة في العمليات الأمنية المختلفة. ظروف الانتاج العسكري الصعب لم يمنع الجيش اليمني من التفوق في التصنيع العسكري حيث إن الوحدات الخاصة بالتصنيع العسكري تعمل جاهدة على تجاوز كل الصعوبات وقد حققت انجازات عظيمة في مختلف المجالات ومنها مجال التصنيع الأمني الذي نرى ثمرته اليوم يتحدى الحصار والعدوان وستشهد الأيام القادمة المزيد من الإنجازات النوعية.
في الختام يمكن القول إن هناك اليوم في اليمن قدرات صاروخية كبيرة حيث ما زالت القدرات تشهد التطوير والتحديث بشكل مستمر، فالتطوير الذي ادخلة الجيش اليمني على المنظومات الصاروخية كان له نتيجة كبيرة حيث أصبح سلاح ردع نظراً لتفوقه. حيث إن القوات الصاروخية أصبحت اليوم قادرة على قلب موازين القوة ضد قوات التحالف الذي تقوده السعودية، فالقوة العسكرية اليمنية تشكل قوة ردع لا يستهان بها وتثير تساؤلات بشأن قدرة التحالف على تحييدها وتفاديها.
المصدر: الوقت التحليلي