السياسية – رصد:

 

لم يكن يوم 19 نيسان/ أبريل عام 2018 إلا فاتحة مرحلة جديدة من المواجهة، وصلت ذروتها بعد 4 سنوات، حين غلبت على وسائل الاعلام العالمية مشاهد النيران في العمق السعودي والاماراتي وفي أكثر المنشآت إيلاماً، معترفة ان مَن شلّ المشاريع الممولة للحرب هي طائرات الصماد “الذي لم يمت”.

الشهيد الصماد: الرجل المسؤول

في زيارته الأخيرة إلى الحديدة، حدد الشهيد الصماد فصل الخطاب من عمق المحافظات الجنوبية التي يراهن عليها التحالف ويسعى لضرب بيئتها بعدما أزّم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية فيها كنوع من الضغط كي يحظى ببعض ما يعجز عنه في الجبهات، مخاطباً السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر بالقول “سنستقبلُكَ على خناجرِ بنادقنا”، والتي كانت عنوان المرحلة التي تلت عملية اغتياله.

لم يكن الرئيس الشهيد يمتلك منزلاً، في حين كان من أشد الحريصين على زيارة الجبهات والانخراط بين الناس في مختلف المحافظات: “لم نفتح القصور ليأتي الناس إلى زيارتنا بل قلنا سنأتي نحن لزيارة رجال الرجال في جبهات القتال”.

هذا الانخراط الذي كان مقروناً بالخطر الأمني في كل لحظة، كان النهج الذي اتبعه الشهيد الصماد منذ اليوم الأول لتوليه منصب رئاسة المجلس السياسي عام 2016، وهو الأمر الذي أكده قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي وأكد عليه في خطاب تأبينه: كان الشهيد “ينزل إلى الساحة من موقعه في المسؤولية وهو يدرك أن مخاطر الاستهداف قائمة في كل الأحوال والظروف وأنه حينما ينزل إلى أي محافظة من المتوقع ألا يعود ولذلك من وقت مبكر هو كان قد أعد وصيته وكتبها وأعد نفسه للشهادة، فيتحرك وهو يتوقعها في كل اللحظات… عندما وقع الاختيار عليه في أن يكون هو من يرأس المجلس السياسي الأعلى بالتوافق، كان يطلب منا أن نكلف غيره (وإذا أردتم اختيار أي شخص، أو ترون في أي شخص أنه أجدر فأنا أرغب بأن تختاروه بدلاً عني)، فلم يكن ذلك اللاهث وراء السلطة، وهذه حالة إيجابية وإيمانية وعظيمة يمتاز بها كل الرجال الصالحين الأوفياء”.

رئيس الوزراء في حكومة الإنقاذ الوطني عبد العزيز صالح بن حبتور لفت إلى أن “الشهيد الصماد رسم معالم الطريق لمواجهة المشروع الغربي الصهيوني”.

وعن الدور الذي لعبه الشهيد الصماد في تأسيس مشروع الدولة، يشير بن حبتور إلى أن “قيام حركة فكرية يقودها قائد الثورة، يسانده فيها شخصية فذة مفكرة مثقفة كالشهيد الصماد، من العوامل الرئيسة التي أدت إلى أن يكون لها هذا الحضور والوصول إلى هذه المرحلة من مراحل النجاح “.

عملية الاغتيال

بعد جولة للشهيد الصماد في الحديدة، والتي انتهت قرابة الساعة الثانية من بعد ظهر 19 نيسان/ابريل عام 2018، نشر مقطع مصور يظهر طائرة مسيرة تقوم بمراقبة سيارتين شرق المدينة، غرب البلاد، تحدد الهدف بدقة الذي هو عبارة عن سيارة زرقاء اللون من نوع “تويوتا لاندكروزر”، سلكت طريقاً جانبياً، حيث قصفت بعد ثوان قليلة بواسطة صاروخ “بلو آرو 7”. فيما خرج السائق من السيارة الأخرى ومن معه حتى يتفقدوا موقع الاستهداف، حتى أصدر ضابط في غرفة العمليات في الإمارات أمراً بقتلهم أيضاً”، حسب ما أوردت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في تقرير لها يضم معلومات حصرية.

وتؤكد المجلة أنه على الرغم من أن الرياض سارعت لتبنّي العملية إلا أن “الامارات حصلت على المعلومات الاستخبارية من خلال موظفي طارق صالح -ابن شقيق الرئيس علي عبد الله صالح-، الذي يقود هجوماً للسيطرة على ميناء الحديدة”.

المصدر: موقع الخنادق